عَجِبْتُ كثيراً لأمر الصبايا
يبكين فى الفجرِ
خلفَ المرايا
ويذرفن دمعًا
إذا اليوم مرْ
يبكين مُرًا إذا الشمس غابتْ
وإذا شحَّ يومًا ضياءُ القمرْ
وإذا ما استباحت رياحُ الربيعِ
زهورَ البنفسج وعطرَ الزَهَرْ
أزاحت عن القد ثوبًا شفيفًا
وراحت تُمني قلوبَ البشرْ
وإذا ما استراحت بقايا العبيرِ
على الخد أثرًا بعد السهرْ
وإذا ما استحالت فراشَاتُهُنَ
إلى قوسِ قُزُحٍ بعدَ المطرْ
وإذا ما استعادت بروج السماءِ
وبعض النجوم نميمَ السمرْ
***
عجبت كثيرًا لأمر النساءِ
يذوبن بكاءً بغير حذرْ
ويحسبن آدم ربيبَ الوحوشِ
يعيش ويمضي بقلبٍ حجرْ
ويأمر تلبي جميع البرايا
ويدري الخفايا مثل القدرْ
يرود الحروب كلهو المصيفِ
فيذبح ويردي لقتل الضجرْ
يغوص عميقًا بين الركامِ
ليهدي الأحبة بعض الدررْ
يعيش أسيرًا لظلِ اغترابٍ
يعود كليلاً بطول السفرْ
وإذا ما اشتكى من طول العناءِ
ببعض البكاء فيما ندرْ
تصب النساء عليه الجحيمَ
وتلصق بالمرء كل العبرْ
ألم يخلق الله قلبًا لآدم
يذوب ويخفق مثل البشرْ؟!
***
عجبت كثيراً لأمر النساءِ
رضين لآدم كفَ البصر ْ
ولم يحتملن قذى فى العيونِ
ولم يحتملن وخزَ الإبرْ
فإذا كان آدم يذوق الشقاءَ
و يسبح فيه بشتى الصورْ
فلما يحتكرن حقوق البكاءِ
عجبت كثيرًا لأمر البشرْ
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com