ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الى اين يقودنا المجلس العسكرى الحاكم؟

د. صبري فوزي جوهرة | 2011-03-17 00:00:00

بقلم : صبرى فوزى جوهره
لا شك ان الدلائل تشير الى نجاح الداعين الى قيام دولة دينية فى مصر فى الالتفاف حول اهداف ثورة 25 يناير  و تسخيرها لتحقيق مطامعهم المزمنة التى لم و لن يتخلوا عنها. كانت ثورة الاقباط هى الاولى عندما حركت الركود السياسى السائد فى مصرو بدأت هذا الطوفان السياسى العارم الذى اطاح باعتى طغاة العصر الحديث فى تاريخ البلاد و اكثرهم فسادا. فعلوا ذلك بوقفتهم الخالدة فى العمرانية, تلك الوقفة التى كانت بلا وجل او تردد او سلاح و كان دافعها رفض الاعتداء و الظلم, وتبعهم شعب مصر فى الخامس و العشرين من يناير ليعطى للعالم باسره نموذجا و درسا فى رفض المذلة بأباء و تحضر.


 تفائلنا خيرا بروح الثورة الجديدة الى ان بدأت علامات الالتفاف و محاولات الافساد والاحتواء  لاجهاض اسمى معانيها و طليعة اهدافها: الحرية و المساواه و العدالة لكافة ابناءمصر و بناتها. توجس الكثير منا من سيطرة جماعة اخرى من العسكر على البلاد و كأننا لم نعانى من طغيانهم لستة عقود من الزمان. بل ان التشابه لا ينحصر فى الخلفية العسكرية للسادة الجدد, بل يمتد الى انتماء غالبيتهم المطلقة الى الفكر الاسلامى السياسى. فقوات مصر المسلحة, شأنها فى ذلك شأن كل مؤسسات مصر الاخرى, كانت قد ابتليت و ابتلعت بالاخطبوط الاسلامى.    
شارك الاقباط فى الثورة بالرغم من الضغوط التى كانت تحذرهم من التمادى و السير على هذا الدرب حيث كان هناك دائما شبح السيطرة الاسلامية على الثورة النقية, و سقط من القبط الشهداء مثلهم فى ذلك مثل سائر قطاعات الشعب. ليجدوا ان دمائهم و عرقهم و تضحياتهم قد ذهبت ادراج الرياح : فاذا بالجيش, حامى حمى الوطن, ما زال ينظر اليهم بتلك النظرة الصفراء متماديا و مكررا التى مثلت حكم مبارك الساقط على طول مداه.

فعندما هدم الغوغاء و السوقة كنيسة صول و تجمع الاقباط فيما سيذكر فى تاريخ مصرباعتصام ماسبيرو, وضحت نية حكام البلاد الجدد  فى التعامل مع الاقباط بنفس الاسلوب القديم: محاولات الاعلام المصرى الغبى تجاهل الاعتصام الى ان تحدثت عنه الكثير من مصادر الاعلام فى الداخل و الخارج, ثم محاولات القاء بعض الفتات للاقباط اولا بالتظاهر "بقبول" اعادة بناء الكنيسة خارج القرية, ثم قبول بنائها فى مكان هدمها بس بعد اخذ اذن المجرمين الذين هدموها و استرضائهم (!) وارسال وابل من الاراجوزات الجهلة للنيل من سمعة الكنيسة بادعاء ممارسة السحر فيها, وما كانوا يجرأون على التفوه بهذا الهزل لوكانوا يلمون بالقراءة, و وجود ما اسموه بالخمرفى الكنيسة مما يجزم بعدم معرفتهم بمقدسات المسيحية ثم ادعاء الغضب لوجود ملابس نساء فى الكنيسة (ولم يذكروا ملابس الرجال لانهم "هلبوها") التى يشارك بها الاقباط فى كساء المحتاجات و المحتاجين من ذويهم, ثم هما مالهم؟ الم تكن هذه الزيارة من الميمون مصدر عثرة و مدعاة لسوء الظن واعادة تحريض الدهماء على ارتكاب المزيد من الجرائم و اشاعة الفوضى! هذا ما سمح به حكام مصر الجدد لتأكيد وحدة شعب مصر الذى دعت اليه الثورة التى يستمدون شرعية سلطتهم من دماء ابنائها. و لكن, ماذا عن "قبول" اعادة بناء الكنيسة على نفقة الجيش و بايدى رجاله؟ شكرا و لكن لا يلزمنا هذا التفضل. فان طبق القانون و احتجز المخربون فى السجون فى انتظار محاكمة عادلة فيمنع شرهم عن المشركين و الكفرة, فسيكون فى استطاعة الاقباط اعادة بناء كنيستهم فى مكانها و بايديهم و باموالهم  دون الحاجة الى معونة. اما ما لا يستطيع الاقباط عمله فهو فرض سيادة القانون على عتاة المجرمين الذين اعتادوا الاعتداء على الاقباط و الخروج من عواقب جرائمهم زى الشعرة من العجين  ولاشك ان سلوك قوات مصر المسلحة تجاه اعتدائهم على الاقباط قد اقر اعينهم المعمصة و افرح قلوبهم السوداء.

