بقلم: فكري أسعد
جلس باحث مصرى فى مقهى للأسترخاء والأستجمام من التعب والأرهاق بعد عناء يوم تم إلقاء فيه عدد من الأبحاث فى مؤتمر حول قضية مياه النيل دار حولها الكثير من المناقشات الحادة التى وصلت للأسف إلى طريق مسدود . كان المقهى يطل على أحد المسطحات المائية التى يحيط بها الكثير من الأشجار والأزهار الجميلة وكان القمر يسطع مضيئاَ المدينة التى أنعقد بها المؤتمر .. ويعكس بضوئه على المياه فى منظر غاية الأبداع والجمال .
أستغل العالم المصرى مرور أحد علماء أثيوبيا الذين حضروا المؤتمر متنزهاَ فى المكان فطلب منه أن يأخذ له صورة فى هذا لمكان الجميل .. ثم سأله المصرى بعد ذلك مازحاَ أن القمر المصرى هذا يعطى جمالاَ على المدينة والمكان محاولاَ بذلك أن يصل بأن القمر يستفاد به المصرى والأثيوبى على نحو متساوى كذلك يجب أن كون ماء حوض النيل أيضاَ. فضحك العالم الأثيوبى قائلاَ أن القمر ليس مصرياَ بل أنه أثيوبى 100 % .. هل تريدون أن تحتفظوا بالمياه وبالقمر أيضاَ .؟! .. لا .. لا .. أنه خط أحمر لا يمكن تجاوزه .. دعنى أطلب تدخل صديقنا الأمريكى أحد الحضور فى المؤتمر والذى كان يتنزه فى المنطقة أيضاَ ... فوافق
المصرى على الفور فهو طرف محايد فهو ليس مصرياَ وليس أثيوبياَ أيضاَ . لقد كان الأمريكى يترنح يسارأ ويميناَ من شرب الويسكى فهو من أصحاب المبدأ : " الويسكى للشراب والمياه للصراع " فسأله الأثيوبى موضحاَ له المشكلة : أننى أختلف مع صديقى المصرى حول مصدر القمر هذا الذى يضىء مدينتنا الجميلة فهو يقول بأن القمر مصرى وإنى أعارضه وأقول له بأنه أثيوبى 100 % ماذا تعتقد ؟ فأجاب الأمريكى محاولاّ أن يجيب فى فكاهة أيضاَ وان يلقى بالكرة فى ملعب الآخرين فأجاب : بأنه ليس مصرياَ وليس أثيوبياَ أيضاَ .. للأسف إنى لا أستطيع أن أجيب على سؤالك .. ربما شخصاَ آخر قريب من مصر وأثيوبيا وليكن من السودان يستطيع أن يجيبك على السؤال ....
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com