ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

صالح يفتح النار على نفسه بعد إدخال النساء في معركته ضد الشارع

إيلاف | 2011-04-20 10:01:14

بعد سقوط ستة قتلى في مسيرة وسط العاصمة اليمنية صنعاء وبالقرب من وزارة الخارجية ومنزل نائب الرئيس عبدربه منصور هادي، كانت الأصوات الغاضبة تتعالى يوم الثلاثاء بعد اختطاف أربع طبيبات كن يرافقن المسيرة كعادة كل التظاهرات التي يشهدها اليمن اخيرًا.

حاصرت قوات تابعة للأمن المركزي والحرس الجمهوري اليمني سيارة إسعاف كانت تقل أربع طبيبات في اخر المسيرة، وتم إجبار سائق السيارة على السير باتجاه المناطق المؤدية إلى دار الرئاسة والأمن المركزي في حين كانت دوريات عسكرية ترافق السيارة من أمامها ومن خلفها، ولم يتم معرفة الجهة التي اقتيدت إليها.

اختطاف الطبيبات أثار غضب المتظاهرين الذين هددوا من منصة ساحة التغيير بأنهم سيزحفون إلى دار الرئاسة بمسيرة مليونية إن لم يتم الإفراج عنهن. لكن بعد نصف ساعة فقط من تهديد المعتصمين تم الإفراج عن الطبيبات.

وتثير ورقة المرأة في اليمن حساسية المجتمع اليمني حيث شهدت الأيام الماضية سخطا واسعا عقب تحدث الرئيس علي عبدالله صالح عن وجود اختلاط غير شرعي في ساحة التغيير، فخرجت النساء بالملايين إلى الميادين في جميع المحافظات منددة بخطابه.

ونادت النساء والمنظمات بمحاكمة الرئيس على هذه الاتهامات فحاول صالح تدارك الأمر حيث جمع له حزبه عدد من النساء وبرر أنه لم يكن قاصدا لكن الأمر لم يكن مجديا.

وجاءت قضية الطبيبات لتثير الحساسية أكثر كون الطبيبات في الأساس يسعفن الجرحى أولا وثانيا لأنهن من العنصر النسائي.

ووسط الهتافات والزغاريد لحشود المعتصمين أمام منصة ساحة التغيير تم استقبال الطبيبات بعد الإفراج عنهن وألقت إحدى الطبيبات المفرج عنهن كلمة حيت فيها الحشود وكافة الجهود المبذولة من قبل الشباب ومن كافة قبائل اليمن التي أعلنت المناصرة للمختطفات.

وقالت الطبيبة إنهن تعرضن للتهديد أثناء التحقيق معهن في حال عودتهن مرة أخرى، مؤكدة أنها وزميلاتها لايعبأن بهذه التهديدات وأن أول قرار اتخذنه عقب الإفراج هو العودة إلى ساحة التغيير.

وشكرت الطبيبة عناصر الشرطة النسائية اللواتي تعاطفن معهن وقمن بخدمتهن، وكذلك إدارة المستشفى الميداني على المتابعة الحثيثة لقضيتهن.

خال من أي مسؤولية

ويفتح الرئيس صالح على نفسه جبهة لا يمكن إغلاقها حيث ستخرج اليوم مسيرة لمئات الآلاف بعد إعلان اللجنة التنظيمية لما يسمى "شباب الثورة" عن "يوم غضب"، كرسالة للسلطة المتهالكة عن أن ساعة تحقيق واحة لن تمر.

وتقول الناشطة اليمنية سمية القواس لـ إيلاف إنه "ربما لم يعد هناك من مفاجات حول تصرفات على عبدالله صالح فالرجل أصبح يحارب بضراوة في معركة لحماية الذات، وليس البقاء في السلطة وبالتالي فقد أصبحت تصريحاته وتصرفاته الأخيرة وبالذات في ما يخص النساء من ناشطات ومعارضات له يدل على انه أصبح كما لو أنه (خفيف العقل) كما نقول باللهجة اليمنية للشخص الذي يتصرف بغباء خالي من أي مسؤولية أو اعتبار لأي عواقب".

وأضافت سمية إن "الوصول لاختطاف الطبيبات والدخول في محاذير للمجتمع اليمني في ما يخص النساء دليل واضح أن الرئيس أصبح خارج نطاق السيطرة وان الوضع أصبح اكبر من أن يستوعبه عقله لكن ما يمكن أن نستخلصه من حكمة من أفواه المجانين هو أن دور المرأة مؤثر بالفعل وأقلقت منامه".

اعتداءات متزايدة

وشهدت العاصمة اليمنية الثلاثاء يوما داميا حيث قتل 6 أشخاص فيما أصيب أكثر من 40 شخصا برصاص قوات الأمن ومن يسمون بالبلاطجة في حين سقط المئات بالغاز المسيل للدموع.

وخرج مئات الآلاف في مسيرة اعتيادية تجوب شوارع العاصمة ثم العودة إلى ساحة التغيير غير أن قوات الأمن تقدمت هذه المرة إلى شارع الستين وقطعت خط سير المظاهرة في منطقة بعيدة عن الأماكن الحساسة.

وقوبل المتظاهرون بوابل من قنابل الغاز إضافة إلى المياه الموجهة بالخراطيم، من قبل السيارات التابعة للأمن المركزي في حين أطلق مسلحون يرتدون زيا مدنيا الرصاص على المتظاهرين واسقطوا هذا العدد من القتلى والجرحى.

ويأتي ذلك في الوقت الذي ينتظر فيه الإعلان عن نتائج اجتماع مجلس الأمن الدولي واجتماعات وزراء خارجية دول الخليج في أبو ظبي وذلك مع الوفد المكلف من الرئيس صالح ببحث المبادرة الأخيرة بعد أن كانوا قد اجتمعوا في الرياض بالمعارضة التي تمسكت بمطلب رحيل صالح.

ويقول المحلل السياسي سامي غالب لـ إيلاف إن المبادرة الخليجية تبدو للشعب اليمني وللشباب باعتبارها أداة يستخدمها صالح للمناورة، وان على الحكومات الخليجية أن لا تسمح بحرف جهودها لصالح المزيد من المعاناة والعذابات للشعب اليمني".

وتشهد بقية محافظات اليمن احتجاجات تتسع كل يوم في حين تشهد مدينة تعز 250 كيلومترا جنوب العاصمة عنفا أشد من قبل قوات الأمن حيث سقط يوم أمس قتيل وعشرات الجرحى.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com