بقلم:أنطوني ولسن
وظهرت نتيجة الأستفتاء . وقال الشعب كلمته في إختيار " نعــم " بالموافقة على تعديلات المواد الدستورية التي أختيرت من دستور 1971حتى تتماشى مع متطلبات الفترة القادمة لأرساء قواعد الديمقراطية لأنتخاب أعضاء مجلسي الشعب والشورى تمهيدا لأنتخاب رئيس الجمهورية الذي ستكون له صلاحيات تغير الدستور ووضع دستور جديد. وذلك حتى يتثنى للمجلس الأعلى للقوات المسلحة العودة إلى مهامه الأساسية وهي حماية الوطن من أي إعتداءات خارجية . هذا ما فهمته .
طيب .. هل معنى هذا أن دستور 71 سيظل العمل به حتى يحدد الرئيس الجديد موعدا للبدء في وضع دستور جديد ؟ وإذا كان الأمر كذلك لماذا قالوا لنا أن دستور 71 فيه صلاحيات كثيرة لرئيس الجمهورية ولا يصلح للدولة الديمقراطية مما يجعل الرئيس الجديد التمسك به، أليس كذلك؟!!!
ننتقل إلى نقطة أخرى وهي أن القوات المسلحة تريد تسليم السلطة في فترة لا تتجاوز 6 أشهر من تاريخ موافقة الشعب على الأستفتاء . والسؤال هنا مَن مِن قوى الشعب سياسيا عنده صلاحية خوض الأنتخابات والتأكد من الفوز؟؟!!.
طبيعي الأجابة ستكون الأخوان المسلمين كجماعة غير محظورة الأن ، أو عن طريق أحزاب هم في طريقهم إلى تكوينها أو قد يكونوا قد كونوها بالفعل وخاصة أن الموافقة على تكوين الأحزاب لم تعد تأخذ وقتا طويلا .وأيضا على الساحة السياسية وجدنا أن الحزب الوطني الديقراطي الذي كان يحكم مازال قائما وله أعضاء منظمين ويمكنهم دخول الأنتخابات ، وطبيعي جدا سيكون للمغيبين من الحزب بتهم الفساد دورا كبيرا في الصرف على الدعاية بمبالغ أعتقد لا الأخوان ولا غير الأخوان يستطيع منافستهم في هذا المضمار فقد كانوا رؤوسه " الفساد " لعقود طويلة .
يأخذنا هذا الكلام إلى الأحزاب الموجودة من الأول ، وعلى ما أتذكر عددهم قد لا يزيد عن العشرين حزبا ، الفاعلين منهم لايتعدى عددهم عن أربعة أو خمسة أشهرهما حزب الوفد وحزب التجمع ولا أظن أن أي منهما يستطيع مواجهة لا الأخوان ولا الحزب الوطني ، فمن بقي على الساحة غيرهما!!!. لا أحد!!!! .
وأيضا ، ماذا عن شباب 25 ينايرالذي عرض نفسه لخطر المواجهة مع قوة غاشمة إن كانت قوة الأمن والتي كان على رأسها حبيب العادلي الذي وصفته ذات مرة بأنه لا حبيب ولا عادل ، أو قوة النظام الحاكم وعلى رأسه محمد حسني مبارك وإبنه جمال الدكتاتور كما وصفه لنا الأستاذ عادل حموده . أقول بماذا يواجه هذا الشباب كل تلك القوة الغاشمة دون سلاح غير سلاح الإيمان بحتمية التغير حتى لو دفعوا دمائهم ثمنا للخلاص من كابوس الظلم والفساد . وقد حدث وإستشهد منهم عدد كبير من الشباب والشبات من جميع طوائف الشعب المصري ودياناته . فما هو موقعه " شباب الثورة " من الإعراب في " السربعة " التي حدثت بتغير بعض مواد الدستور والعمل على دفع مصر إلى إنتخابات برلمانية ورئاسية لا مكان لشباب الثورة فيهما .