ما الذى حدى بالجيش الى اتخاذ هذا الموقف المشين من العدالة و لن اقول من الاقباط؟
هل هى عدم القدرة على مواجهة الاسلامين او عدم الرغبة فى اغضابهم؟ هل الجيش خايف منهم؟ هل ان الجيش لا يرى فيما ارتكب فى حق الاقباط عدوان و تعدى على القانون ام ان الجيش سعد لان السوقة لم تفعل ما لا يرضى الجيش و قاموا "بالواجب" عوضا عنه؟
هذا عن مأساة صول. اما مأساة المقطم و سقوط العدالة فى قضية الغلبان جرجس بارومى و غيرها فجميعها تشير الى عدم توافر النية عند الممسكين بالسلطة فى مصر الان لتغيير سياسة العادلى و حسنى مبارك على الاقل نحو الاقباط . و سيأتى اليوم الذى يسطر التاريخ فيه هذا العصف بالقيم و العدالة على صفحات العار و الشنار.

خبر مثير آخراريد ان الفت اليه الانظار: وهو استيلاء اسرائيل على سفينة محملة باسلحة فى طريقها الى ميناء الاسكندرية لتسلم الى ابطال حماس المتربصين بحدود مصر فى قطاع غزه. بلاش و النبى اللعب مع اسرائيل خصوصا اليومين دول. عارفين ليه؟  حتى لا نعطى لها مبررا للاستيلاء على سيناء, و لو دخلوا المرة دى (التالته) مش حيطلعوا ولا بالطبل البلدى و لن نستطيع اجلائهم بالقوة لاننا لن نكون قادرين على مواجهتهم  عسكريا. و فى وقفة جادة مع النفس, لنتذكر ان حتى "حرب اكتوبر المجيدة" لم تكن بالمجد الذى نطنطن له. فقد احتلت اسرائيل السويس و كادت تقضى على الجيش الثالث جوعا المحاصر فى سيناء, و لم يمنعها من الاستيلاء على المزيد من ارض مصر سوى مفاوضات فك الاشتباك. و لا ينفى هذه الحقائق سوى عنترى ممكن يوقع مصر فى داهية لا حاجة لنا بها. اضف الى ذلك ان الولايات المتحدة لن تسمح بفشل اسرائيل و ستستغل وضع التفوق الاسرائيلى للمزيد من السيطرة على مصر. يعنى ان ما كناش ناخد بالنا كويس مما حولنا ربما يأتى يوم نتحسر فيه على حكم حوستى (حسنى) مبارك كما تنبأ البعض!
بلاش الجرى ورا الاسلاميين. لو كانوا شطاركانوا نفعوا فى ايران و السودان (اقصد نصه الباقى) والصومال و غيرها.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com