حاولت صحيفة "كرستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن تلقي الضوء على المسألة الأمريكية وعلاقتها بالثورة اليمنية التي تطالب الآن برحيل علي عبد الله صالح، الرئيس اليمني. وطرحت سؤالا: لماذا لا يضغط باراك أوباما الرئيس الأمريكي على الرئيس اليمني، ويطالبه بالتنحي بناء على مطالب الشعب اليمني، كما فعل من قبل مع الرئيس المخلوع حسني مبارك، ويفعل الآن مع الرئيس الليبي معمر القذافي؟
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن الإجابة تكمن في خوف واشنطن من تنظيم القاعدة، إذ يمثل التنظيم الإرهابي، الذي ينشط كثيرا في اليمن أهم التحديات والأخطار التي تواجه مصالح واشنطن في العالم العربي، وقد سارع أوباما بالضغط على الأنظمة العربية التي سقطت الواحدة تلو الأخرى، بينما امتنع عن مؤازرة المحتجين اليمنيين، وتجاهل مطالبة صالح بالتنحي نزولا على رغبة الشعب اليمني.
ويعتبر استمرار صالح في الحكم حماية لمصالح واشنطن البترولية والأمنية في الخليج العربي من تهديدات القاعدة المتواصلة، لهذا تخشى الولايات المتحدة الأمريكية من عودة التنظيم لقوته السابقة في خضم "الفوضى" التي يمكن أن تعم اليمن إذا تنحى صالح.
ويقول خبراء سياسيون، إن مصالح الولايات المتحدة تظهر بقوة ووضوح في الحفاظ على النظام الحاكم اليمني، الذي استمر أكثر من 33 عاما، بينما ليست بنفس القوة في ليبيا مثلا. وقال روبرت جيتس، وزير الدفاع الأمريكي، خلال زيارة لروسيا أمس الثلاثاء: "من الواضح أننا قلقون من عدم الاستقرار في اليمن"، مشيرا إلى أن واشنطن تعتبر فرع تنظيم القاعدة الموجود في اليمن، هو أخطر فروع التنظيم، مضيفا، أن "عدم الاستقرار وتحويل الانتباه عن التعامل مع القاعدة في الجزيرة العربية هي شغلي الشاغل الأساسي حول الوضع".
وعلى العكس، تدخلت فرنسا في الوضع اليمني، بعد أن قادت الهجوم الدولي على ليبيا، وكانت أول قوة دولية تطالب صالح بالتنحي بعد الأحداث الدامية يوم الجمعة الماضي في صنعاء، وقال آلين جوبيه، وزير الخارجية الفرنسي، الاثنين الماضي: "نرجح أن يكون رحيل الرئيس صالح حتميا".
وأوضح تشارلز دانبار، سفير أمريكا السابق باليمن وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة بوسطن حاليا، أن صالح وافق على قيام الولايات المتحدة الأمريكية بشن هجوم بالصواريخ على أهداف للقاعدة، كما سهل استهداف الإمام اليمني أنور العولقي، لتتمكن أمريكا من القبض عليه وقتله، هذا بالإضافة إلى إنفاق الولايات المتحدة الأمريكية ملايين الدولارات لتدريب عناصر يمنية لتصبح قوات مكافحة للإرهاب.
وأشار دانبار إلى أن كل ملايين واشنطن ومساعيها لاستمرار حكم علي عبد الله صالح حفاظا على مصالحها في اليمن قد لا تكون مجدية الآن، فالشعب اليمني قد يطيح بصالح إذا استمر الضغط، ولن يكون لواشنطن أي تأثير أو دور وقتها.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com