ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الثورة المخطوفة ( ٣ ـ ٧ ) الجماعة تتعرى قطعة قطعة ـ البديل الثالث

عادل جرجس | 2011-03-28 00:00:00

بقلم: عادل جرجس سعد
لم يطيح " انقلاب ١١فبراير " بالرئيس المخلوع فقط ولكنه أيضاً أدى إلى اهتزاز كافة أركان النظام وكنت وما زلت أصر على أن جماعة الإخوان المسلمين هي ركن  من أركان هذا النظام ودعائمه بل إنها كانت التكأة التي يتكئ عليها هذا النظام في كثير من الأحيان ليبرر استبداده وفساده كل هذا من خلال صفقات بين الجماعة والنظام ، وها قد سقط النظام ولم يعد هناك كياناً مضاداً للجماعة لكي ما تعارضه وتزايد عليه فماذا تبقى إذن للجماعة ؟ إن المتابع للإخوان يعلم علم اليقين أنهم متقزمون سياسياً فغاية المدى السياسي لديهم هو أن يكونوا فصليلا معارضاً ولكنهم لا يرضون بهذا وظلت أنظارهم متعلقة بالسلطة طيلة ثمانون عاماً مضت دون أن يحسبوا حساباً ليومأ يكونوا فيه في مواجهة سدة الحكم بلا حواجز .

فلقد تسارعت وتيرة الانقلاب أسرع من قوة دفع الإخوان لمشروعهم السياسي ـ إن وجد ـ للوصول إلى الحكم وأصبحوا يلهثون لمواكبة هذا التسارع ولكن هيهات أن يلحقوا بالركب فعجلة الزمن أطلقت العنان لنفسها ولم تستطيع الجماعة ركوب تلك العجلة مما أوقعها في أزمة كبيرة باتت ملامحها واضحة وصريحة وتفصح عن نفسها دون استنطاقها، وهنا ينبغي علينا أن نحدد ملامح تلك الأزمة لنقف على انقلاب خطير في أفكار الجماعة كسرت فيه الكثير من ثوابتها يظهر على النحو التالي :

الشعبية المسروقة
يخطئ من يظن أن جماعة الأخوان المسلمين تحظى بقواعد شعبية كبيرة تنطلق من خلالها إلى العمل السياسي، فشعبية الجماعة هي شعبية مسروقة من التيارات الإسلامية الأخرى " السلفيين ـ الجهاد ـ الجماعة الإسلامية " تلك التيارات التي تم التضييق على بعضها أمنياً واعتزلت بعض التيارات الأخرى العمل السياسي قهراً أو طواعية، وأصبح التيار الإسلامي السياسي غير متواجداً في الحياة السياسية إلا من الأخوان فكانت تلك التيارات تدفع شعبيا من وراء الإخوان لتقويتهم سياسياً لإيقاف تمدد التيار المدني بكل أطيافه وليس حباً أو قناعة بمنهج الجماعة السياسي أو حتى الدعوى فكانت تلك التيارات بمثابة " مقاول أنفار من الباطن " لجماعة الأخوان، وبعد أن تم الانقلاب على النظام وحلت حالة من الفوضى السياسية في المجتمع ظهرت تلك التيارات على الساحة وأعلنت رغبتها في ممارسة العمل السياسي وبدأ كل فصيل منها في تجميع قواعده الشعبية لتلتف من حوله فتم تجريد الإخوان من شعبيتها الوهمية تمهيداً لإزاحتها سياسياً والانقلاب عليها لتلحق بالنظام الذي كانت ركن من أركانه حيث لم يتبقى لها إلا كوادرها التنظيمية وآلتها الإعلامية التي تنفخ فيها مثل البالون، ومن هنا أدركت الجماعة الخطر الذي يحيق بها والذي يحتم عليها استعاضة تلك القوى الشعبية التي عادت إلى قواعدها الأصلية

