بقلم:- نسيم عبيد عوض
هذا ليس تهديدا منا , ولا تلميح لأستقواء قوى العالم الخارجية , ليحضروا ويوقفوا السلفيين عند حدودهم , ولكن هذا ما أقر به الوطنيين فى بلدنا مصر ,هذا ماقاله السيد الدكتور فؤاد عبد المنعم رياض , أستاذ القانون الدولى بجامعة القاهرة وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان , قال سيادته أمس فى الحوار مع جريدة المصرى اليوم ,بل أكد ذلك أيضا عصام الشريف المتحدث الرسمى للجبهة الحرة للتغيير السلمى بقوله" ان مايقوم به السلفيين وماينادون به فيه تهديد للأمن القومى ويصبح ذريعة للضغوط الدولية على البلاد بما يجهض تحقيق أهداف الثورة" ولأن الأمر شبه سيناريو معد مسبقا , لذا نجد السلفيين يمرحون فى شوارع مصر بدائين طريقهم من جوامع , البعض يردد إنها البداية , وهذا خطأ , البداية بدأ بمخطط بثته قناة الجزيرة فى شهر سبتمبر 2010 وخرجت 14 مظاهرة من السلفيين والإخوان بحماية أمن الدولة , غرضها الأول إهانة قداسة البابا شنودة رئيسنا الدينى المحبوب من شعب مصر كلها , وأيضا ‘إهانة الأساقفة ورموز الكنيسة , وهم عالمين ان هذه الشتائم والبذاءات تجرح الشعب القبطى وتؤلمه وقد تخرجه عن شعوره لينتقم للبطريرك , ولعلنى ذكرت فى مقال سابق أن شعب الأسكندرية حفاظا على كرامة بطريرك الكنيسة قدموا 30 ألف شهيد فى شهر واحد أمام قوات الرومان ولم يهتموا بأرواحهم حتى غلبوا قوات الرومان وأسكتوهم عن إهانة رئيسهم الروحى, , وانا أيضا لا أهدد , ولكن السادة الذين يخافون من التدخل الدولى , كانوا يقصدون ذلك .
إن ماحدث فى محافظة قنا وسيطرة السلفيين على إدارتها مكان الدولة , وتحديها الذى إنتصر فى النهاية وفرض سلطته على سلطة الدولة , كذلك خروج السلفيين كل إسبوع فى مظاهرات منظمة , بلافتات مطبوعة طباعة إنيقة , وموزعة على المتظاهرين فى محافظات مصر , بما يدل على ان هناك تمويل لهذه المسيرات , وممولة أيضا للأفراد المتظاهرين , لأنهم منذ زمن طويل ليس لديهم عمل سوى المسيرات , وشتم قداسة البابا والكنيسة بحجة موضوع غير طبيعى ولا يستدعى التحدث فيه , بل هناك محاميين ونيابة ومحاكم , من أين لهم هذا التمويل , وخصوصا أن مطالبهم سفيهة لا تستحق الإلتفات إليها, وعليكم ان ترجعوا إلى شرائط تسجيل المظاهرة أمام الكتدرائيه , كان الشعب المصرى الحقيقى يمر ويتفرج على هؤلاء السلفيين ويضرب كفا على كف , ويتساءل من هؤلاء ومن أين أتوا؟ , كانت سيارات المصريين تمر وتتفرج على هوجاء وهمجايين ليس لهم علاقة بمجتمع مصر , ولكنهم جاؤا على الجمال من البادية ومكدسة أحمالهم بريالات البترول الوهابية .
