بقلم : بباوى صلدق جورجى
اكمالاً للجزء الاول من هذا الموضوع الهام فى حياة كل فرد منا لان الاسرة هى عماد المجتمع واذا حدث داخلها تفكك فقد المجتمع ترابطه واصالته وكنا قد تكلمنا فى المقال السابق عن المراءة شريكة الرجل ومعينة له ومكمله له جسدياً والحب بين الزوجين والاحتمال وعدم الغضب
4 - المراءة هى إناء للكرامة وليست للهوان : -
فليست هى ملكة يمين ولا نجس فى ذاته ، ان الزوج المخلص الوفي هو الذي يضع نصب أعينه أن يكوم زوجته ولا يهينها أبداًولا يتسلط عليها كسيد بل كزوج أحب ، فالمحبة الزائفة الجسدية ليست هي ماتحتاجه الزوجة فهي أشبه وما أبعد الفارق بقطعة زجاج بلور فى يد رجل فإن أرادا ان تكون له للابد حافظ عليها وتعامل معغها برفق وحنان وان لم يشأ فليقها لتسكر تم تتلف ولا يجدها معه مرة أخري ، فالمحبة الحقيقة هي أن تشرق شمس الرب ونوره من خلال المحب .
5 – الإخلاص والاحتواء بعد الاحتمال : -
ثلاثة كلمات تعبر عن حب الرجل لزوجته فأن يخلص لها يجعلها تهبه ليس نفسها فقط بل قلبها ، لانها ما أبشع الخيانة وتأثرها على الطرف الاخر وما أصعبها وأقساها ، فليس هناك ما ينهى العلاقة الزوجية سوي الخيانة فالامانة بين الزوجين هى الانعكاس الحقيقي للامانة نحو الله القدوس .
فكما قال أرنولد : فى وسط حالات الزواج المتحطة والمتبعثرة والمحطمة تظل محبة الله تصرخ وتناشد الاستقرار والاخلاص والتقوي والولاء فى داخل كل منا صوت عميق وإن كان مكتوماً ينادينا بالعودة الى الامانة والخلاص فهناك حنين في قلب كل منا الي أن يتحد علي مستوى معين بشخص أخر بقلب حر ومفتوح .
فاحتواء الرجل لزوجته يذكرنا باحتواء بوعز لراعوث الموأبية التى لم يعرفها بل سمع عنها وعن أمانتها تجاه زوجها الميت وحماتها فامراة بهذه الامانة والصدق والحب تصلح ان تكون له زوجه تخشى عليه وتحبه لان قلبها لايعرف الخيانة فيها يثق قلب زوجها ، فلم تبرح عنه وعن حقله يمناً ولا يساراً .
فالاسرة التي يحتوي فيها الرجل زوجته ما أسعدها بعيداً عن المشاكل فهي تحيا في حب دائم وتسبيح لله .
فليحذر الزوجين من الخطية الكبري وهي الكبريائ لانه قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح فتعامل الزوج مع زوجته بكبريائ يجعلها لاتعد ان تحتمل الحياة معه وتبحث عن الحب خارجا وان كان محرماً فهو الذى بغباء قلبه دفعها الي ها ولابد ان يلوم نفسه فقط على هذا ، ويا للااسف كثيراُ ما ضاعت نساء وكان الرجل هو السبب في هذا .
فالزوج المسيحي الحقيقي هو الذى يحتمل أخطاء زوجته مصلياً لها وناصحاً ومحباً لها .
ففى هذا قال أرنولد :
إن أخذ الزوجان هذه التصريحات بجدية فان هذا قد يحدث إنشقاقا لكن قدسية رباط زواجهما سوف تصان بالفعل فالموضوع ليس الزواج فى حد ذاته بل هو الرباط لاالعمق رباط وحدة بين أثنين متحدين في المسيح وفي روحه القدوس عندما يظل الرجل أو المراءة مخلصاً لشريكه بصرف النظر عن أمانة الشريك فان هذا شهادة للوحدى فى المسيح إن الامانة الابدية للرب تقود الشريك الغير مؤمن للرب .
6 – العطف والحنان والمشاعر الطيبة : -
التي لابد ان تخرج من قلب الزوج لزوجته ولابد له ان يعد لزوجته عن حبه لها بتلك الكلمات الرقيقة التى تقع على أذني المراءة فتشعر بها كما لم تسمع من قبل ، تلك الكلمات التي تزيل صدي الجروح من أعلي أذن المراءة فتهب نفسها لرجلها بحب اذ هو أحبها .
فالتعبير عن الحب هو كالماء بالنسبة للانسان هكذا تحتاجه المراءة فكم هو سعيد الرجل الذى يدرك بوضوح وشفافية رغبته فى التعبير بحب ومشاعر طيبة لزوجته فانه يخلف فيها قلباً جديدا وينسيها القلب القديم بكل ما به من جروح والام لاتقاس بما وجدته فى حبيبها الشرعي من حب وخوف وحنان وان كان قلبها قد تقسى فيها بفعل الايام .