الإفلاس السياسي
لم يعد ممكنا بعد أن تطرح الجماعة نفسها مجتمعياً على إنها الوكيل الوحيد للدين في المنطقة فقد ظهر وكلاء آخرين أقوى و أكبر وزايدوا على الإخوان دينياً وتم سحب البساط الديني من تحت أرجل الجماعة بعد أن تم رفع الغطاء الشعبي عنها، ومن ثم كان يجب أن يتم تغيير الأرض التي يتم الانطلاق منها فأرضية الدين لم تعد بعد صالحة لتعويض الإخوان شعبياً فتركت الجماعة تلك الأرض وذهبت إلى أرض أخرى ألا وهى الأحزاب السياسية فقام المرشد العام بدعوة رؤساء تلك الأحزاب لطرح مشروع سياسي مشترك تلك الدعوى التي وجدت هوى في نفوس الأحزاب المتشرزمه سياسياً والتي تعانى كلها من صراعات داخلية تقسمها وتهدد مستقبلها السياسي إضافة لعدم تواجدها سياسيا في الشارع المصري فكان آن هرولت الأحزاب إلى مكتب الإرشاد لعلها تجد هناك أصلاحاً لما أفسده الزمن فكان ائتلاف " العيان والميت " ولكن مكتب الإرشاد لم يكن بعد مستعداً لطرح سياسي جديد فما كان منه إلا أن قلب في " دفاتره القديمة " فوجد مبادرة للإصلاح السياسي طرحها المرشد السابق محمد مهدي عاكف عام ٢۰۰٤ وصدرت في أربعة عشر بند وكانت تلك المبادرة هي الضالة المنشودة لمكتب الإرشاد فتم تهذيبها واختصارها في ثمانية بنود جاء معظمها منقولاً نقلاً حرفياً من مبادرة ٢۰۰٤وما أدراك كيف تمت عملية التهذيب والنقل

الجماعة تحطم ثوابتها " كسر التابوهات "
لا جديد في مبادرة الإخوان فكل البنود عبارات إنشائية مرسلة تفتقد إلى المنهجية وآليات التفعيل، ولكن الجديد هنا هو حذف كل العبارات التي كانت تحرص الجماعة على  أن تؤكد عليها كثوابت دينية مرجعية لكل أطروحتها السياسية ونرصد هنا ما يلي :
ـ خلو المبادرة من الآيات القرآنية وهو ما يعنى أن الجماعة بدأت في تمييع موقفها من المرجعية الدينية كأساس للعمل السياسي
ـ تم حذف عبارات من قبيل " إن الغاية لدعوتنا أقامة شرع الله " وهو ما يعنى أن الجماعة تنازلت أو علقت عملها الدعوى مرحلياً
ـ عدم الإشارة لتديين القوانين كما كانت الجماعة تؤكد سابقاً أنه يجب " تعديل القوانين وتنقيتها بما يؤدى إلى تطابقها مع مبادئ الشريعة الإسلامية "
وهكذا خرجت مبادرة الإخوان هزيلة غير ذات معنى فالمرجعية الدينية لمبادرات الجماعة هي التي كانت تثير الجدل حول تلك المبادرات، وعلى الرغم من أن الأحزاب باركت وهللت لتلك المبادرة إلا أنه يبدو ومع المراجعات المتأنية لتلك المبادرة أكتشف الأحزاب خواء تلك المبادرة وهو ما أعلنه مؤخراً د. عصام العريان عضو مكتب إرشاد الجماعة من انه لا يجد حماساً من الأحزاب للمضي قدماً نحو مبادرة الجماعة

البديل الثالث " الأقباط "

لم تجد الجماعة إمامها بعد تخلى القوى الإسلامية والأحزاب السياسية عنها سوى الأقباط تلك الكتلة السياسية البكر والغير مفعله ومن هنا طرحت الجماعة مبادرة للحوار مع الأقباط في محاولة لاستقطابهم أخوانياً ولم لا فالأقباط قوى شعبية كبيرة ولكنها غير منظمة أو مسيسه وترك أمرها للكنيسة لفترة طويلة والخوف من الفوضى السياسية جعل الأقباط يهرعون فرادى أو جماعات نحو الشارع السياسي في محاولة للتواجد فيما هو قادم والجماعة تملك قدرة كبيرة على التنظيم والحشد ولها قدر لا بأس به من الحنكة السياسية وهو ما يحتاجه الأقباط فهناك حاجة إذن لتبادل المنافع وإن لم توحد المنافع بين الأقباط والإخوان وحدت بينهم الأخطار المشتركة ولقد بات واضحاً خطر التيار السلفي على كلا الفريقين، ولكن هل يستقبل الأقباط الرسالة ؟ لا أظن فتاريخ الإخوان كله مراوغة مع الأقباط و قيامهم لسنوات طوال بالعمل على تهميش كل ما هو قبطي فإذا ما أضفنا لهذا بعض التشدد الذي كان يظهر من وقت لأخر من الإخوان تجاه الأقباط مثل فتوى عبد الله الخطيب مفتى الجماعة بعدم جواز بناء الكنائس فإن كل هذا وغيرة يجعل الأقباط يرفضون تصديق الجماعة ولا يعيرون بالاً لحوار يطوق إليه الإخوان لتسقط أخر أوراق التوت من على الجماعة وتتعرى سياسياً وتتقزم دعوياً

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com