والواضح أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد خطط ورسم مع علم تام بأرضية الساحة السياسية والتي لا مكان بها للأحزاب الموجودة من قبل غير الحزب الوطني وجماعة الأخوان التي كانت " محظورة " وإكتفي المجلس بمحايلة شباب الثورة بمقابلة تلفزيونية هنا وهناك مع أحاديث ولقاءات في الصحف القومية " أي الحكومية " والخاصة .وعادت ريما لعادتها القديمة ، وكأنك يا أبا زيد ما غزيت .وسيعود الأخوان مع الحزب الوطني لأقتسام " الكعكة " فيما بينهما كما كان في سالف العهد مع فارق أن الأخوان قد تم الأعتراف بهم ويمكنهم تبادل السلطة فيما بينهما مرة برئاسة مجلس الوزراء وترك رئاسة الجمهورية للحزب الوطني ، ومرة برئاسة الجمهورية وترك رئاسة مجلس الوزراء للحزب الوطني ويا دار ما دخلك شر ، وزي ماكنا في الأول نكون دلوقتي وشكرا سيادة المشير حسين طنطاوي ومجلسك الأعلى للقوات السلحة فقد أعدت الأشياء ألى نصابها كما كان يرغب سيادة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس الحزب الوطني الذي لم يتنحى أو يستقيل ولكنه تخلى وإختاركم تولي شئون إدارة البلاد والمهادنة مع الأخوان الذين كانوا شوكة في ظهره كما كانوا في ظهر من سبقوه من " الأشرار " متجاهلا الدستورالذي لا يشير إلى القوات المسلحة لأدارة البلاد في حال تخلي أو وفاة الرئيس قبل إتمام مدة رئاسته ، وتولي المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد.
وهكذا نرى أحلام شباب الثورة وتضحياتهم في طريقها إلى المجهول مع الأسف .
لكن شد إنتباهي اليوم الأثنين الموافق 21 من هذا الشهر مارس هذا العام 2011 ومشاهدتي صباحا برنامج " القاهرة اليوم " والذي كان يبث مباشرة مساء يوم أمس الأحد وإستضافته في أخر الحلقة سيادة اللواء محمد علي بلال المتقدم للترشيح لرئاسة الجمهورية فقد أثبت أنه الشخص الذي قد يعطي مصر والشعب المصري فرصة حقيقية للتغير والتحرك إلى الأمام بشعب واحد متعدد الأديان والمذاهب والعقائد لذا :
1 ـ أناشد الشباب المصري عامة وشباب الثورة خاصة وكل مخلص لمصر ويحلم بتغير حقيقي أن يبدأ في معرفة الكثير عن هذا الرجل والإلتفاف حوله لربما يكون فعلا الأمل الذي تنتظره مصر .
2 ـ أناشد المسيحيين في مصركبارا وشبابا من جميع الطوائف والمذاهب المسيحية الأسراع بالإنضمام إلى الأحزاب سواء الموجودة أو التي سيتم تكوينها ، ليكون لنا مشاركة فعلية في تقرير مصير الوطن بدلا من التقوقع والشعور بالإضطهاد والغربة . ومما لاشك فيه أرشح اللواء محمد على بلال أو من على شاكلته للألتفاف حوله ومساندته .
3 ـ أناشد الكنيسة أن تهتم بالشأن الكنسي وتترك الشأن السياسي للشعب يختار من يرونه صالحا لمصر أولا وأخيرا ويعيشوا حياة المشاركة والتأثر والتأثير في مصير ومستقبل مصر ، الذي هو مستقبل أولادهم وبناتهم .
4 ـ لا أعرف إن كان من حقي أن أناشد المواقع والصحف المسيحية والأعلام التلفزيوني للبحث عن هذا الرجل اللواء محمد علي بلال وإجراء لقاءات معه والتعرف عليه أكثر وأكثر فقد تكون نظرتي إليه ينقصها المعرفة بحكم تواجدي بعيدا عن أرض الواقع في مصر ، لكن لا أظن أنني بطلبي هذا أكون قد إرتكبت خطأ . أتمنى هذا ..
5 ـ أناشد التجمعات والمؤسسات والهيئات المسيحية وهيئات حقوق الأنسان سواء في مصر أو خارج مصر أن تشجع الأنضمام للأحزاب السياسية وأيضا معرفة الكثير عن اللواء محمد على بلال .
وأختم بسؤال أتوجه به إلى سيادة اللواء محمد على بلال... هل أنت العسكري الذي أحلم أن يتولى إدارة شئون مصر ومساعدتها على النهوض من كبوتها والتطلع إلى غد مشرق تسطع فيه شمس الحرية لتكون مصر كما كانت دائما المنارة ليس فقط للعالم العربي ، بل للعالم أجمع كما كانت أم الدنيا .
دعونا نتمنى ونحلم ونتطلع والعمل على تحقيق تمنياتنا وأحلامنا وتطلعاتنا بالحركة والنشاط الهادف.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com