ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

سورية هذه الواحة الآمنة

نوري إيشوع | 2011-03-28 00:00:00

بقلم: نوري إيشوع
نظرة عابرة و سريعة على عالمنا الشاسع و المترامي الأطراف, و دون ادنى مشقة نرى غابات متوحشة, يسودها القوي و يمارس فيها جبروته ليشبع بها غرائزه الحيوانية بدون حدود, حروب, اضطهادات, تهميش أقليات, تمييز عنصري, عرقي, ديني, ابادات جماعية لشعوب و طوائف, قمع حريات, تطبيق و محاولات تطبيق شرائع بائدة من العصور الحجرية, شرائع عفى عليها الزمان و مضى, حرق دور عبادة و هدمها,  ممارسة شتى انواع الظلم ضد أناس عزل, دعاة سلام, ناشدين للمحبة و حسن الجوار, شعب يتعرض الى الأهانة اليومية على ايدي غرباء قدموا من عالم الظلام و هو في عقر داره و وطنه.

مسيحيون, يلاحقون, و تنتهك أقدس أقداسهم, كنائسهم و دور عباداتهم, يضربون و بقوة من خلال التشهير في رموزهم الدينية, يلحقون بهم العار من خلال خطف بناتهم و هتك اعراضهم, وحوش آدمية تشعل نيران حقدها في بيوتهم و ممتلكاتهم الشخصية دون ادنى رحمة أو شفقة.
و لكن هنالك  واحة دائمة الأخضرار, عاش المسيحيون فيها و لا يزالون آمنون و مكرمون, و يمارسون عقائدهم و طقوسهم الدينية بكامل الحرية أسوةً بالمسلمين.
كنائسهم و دور عباداتهم محصنة و تعتبر أمكنة مقدسة, تحميها الدولة و تصون أوقافها, كنائس معفية رسمياً من دفع فواتير المياه و الكهرباء أسوة بالأوقاف الأسلامية.

سورية هذا البلد الآمن, و الذي يعتبر مثالاً صادقاً للتعايش السلمي بين جميع أطيافه و أقلياته, لا بل يعد بحق قدوة حتى للدول الراقية.
نعم سورية هي بيت الأمان للجميع و دون تمييز منذ عهد الرئيس الراحل حاقظ الأسد و استمرت في عهد شبل ذاك الأسد الرئيس بشار الأسد الذي استطاع بحكمته و محبته أن يجمع شعب سورية تحت خيمة الأخوة و اللحمة الوطنية, و التعايش السلمي, مسيحيين و مسلمين.

و لا يخفى علينا اليوم, ما تتعرض له سورية من مخططات ظلامية تحاول من خلالها أعوان الشر أن تثير فيها الفوضى و الأنقسام ليجعلوها غابة يسودون فيها و يمارسون فيها شرائعهم ليسفكوا بهمجيتهم دماء بريئة يشبعون بها قلوبهم المتعطشة للشر, لانهم أبوا إلا ان يكونوا جنود الشر و أعوان ابليس.
و لكن كلنا ثقة, و أملنا لا ينقطع بالرب, بان سورية ستبقى قلعة صامدة تتكسر أمام جدرانها كل مخططات أبناء الظلمة و سوف تبقى مصابيح المحبة و الحياة المشتركة تضيء في دروب عزتها و كرامتها و ذلك بهمة و تكاتف قيادتها الحكيمة مع ابناءها الغيورين.
نتضرع الى الرب أن يحفظ سورية, قيادةً و شعباً, لتبقى الواحة الخضراء التي يتفيأ تحت ظلالها كل ابناءها متكاتفين, آمنين

 

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com