بقلم : غادة ملك
قصيدة مهداه للإعلامي عمرو أديب وآخرين
في يوم وانا صغير ... جمعنا أبويا و قال :
ماعادش بد من الغربة، قوموا و شدوا الرحال
ما أعرف وصلنا طريق مسدود واللا نهاية الدرب
بس الأكيد لازم نرحل و نفوت حبيبة القلب
أبويا قاللي إنت عارفني .. باصبر على كل قسية
ولما أقول هاخلع نفسي من جدري، مش سهل عليا
لكن الحياه ملهاش معنى من غير شوية حنية
ليه بس أعيش دايماً حاسس إني غريب جوا بلادي
ماليش مكان، ولا حقي انصان، و إن ده هو العادي؟
عشان كدة لازم أرحل وأصون كرامة أولادي.
* * * *
سنين كتير عشناها بعيد ... بنينا فيها حياة تانية
وحبيبته محفورة في قلبه ما غابتش عنه ولا ثانية
تملي كان يحكي عليها، وحنين بيلمع جوا عينيه
يرسم لي صورة ورا التانية، بشوق ماكانش قادر يداريه
موسم القصب .. وعيدان نايمة عالسكة تحضن في ترابها
صبية بضفاير راجعة م المدرسة شايلة كتابها ...
ليلة ربيع و البدر تمام، و فلوكة تتمرجح في النيل،
و ساقية دايرة بكل حماس يكسر صراخها هدوء الليل...
حكايات كتير قاللي عليها وبعدين همس جوا وداني
قاللي إن اغلى أمنية هي إنه يرجع من تاني
لحبيبته يحضن في ترابها ... وتضلله يوم نخلتها
يقضي بقية أيامه يسقي و يكبر زرعتها
* * * *
وفي يوم وقفت في عز البرد.. والتلج غطى كل الأرض
أودعه لآخر مرة، وأقوله : راح توحشني بجد ..
غمض عينيك يا حبيبي و نام، أنا عمري يوم ما هاخون العهد
من النهاردة أنا هاتكلم ... وهيسمع العالم صوتي...
هاحارب الظلم في وكره حتى إن كان التمن موتي !
علشان حبيبتك تتحرر ... علشان ربوعها تتطهر
علشان ما حد يبات مظلوم ، كسير وقلبه متكدر
أنا وعدي ليك مش هتراجع ولا يوم أخاف أو أتقهقر
حتى لو زايدوا على ضميري، أو سموني "قبطي المهجر"
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com