ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

مرحبًا بك أخًا لجميع البشر!!

ميرفت عياد | 2011-04-20 00:00:00

بقلم: ميرفت عياد
منذ عدة أيام بينما أنا ذاهبة إلى عملي، رأيت مشهدًا أثار عجبي.. رأيت سيارة قديمة متهالكة تقف في الشارع معطَّلة.. وينزل صاحبها الذي يبدو إنه رجل بسيط الحال.. من نوع سيارته ومظهره العام.. ويحاول الرجل دفع السيارة إلى جانب الطريق.. ويحاول في مشقة تحريك السيارة.. لكن السيارة الثقيلة تأبى أن تتحرك..

وفوجئت بسيارة فارهة تقف بجانب السيارة القديمة.. وينزل منها رجل شديد الأناقة وعلى حد التعبير الدارج (باشا ابن باشا).. ويتَّجه إلى السيارة المعطَّلة.. ويساعد صاحبها في دفع السيارة إلى جانب الطريق..

وقفت أتأمل المشهد مليًا وأنا أتعجب.. لماذا ترك ذلك الرجل الأنيق سيارته الفارهة المكيَّفة.. ونزل ليساعد ذلك الرجل البسيط في دفع السيارة؟!!
معرضًا أناقته وشياكته لخطر الإتساخ من السيارة القديمة.. التي يسيل عليها الشحم والزيت.. ويعرِّض عطره الغالي بالطبع لخطر العرق.. وهو ذاهب إلى عمله.. أو ذاهب إلى مكان ما تجمَّل وتشيَّك من أجله!!

وأسئلة كثيرة أخذت تدور في رأسي.. لماذا فعل الرجل هذا؟ لماذا ساعد ذلك الشخص الذي لا يمثِّل شيئًا بالنسبة له؟ فإذا ساعد امرأة جميلة لفهمنا السبب.. أو ساعد رجل يركب سيارة أنيقة مثله لقلنا إنه يطمح إلى معرفة قد تعود عليه بمنافع في المستقبل.. فالدنيا مصالح والتعارف باب المصالح..

وظللت متحيِّرة لبعض الوقت لا أفهم سببًا لتصرُّف ذلك الرجل النبيل..
وأتى الليل وظل ذلك السؤال يلح على رأسي كناموسة جائعة في ليلة صيفية حارة.. ولكني سريعًا ما تضايقت منه واستخدمت ايزالو الأفكار في طرده..
وايزالو الأفكار هذا هو التليفزيون.. فهو طارد قوي للأفكار.. ولكن للأسف غير ممتد المفعول..

وبالفعل جلست أمام التليفزيون .. وبه وجدت الإجابة على غير انتظار.. فقد كنت أتابع أحد البرامج الذى يعرض لقطات حية من مواقف صعبة يتعرَّض لها الناس.. ورأيت أن الأمر لا يقف عند حد إتساخ الملابس لمساعدة الآخرين..
ولكن قد يصل أحيانًا إلى المخاطرة بفقدان الحياة.. أو على الأقل التعرُّض لإصابات خطيرة..

نعم، رأيت أناسًا ينقذون آخرين من سيارات مشتعلة.. وآخرين يقفزون إلى مياه متجمدة لإنقاذ أشخاص عالقين بين الجليد.. وآخرين ينزلون إلى هوات عميقة لمساعدة أشخاص سقطوا بداخلها..

وعندئذ وجدت نفسي أقول: حقًا إن الإخوة البشرية أعمق وأقوى من أي رابطة أخرى.. فخدمة الغير لا تقتصر على الأقرباء.. ولا على من هم من جنسيتنا أو عقيدتنا أو إتجهاتنا السياسية..

إننا جميعًا نشترك في نفس الصفة.. وهي أننا بشر.. لذا أوجِّه سؤالًا إلى
القراء: هل أنت مستعد ليس للمخاطرة بحياتك، ولكن فقط لمساعدة شخص لا تعرفه، بدون أن تسأل ما هي جنسيته أو ديانته أو انتماءاته السياسية؟!!
فإن كانت الإجابة بـ"نعم".. أقول لك مرحبًا بك أخًا لجميع البشر.

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com