بقلم: محمود الزهيري
مازالت أزمة الحجاب والخمار والنقاب هي الأزمة الشاغرة والشاغلة لكافة الأوساط الدينية والسياسية في العالم العربي , والتي تعدت الحدود القطرية للدول العربية والدول التي يدين غالبيتها بالإسلام , لتشكل منظومة أزمة في الداخل , والخارج , لتشكل هذه الأزمة في الداخل أزمة هوية دينية مرتبطة بالجنة والنار , والثواب والعقاب , ورضا الله , وسخطه , بل يذهب البعض بأن كافة الأزمات المحيطة بالعالم العربي والإسلامي راجعها لأزمة الحجاب والخمار والنقاب , وراجع ذلك حسب المفهوم الديني للمرأة , ومدي تعلقه بالتراث من أن المرأة كلها عورة !!
أغرب مافي الأمر أن شعر المرأة اصبح في المفهوم الديني يمثل إشكالية خطيرة , ترتب عليها أمور عقيدية , لها مردود في الحياة الدنيا من غضب يحل علي المسلمين مثل الخسف والمسخ , والزلازل والفيضانات , والفقر والمرض والريح الصفراء , وحتي الكسوف والخسوف , كل هذا مردوه لشعر المرأة المكشوف , والذي بات مرجعه لسوء أخلاق المرأة , وماترتب عليه من جرائم أخلاقية , وكأن شعر المرأة هو أزمة الأزمات ومصيبة المصائب .
أعتقد أن هذه المفاهيم قد سرت مسري النيران في الهشيم , لدرجة فيها قدر من الفظاعة , والإستنكار تجعل فتاة تركية الأصل , فرنسية الجنسية , مسلمة الديانة , تحلق شعر رأسها كلية في ظن منها أنها لاتستطيع أن تخالف تعاليم الدين الإسلامي , وفي ذات الوقت تريد أن تتوائم مع قوانين الدولة الفرنسية , وهي من هي , هي الفتاة إبنة الـ 15 ربيع من عمرها , وصنعت هذا الفعيل , وهي تبكي أثناء دخولها مدرستها التي تسمت بإسم العلامة لويس باستير , وفي ظني أنها لايهمها من هو باستير , ومادوره العلمي الذي خدم به الإنسانية جميعها من غير تمييز , ولا تفرقة , وتركت فرنسا العلم والحضارة والتقدم , ونظرت فقط لغطاء الرأس , و قالت لإحدي الفضائيات " أنها بهذه الطريقة الاحتجاجية ستطبق قانون الجمهورية الفرنسية، وأنها في الوقت الذي ستحترم فيه دينها الذي يمنعها من إظهارشعرها للآخرين , قامت بحلقه .
كان من الممكن أن تطبق "سينيت دوجاني" القانون الفرنسي , وتقوم بتغطية شعرها بأداة من أدوات تغطية الشعر وبطريقة من الطرق التي لايظهر فيها غطاء الرأس علي أنه حجاب أو خمار , وهي طرق كثيرة من الممكن أن تقوم بتدبيرها , إلا أنه رأت أن الصدام هو الطريقة الوحيدة لتعلن رفضها لقوانين الدولة الفرنسية التي صدقت علي هذا القانون بالأغلبية , أي بطريقة ديمقراطية إرتضاها المجتمع الفرنسي , وصاغتها الدولة بقانون !!
والغريب في الأمر أن سينيت أو سنية , بهذه الطريقة تظن أنها قد أزالت سبب العورة , وهو شعرها الحليق , ونسيت أنها خرجت من أمر ظنت أنه مباح لتقع في أمر ظن البعض أنه محظور , وهو المفاهيم الخاصة بـ اللعنة التي ستلحق بها حسب المفاهيم الدينية , وذلك من باب " لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال " لأنها حلقت شعرها وتشبهت بهذا الفعل بالرجال , أو هكذا يظن البعض , ويعتقد آخرين !!
وهذا ماقالته سنيت , أو سنية دوجاني : "سأفعل ما تريده حكومة فرنسا، لكني أبداً لن أسمح لها أن تجعلني أغضب ربي" تقصد فرنسا .
والسؤال هو : هل غضب الرب , أو رضاه , يسكن فقط في شعر رأس المرأة ؟!!
أظن أن شرف العقل يؤدي حتماً لشرف أعضاء الجسد , ومن يفقد شرفه العقلي حتماً فاقد لكل أنواع الشرف !!
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com