فليس من السهل أن نرى بعين القلب ى سيما وان كنا صغيرين لذا لا مفر من العطف والحنان والمشاعر الطيبة .
7 – البصيرة الروحية : -
التى يرى بها الزوج زوجته شريكة معينة نظيره فهي مكلمة له وفية مخلصة له اذ هو يخلص لها ، تحبه كما بحبها ، يقيمون بالحب مذبحاً عائليا مقدساً للرب فلا يقدر أن يدخل الشيطان في الوسط وان كان قادراً على قراءة أفكار الزوجين فهو لايعلم فكر الله وما أعده لهما لذا فهو يفشل أمام قوة وإصرار زوجان يحيا للرب فلا يقدر الشيطان ان يجربهما فهما يحيا بنزاهة وخوف امام الله .
لكن الزوج يرى بعينيه ويدرك أفكار زوجته إذ هو أحبها فيدرك ما يدور بداخلهافمن حبه وتعمقه معها فى حب عميق أن يدرك للتو فيما يفكر ويشعر ويحس بها ، فكم منا بارد القلب والبصيرة غير محب لشريكه ولا يشعر ويحس به لانه غير محب لنفسه فهو كنفسه لابد أن يحب نفسه .
8 – محاسبة الذات : -
الزوج الحكيم هو الذى يحاسب نفسه على الأخطاء التى ترتكبها زوجته .
يحاسب نفسه على الاشياء الخاطئة التى تفعلها زوجته وعن الاشياء الصالحة التى لم تفعلها فهو بصفته رأس البيت والاسرة لهذا هو مسئولاً أمام الله عنها فى كل الاخطاء التي ترتكبها ، فانه لم يعينها لم ينصحها لم يحبها لم يحتملها لم يكن ذو حنو عليها لو يخلص لها ...... الامر الذي دفعها الى الخطأ مهما إن كان هذا الخطأ صغيراً في نظره .
فلو وضع نفسه سبباً لكل خطأ أو خطوة خاطئة تخطوها زوجته لما تطورت الامور بين كل زوجين وإذدادات المشاكل ووصلت الي طريق مسدود بينهما .
فالزواج الذى يبدأ بضمير بضمير مثقل بخطية غير معترف بها هو زواج يقوم على أساس غير ثابت ، ولايمكن للاساس أن يقوم ويترسخ إلا من خلال الاعتراف والتوبة الصادقة والحب الغافر للذنوب والخطايا ، فان صحة الزواج تستند على الالرض التي ينمو فيها ، فالزواج الذي يضع الزوج بذرته الاولي في أرض الايمان والطهر والمحبة والنقاء فى المعاملة والاخلاص ، فلابد أن ينمو ثمراً طيباً منه يتنسم الرب رائحة رضى ، فالرب له المجد لن يتخلى أبداً عن قيادة زوجين وجها قلبهما نحوه وطلبا حضوره بينهما فى الوسط .
فى الختام : - أردت من مقالى هذا ان ننظر الى بيوتنا بعد ان اغشى العالم أعيينا برماد وتركنا زوجاتنا تهرب منا الى حضن الشيطان ونلجأ بعد هذا الى القول بانها مختطفة ، لان من تختطف ترجع مرة اخرى مادامت حية فالحب الذى فى قلبها نحو الرب ونحو زوجها لن ينسى ان كان قد وضع فى قلبها حبه ، لكن للاسف تهرب من جحيم المعاملة الى حيث الشيطان ووكره ، ثم نلجأ الى الله بعد هذا صارخين لكن بعد ان تكون قد ذهبت بلاعودة ونشرب من كأس الالم الذى عانت هى منه مع زوجها يا للاسف ان الخطر قد طال حتى زوجات الكهنة فى هذه الايام فلنحذر جميعنا لان الرب بفمه المبارك : ان إبليس يجول كأسد زائر يلتمس من يبتلعه .
ربنا المعبود يسوع نرفع لك القلب سيدنا معترفين باخطاءنا وخطايانا واهمالنا لعلاقتنا لك فى بيوتنا واهمالنا لبيوتنا الامر الذى لاجله تفككت الاسرة وذهب كل منا فى طريقه ادعوك سيدى ان تلمسنا من جديد لمسة شفاء وتجميع تجمعنا الى حيث قداستك فى مذبح عائلى تسيج حولنا من الشيطان كي لا يبتلعنا تحافظ على بناتنا وتجذبهن بالحب اليك فلا يبحث عن الحب فى احضان الشيطان اننى ادعوك الان سيدى ان تحافظ على بيوتنا جميعا فلسنا الان بحجاة الى التفاخر بشيئ لاننا حقا قد تركنا يا ينبوع حياتنا الحي وفعلنا كل ما لايرضي قداستك وطهارتك سيدنا / عهد فاحيي شعبك من جديد المسنا سيدنا بقوة روحك القدوس سيج علي بناتك وزوجاتنا واولادنا وعلينا جميعنا ، أثق سيدى إنك سمعت واستجبت ولك كل المجد أمين
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com