بقلم: زكريا رمزي
سيدى وأبى أرسل لك برسالة ونحن اليوم نمر بظرف غاية فى الصعوبة والدقة ، لعلها ليست برسالة لكنها كلمات لرد الجميل . سيدى لقد خدمت كنيسة الله سنين طوال كنت فيها نعم الخادم الأمين الذى إختارك الرب لهذه الفترة الدقيقة , انتشلت فيها الكنيسة والوطن من مشكلات لا حصر لها ولا يسعنا المجال أن نذكرها فى مقال واحد بل تحتاج إلى كتب ومقالات ، سيدى أعلم أنك رجل وطنى تحب مصر بكل مشاعرك وأحاسيسك وهذه ليست مجاملة ولكنها واقع فأنت القائل مصر ليس وطنا نعيش فيه ولكن وطنا يعيش فينا . وقد جسدت ذلك بمقالاتك الرائعة وعدم مقدرتك على البعد عن وطنك العزيز . وقد شهد لك الجميع بهذه الوطنية الجارفة ، قالوا عنك أنك لو لم تكن رجل دين لكنت رجل وطنى من الطراز الأول وهذه حقيقة لا تغيب الا عن جاحد وناكر للجميل . سيدى أرسل اليك برسالتى هذه وأنا أرى الشيطان يحيط بالاعداء من حولك لكن إعلم ياسيدى أن يد الرب هى التى تحيط بك وتحميك ، وأنك محفوظ من العناية الإلهية التى اختبرتها ورأيناها فى حياتك المليئة بالتعزيات ، وأعلم يا سيدى أن غالبية شعب مصر يكن لك كل الحب والإحترام مسلميه وأقباطه ومن يتجاوز عليك هم القلة ، فنحن نعتذر لك نيابة عنهم فدائما الشجرة المثمرة هى التى تلقى بالحجارة ، أما الشجرة المجدبة لا ينظر إليها أحد ، وأنت من الأشجار المثمرة و ثمارك تزايدت وتضخمت فى بناء ملكوت الله على الأرض ، سيدى أنت تعرف وتلمس مدى حب الشعب القبطى لك فأنت بالنسبة لهم اللؤلؤة الجميلة التى يرون فيها الصفاء والنقاء الذى لا يوصف ، سيدى لقد قدت شعبك بكل قلب طاهر وقوة فى الرعاية وحافظت على الأمانة التى سلمها لك السيد المسيح بقدر ما تستطيع , وانا أقول لك أنك أرهقت الشيطان وجعلته يترنح تعبا وخجلا من محاربتك ، ففى حربه لك لم يهدأ منذ عرف أنك ستجلس على كرسى مارمرقس فنصب الفخ تلو الآخر ، لكن الهنا المحب كان ينقذنا وإياك من هذه الفخاخ كما ينقذ العصفور من فخ الصيادين ، وكل هذا يا سيدنا بفضل صلواتك القوية التى غالبا ما يكون لها صدى قوى فى السماء . فإستمر يا سيدنا ونحن خلفك نعتز بقيادتك لنا ونفتخر بك فى كل مكان فأنت الذى جعلت للكنيسة الأرثوذكسية مكانتها الرائعة على مستوى العالم . فياسيدى إعلم اننا لا نخاف من قوات الظلمة التى تحاول أن تثنينا عن إيماننا فى هذه الأيام بل هذا يجعلنا نتمسك ونتزايد فى التمسك بالإيمان الذى تركه لنا السيد المسيح . سيدى أريد أن اوجه رسالة الى منتقديك وأقول لهم هاتوا لى كلمة واحدة خرجت من فاك المبارك تجرح بها أحد ، أو تصريح واحد تتطاول فيه على أحد . أنه تحدى لن يجدى معه البحث فدائما كلماتك وتصريحاتك تدعو الى المحبة والسلام حتى فى أحلك الظروف التى مرت على الكنيسة ، حتى وأنت فى قمة الشدة تنحاز دائما الى التهدئة . سيدى فى النهاية سر الى الأمام ونحن شعبك وشعب المسيح نسير خلفك . ولا يهمنا من الأمر شىء حتى ولو إنقلبت الجبال فى لجة البحار . فدائما ربنا موجود
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com