كتب: عماد توماس
قال "محمد عبد السلام"، ناشط طلابي في جامعة عين شمس حتى تخرجه عام 2010، والمنسق السابق لحركة "شباب من أجل العدالة والحرية" بالإسكندرية، أن بداية تشكل وعيه واتجاهه للعمل الطلابي، كانت من خلال قراءته لأحد الكتب في مكتبة الإسكندرية، حول الطلبة والسياسة في مصر. وأضاف أن تصدر الشباب للحركات الاحتجاجية، ظهر جليًا أثناء أحداث 6 إبريل عام 2008، مشيرًا إلى أن الجامعات المصرية كانت في الفترة الأخيرة مغذيًا رئيسيًا لتلك الحركات.
حتمية المعركة
ونوّه "عبد السلام" خلال الندوة التى نظمتها "وحدة الدراسات المستقبلية" مساء أمس الثلاثاء بعنوان "العمل الطلابي في ظل ثورة 25 يناير"، إلى أن النشطاء كانوا يعتبرون أن "معركة" عام 2011 حتمية، وأنه إذا لم يحدث تغيير كنتيجة لها، فإنه لا يمكن اعتبار ذلك فشلا. وأكد أنه كي يكون هناك تأثير للعمل الطلابي في الجامعات، فإنه يتعين على الطلاب أن يكون لديهم خريطة إدراكية للمشهد الذي يحكمه مثل اللائحة الطلابية، إضافة إلى تعزيز مبدأ الحركية والخروج بالأفكار في الكتب وعلى مواقع التواصل الاجتماعي إلى النور. وشدد محمد عبد السلام على أهمية الجامعات لإبرز مكونات المرحلة الحالية؛ إذ إن الشباب هم من سيحافظوا على المشروع الوطني، لافتا إلى أن قوة الطلاب لا تكمن في أعداد المنضمين للتيارات التي ينتمون إليها، وإنما في إخلاصهم وكونهم أصحاب فكر.
ليست صدفة
من جانبه، أوضح "خالد السيد"، ؛ ناشط طلابي بجامعة حلوان وعضو بائتلاف شباب الثورة، أن ثورة 25 يناير 2011 ليست نتاج الصدفة أو الحظ، وإنما هي تراكم نضال وكفاح الكثيرين خلال السنوات الماضية، معتبرا من يرى غير ذلك بأنه إما مضلل أو لديه قراءة غير صحيحة للواقع السياسي. وأضاف أن الشباب في الجامعات كانوا يلعبون دورًا فاعلاً ورئيسيًا في الموجات الاحتجاجية التي أدت إلى ثورة 25 يناير؛ بدء من عام 2003.
وأشار إلى أنه من حق الطلاب تعديل اللائحة الطلابية التي تحجمهم والتي لا تتناسب مع مطالب الثورة؛ حيث إنه تم تفصيلها لتلائم الطلاب المنتمين للحزب الوطني أو الذين يتعاونون مع أجهزة الأمن، وبالتالي فإن الإبقاء عليها يسهم في إعادة إنتاج النظم السابقة. وطالب باستمرار الضغط الجماهيري خلال الفترة القادمة لأنه بمثابة ضمانة للحفاظ على مكتسبات الثورة والحصول على المزيد.
رؤساء جامعات جدد
وفي سياق متصل، نادى "محمود سامي"، ناشط طلابي بجامعة عين شمس وممثل حركة شباب 6 أبريل بائتلاف شباب الثورة، ومسئول العمل الطلابي بالحركة، باختيار رؤساء جامعات وعمداء جدد بناء على معايير تتلاءم وثورة 25 يناير، وليس بناء على ترشيحات أمنية أو حزبية كما كان يحدث في السابق، مشددا على أن استمرار الرؤساء والعمداء الحاليين لا يسهم في خلق الاستقرار كما يدعي البعض.
واقترح أن يتم عقد ورش عمل بين الطلاب وبينهم، وبين أساتذة الجامعات لوضع لائحة طلابية جديدة، وحشد الطلاب والحصول على دعمهم لتلك اللائحة، من أجل تشكيل قوة ضغط لتطبيقها حتى وإن تطلب الأمر القيام بإضرابات طلابية عامة.
مجالس التأديب
ولفتت "فاطمة الصاوي"، محامية بمؤسسة "حرية الفكر والتعبير"، إلى قانون تنظيم الجامعات بما يتضمنه من اللائحة الطلابية والنظام التأديبي، منوّهة إلى أن اللائحة بها قيود عديدة على المشاركة الطلابية الفاعلة، كما أن النظام التأديبي يحتاج إلى تغيير ومراجعة أيضًا؛ إذ إن العقوبات التأديبية مجحفة، إلى جانب وجود تحفظات على تشكيلة مجالس التأديب.
وقالت إن اللائحة الطلابية الحالية التي يعود تاريخها إلى عام 2007، بعد أن تم تعديل تلك التي أقرت عام 1979، مطعون في دستوريتها، كما أن بها العديد من الإشكاليات؛ مثل: حرية الرأي والتنظيم والتجمع ومشاركة الطلبة في إدارة شئونهم والرقابة المستمرة على الاتحادات الطلابية والقيود الخاصة بمشاركة الطلاب فيها وإعطاء رئيس المجلس الأعلى للجامعات صلاحية تحديد أنشطة الاتحادات بشكل سنوي، إضافة إلى صعوبة تشكيل الأسر.
ودعت "الصاوي" إلى دراسة التجارب الدولية في مجال الاتحادات الطلابية، ملمحة في هذا الإطار إلى تلك الخاصة بالجامعة الأمريكية في القاهرة حيث تتم انتخابات الاتحادات أواخر العام الدراسي، ويتم اختيار الاتحاد، إلى جانب لجنة لمراقبة أدائه، وهو ما يؤدي إلى مشاركة فاعلة وقوية من الطلاب.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com