وما حدث الجمعة أمام الكتدرائيه أمر يستحق الوقوف أمامه طويلا :
الأمر الخطير أن هؤلاء السلفيين بإستشارة محاميين كبار يسيرون معهم أو يرسلون الأوامر بالتليفون , إرتكبوا خطأ كبيرا يخالف القانون , وهو حبس الكتدرائية على من بداخلها بل وتهديدهم بإقتحام الكتدرائية , وإقتحام المقر الباباوى , وإذا كان ماحدث مخالفا للدستور والقانون , فلماذا لم يقبض على هؤلاء الخارجين على القانون, وفى هذه النقطة بالذات يجب أن يعلم السلفيين إذا حاولوا إقتحام المبنى فسيوقفهم ألاف الأقباط الذين سيستهينون بدمائهم , فى سبيل الدفاع عن مبنى البطريركية وكرسى ما ر مرقس والجالس عليه , وليكن مايكون , طالما ان قادة الضبط والربط , ترك العنان للسلفيين ليحرقوا مصر ومن عليها , ناموا أنتم ولكننا لن نسكت .
القول ان خروج السلفيين بسبب موضوع كاميليا شحاته أو مسلمين تحتجزهم الكنيسة , فهم يعلمون ان هذه خرافة وإدعاء كاذب وفى غير محله ولا سند قانونى يؤيدهم , ولا أعلم اى نيابة وأى محكمة تقبل بلاغات مثل هذه وتطالب بالتحقيق فيها , من هو الشخص صاحب الحق فى تقديم بلاغ مثل هذه , وهم يعلمون ان هذة قضية خاسرة فإن هدفهم الوحيد , هو إثارة الأقباط الذين سيخرجون للدفاع عن أنفسهم , لأن بطريركهم وبطريركتهم هو دفاع عن أنفسهم ولو قدموا أرواحهم للإستشاد وكما قلت إرجعوا الى سجل الشهداء وإسمه فى كنيستنا السنكسار وهو مفتوح ولم ولن يغلق الى يوم مجئ الرب يسوع, هذا هو الأمر الخطير والذى نريد لمصر أن تتجنبه , ولأن هناك مخطط يدفعهم الى حدوث ذلك, ولا ننسى مايطالبون به وهو رفض الدولة المدنية وعدم المساواة بين المسلمين والمسيحيين فى المجتمع , وإذا كانوا قد جربوا قطع طرق السكة الحديدية فى قنا والتى هى خط الحياة لمدن وقرى وجه قبلى ولمدة عشرة أيام ولم يعاقب أى منهم , وكلنا يعرف أن عقوبة ذلك الإعدام , وأسقطوا هيبة الدولة فى الأرض , ولم يردعهم أحد حتى الآن .
وليعلموا هذا شيئا آخر ,أما التعدى على الكتدرائية فلن يسكت ألأقباط عليه , ولا يهمنا الرأى العام العالمى.ولكن إذا سالت الدماء فإن حلف الناتو جاهز للتدخل ضمن مخطط الشرق الأوسط الجديد,
وليس هذا رأييى بل لعقلاء مصر ومثقفيها.
وقال الكثير من علماء ووطنى هذه الأمة أن الأمر خطير , وعلى حد قول الدكتور عمو الشوبكى الخبير بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية ," ان ظهور السلفيين القوى الآن يأتى فى ظل غياب سلطة الدولة وضعفها" , فيما يتعلق بطرق التعامل معهم " انه لابد عن طريق القاعد السياسية والقانونية المعروفة " وطالب أغلب الحقوقيون والناشطون فى مجال حقوق الإنسان "طالبوا المجلس العسكرى بتقديم السلفيين الذين تظاهروا أمام الكتدرائيه المرقسية إلى المحاكمة العسكرية, وكما قال الدكتور فؤاد عبد المنعم أستاذ القانون الدولى " يجب ألا تحل أى سلطة دينية أو مدنية محل الدولة, وكل هذا فى إطار الحق والعدل والمخالف لذلك سيجد الشعب القبطى خارجا يدافع عن كنيسته بكل قوة وشجاعة وليكن مايكون, ولأنهم يؤمنون بقول الرب " ولا أبواب الجحيم تقوى عليها " هل هناك من يتقدم ليوقف هؤلاء عن إشعال الحرب فى مصر؟
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com