بقلم: ماجد الراهب
الراصد لتداعيات وإرهاصات ثورة 25 يناير يجب ان يكون على يقين ان الثوررة أصبحت علامة فارقة فى التاريخ المصرى الحديث ، وسوف يرصد ان مصر ولادة ولم يصبها العقم الثورى أو الحركى .
ورحم الثورة كان يتمخض بها من قبل فى مجموعة تحركات شبابية مثل كفاية و6 ابريل ومصريون ضد التمييز وايضا مدونون وحركات إحتجاجية وتظاهرات كثيرة غلب عليها الطابع الفئوى ، ولكن لم يرصد أحد الحراك القبطى الواضح وقد كتبت يوم 26 / 11 / 2010 مقالة بعنوان الاقباط المفتريون وكانت مصاحبة لأحداث العمرانية ، وبعد الثورة كتبت وهل نحن غير وطنيين بتاريخ 7 / 2 / 2011 ثم توالت الأحداث وطغت صول القرية الصغيرة باحداثها المفزعة على المشهد وهنا يجب أن نتوقف ليس قليلا بل كثيرا لنرصد سيناريو مغاير تماما لما اعتاد الأقباط عليه ، سيناريو لم يكن فى حسبان احد حتى القيادات الكنسية التى دأبت على تصدر المشهد السياسى طيلة ثلاثون عاما فى إختزال واضح لجزء أصيل من الشعب المصرى ، وكان دائما الملف القبطى يتأرجح بين القيادات الكنسية وأمن الدوله ، وكأن 12 مليون قبطى واكثر مجرد رقم فى خانة فى صفحة تمثيل الوطن المصرى .
وأصبحت منطقة ماسبيرو هايد بارك الأقباط ولكن الملفت للنظر وذو دلالة فى غاية الأهمية تواجد إخوة مسلمون شركاء الوطن فى خضم مظاهرات ماسبيرو ، ليس ذلك فقط ولكن نرى رجال الأكليروس ( رجال الدين المسيحى ) يشاركون وبقوة فى هذه الأحداث غير مبالين بتوجهات القيادة الكنسية يحركهم باعث وحيد هو إنتماءهم لمصر .
وربما يذكرنا ذلك المشهد بثورة 19 عنما يكون أحد رموزها وخطيبها المفوه ابونا سرجيوس والذى لا يجد غضاضة فى إلقاء خطبه فى الأزهر .
ونرصد ايضا زخما شعبيا فى 19 مارس فى سبق لم يحدث قبلا فى تاريخ مصر حيث أمتدت طوابير الأدلاء بالاصوات لتعديلات الدستور تضم كل فئات الشعب اكثر من 90 % منهم لم يدلى مرة واحدة فى حياته فى اى انتخابات او استفتاء وطبعا كان للاقباط نصيبا وافرا من هذه الطوابير .
هذا التفاعل هو نتاج بذرة الثورة التى أندلعت بعد أحداث الاسكندرية بكنيسة القديسين فى بداية عام 2011 واندلعت المظاهرات بحس شعبى عال جدا تندد بهذه المجازر .. شبرا ، التحرير ، مصر الجديدة ... وكل محافظات مصر فى تلاحم إسلامى مسيحى بديع ويستمر حتى ليلة عيد الميلاد عنما صنع أخوتنا المسلمين جدارا بأجسادهم يحمون كنائسنا أثناء صلواتنا مساء .
وتشتد السخونة على الفيس بوك شباب لا يعرف بعض ولكن يعرف شىء واحدا أن هناك حراك لابد أن يحدث وان هناك تغيير لا بد ان يحدث وكانت ثورة اللوتس التى سوف تدرس فى جميع أنحاء العالم ، ثورة لا قيادة ، 18 يوما غيرت وجه مصر ، واصبحت مع ثورة تونس مثالا يحتذى .. ليبا ، البحرين ، اليمن ، ....... الخ .
ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ، ثورة مضادة – وجوه بغيضة – تيارات دينية – عنف غير مبرر – محاولة لسرقة احلامنا وأمنياتنا بحياة ديمقراطية حقيقية ودولة مدنية تحترم أدميتنا بدون فرز أو تجنيب سواء لمعتقد دينى او سياسى .
وتتوالى الاحداث
• طارق البشرى يتولى لجنة تعديل الدستور
• ترشيح جورجيت القلينى للوزارة ثم سحب الترشيح
• إقالة حكومة احمد شفيق
• مصرع كاهن بأسيوط
• حرق كنيسة بالصعيد
• الافراج عن المعتقلين
• هدم سور الدير
• هدم كنيسة صول
• الشيخ حسان المتحدث الرسمى للمجلس العسكرى
• عبود وطارق الزمر وجوه إعلامية
• الأقباط يدفعون الجزية
• لجنة لوضع ضوابط تكفير المجتمع
• الداعية فلان وترتان يتصدروا المشهد الأعلامى والقنوات الفضائية
• الأنبا فلان والقس علان يدلون بدلوهم فى الأحداث الجارية
ويخفت صوت الثورة وتخفت الإضاءة وتنفرج الستارة عن مشهد عبثى كل يحاول أن يمتطى الفرس الأخضر الذى ظهر فى ميدان التحرير .
وأخيرا معايا باسبور حد يدلنى على بلد تقبلنى .
حد فاهم حاجة !!!
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com