الإخوان والنفاق

قلة من المجتمع تفكِّر في التعايش في ظل شعب نتاج (30) سنة ضغط وفقر وعشوائية، وشعب رضيع سياسيًا يحكمه أُناس ينفِّذون أغراضهم من خلال الدين ومن خلال التهويل، وأن قول "لا" للتعديلات يعني إلغاء هوية "مصر" الإسلامية!! ولكن أقول لكل من يستغل عقول أبناء شعبه: إن كنت تفعل هذا بالعود الرطب فما بالك باليابس القوي؟ فهذا استغلال من كافة أنواعه؛ أولًا- استغلال للدين ولبساطة الشعب لتنفيذ أهداف يعلمها الكثير، وعندما تقول الجماعة إنهم يحاربون الفساد، وهم من يشيعون الفساد بالرشوة التي يقولون إنها "حرام"! فالراشي والمرتشي كلاهما في النار. فأنتم تلعبون باسم الدين لتحقيق أهدافكم، متناسين أن توزيع السكر والزيت والمال هو أسلوب قديم للعصر البائد والحزب الوطني الذي أنتم إمتداد له.

 

  ثانيًا- عندما تستغلون عقول الشعب البسيطة في دفعهم إلي قول "نعم" للتعديلات من منطلق أن المسيحيين يريديون إلغاء المادة الثانية، فهذا نفاق؛ لأن البابا "شنودة" خرج وقال لا مساس بالمادة الثانية، وإنه يحترم الأغلبية.

 

ثالثًا- الظهور بمظهر الحملان وأنتم تكفِّرون كل ما هو مخالف، وتجرون المنطقة إلي الحرب في القضية الفلسطينية، وتجرون البلاد إلي حرب لا يقدر أحد من حماس الذين تدافعون عنها أن يمسها بأطراف أصابعه، بل يخونها ويقبض مالًا، ويريدون الآخرين يحاربون لأجلهم!! فأنتم جيدون في الحروب والدمار والخراب وليس في البناء. فـ"إسرائيل" تقوم بالبناء من حولنا في كل بلدان العالم لتقوية إقتصادها ومكانتها، علي سبيل المثال في دول حوض النيل. ففي "أثيوبيا" قاموا بحوالي (24) مشروعًا زراعيًا استغلالًا للموقف بيننا وبين دول حوض النيل، وأنتم تفكِّرون بحل عسكري يجر البلاد بعد (30) سنة إلي هوه وإلي ويلات حرب.. فهل أنتم مصريين؟ وهل ليس هناك حلول سياسية ودبلوماسية غير الحرب وويلاتها؟؟؟

 

 رابعًا- تقولون إن مصدر تمويلكم من جيوبكم، وأقل واحد في كوادركم يركب السيارات الفارهة؟؟ هل فعلًا من جيوب أفراد الإخوان؟؟ إذن أنتم تسرقونها لتركبوا السيارات، وهذا خطأ. إذن فأنتم دعمكم من الخارج، فنرجو الرد. من يريد "مصر" محلك سر؟؟؟ ولماذا لا تؤمنون بالوطنية المصرية وتريدون خلافة؟؟ لماذا لا تؤمنون بالتعايش واحترام الآخر وعدم تكفيره لأنه يخالفكم الرأي أو العقيدة مثل البهائيين والصوفيين والأقباط؟؟ مع العلم أن الكل يعرف إنكم تتمسحون الآن وتكسبون ود الشارع لتنفيذ أغراضكم. أنتم قايضتم وبعتم دماء الشهداء بعهد مع الحزب البائس والحزب الوثني؛ لأنكم خرجتم من مجلس الشعب، وكل تفكيركم يا أما تركبون البلد يا أما تحيلونها ثورات وخراب!! ولمصلحة منْ يا إخوان؟؟ 

 

أفيقوا، فلا تجعلوا البلد الأمن بلدًا محطمًا، فأنتم يا منْ طالبتم بتغيير الدستور كله، الآن توافقون علي تعديل بنود فقط. ولكي تكسبون الرأي العام بعد ما بعتم الثورة، تريدون تديين التعديلات لتنفيذ مخططكم. 

 

مهما كان منْ ورائكم فلا يعني، كما قال رئيس تحرير جريدة "اليوم السابع"، الرجل الذي يقول كلمة الحق: إن الشعب يعني بـنعم هي للإخوان ولنصرتهم لا، ولكن للاستقرار. وسيتضح فيما بعد ما هي توجهاتكم، لأن الله يريد بهذا الشعب خيرًا. وتمكرون ولكن أقول: إتقوا الله في هذا الشعب الذي أنتم منه، اللوجو الصحيح للإخوان..