ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

معركة ضد الظلام

زكريا رمزى زكى | 2011-05-12 00:00:00

بقلم: زكريا رمزي زكي
السلفيون ليسوا ضد الأقباط فقط ولكنهم ضد كل ما هو حضاري ومدني وتقدمي ، فعندما نجد مشايخهم يصفون الديمقراطية بالكفر ومقتنيات الحضارة الحديثة بالتخلف إذا نحن هنا أمام معركة كبرى بين النور والظلام ، ومن يدير المعركة فى الطرف الآخر هم المستنيرون من المسلمين والأقباط ، وان كانت المعركة غير متوازنة فى أدواتها وأسلحتها لكنها اشتعلت وبدأت على الأرض ،ولابد من الخوض فيها ان ابينا او قبلنا .
وعدم التوازن هذا ينبع من أن هؤلاء الذين ينحازون إلى الظلامية يملكون الأدوات التي تسيطر على عقول البسطاء من إخوتنا المسلمين ، حيث يلصقون كل شىء بالدين ، أى يمكنهم أن يفعلوا أى شىء ويلصقونه بالدين ويقنعون الناس بذلك ، كالذى فعلوه فى تجربة الاستفتاء على التعديلات الدستورية أخرجوا الفتاوى التى تحرم التصويت بلا وأن الذى يصوت بلا فهو عدو الله ، مما غابت الديمقراطية الحقيقة وحلت محلها الديمقراطية الفرضية ، وبعد كل الأحداث الطائفية البغيضة التى حدثت فى مصر مؤخرا كان يشار إلى هؤلاء بأصابع الاتهام فى كل هذه الأحداث ، بالدلائل والبراهين فنجدهم يراوغون عندما لا يجدون ما يقنعوا به الناس وينسبوه إلى الدين كحرق كنيسة السيدة العذراء فى إمبابة وإلصاقها بالبلطجة ولست أدرى ما مصلحة البلطجية فى حرق الكنيسة وفى هذه الساعة بالذات ، مع العلم أن احد مشايخهم قال بالحرف الواحد سوف نهاجم الكنائس والأديرة ولعق هذا الكلام بعد ذلك ، إنهم فى حربهم هذه يريدون شىء واحد هو السيطرة على الشارع المصرى وما يمنعهم من ذلك عنصران أولهما الاقباط والثانى المستنيرون من المسلمين ولابد من ان يتعاملوا مع الطرفين كلا على حدة ، فبدأوا بالأقباط وأرادوا تحييدهم وشغلهم فى قضايا أخرى حتى لا يهتموا بالسياسة والشارع وينظرون فى اتجاه آخر ، وهنا يجب الإنتباه أن مثل القضايا التى يتبنوها هم مقتنعين بعدم جدواها لكنهم يخرجونها واحدة تلو الآخرى حتى يلهون الاقباط فيها ولكل واحد فيهم دوره ، فهناك من يحرض وهناك من ينفذ وهناك من يهدأ وهناك من يصالح ، وتنتهى المشكلة لتبدأ الكره من جديد

والأقباط فى كل حادثة ينفذون مخطط الظلاميين بحزافيره فيركنون إلى الاهتمام بقضيتهم ولا ينشغلون بغيرها مما يحقق المطلب الأول وهو تحييد الأقباط ، ولاحظوا أن اهم انتخابات فى تاريخ مصر باقى عليها 90 يوم فقط ، أما العنصر الثانى الذى يعتقد الظلاميون أنه يقف فى طريقهم فى هذه الحرب فهم المستنيرون من المسلمين فالسيطرة عليهم أسهل بكثير عن طريق شل حركتهم وأفكارهم فيجدون أنفسهم يحرثون بمفردهم فى الأرض وهذا الشلل ياتى عن طريق تكفير مثل هؤلاء ووصمهم بالشيوعية والماسونية فينفض الناس من حولهم وينضموا الى المعسكر الثانى معسكر الظلام مما يخلق حالة من الأحادية على الارض ، فلانجد أمامنا الا الظلاميون يمتلكون الارض كلها ويتربعون على منابر السياسة والدين ، فتحدث الكارثة المتوقعة للبلاد وهى العودة الى الوراء لمئات السنين . والحل والأمل لهذه المعركة وادارتها هو فى شباب الثورة المستنير الذى وجب عليه الان الخروج كما خرج اولا لاستعادة ثورته وتوجيهها فى مسارها الصحيح وتنظيفها مما يعوقها من مؤيدى الظلام وإعطاء دفعة لمستنيرى العقول للتأثير فى البسطاء .

أما عن الاقباط لابد وان يشتركوا وبقوة فى الحياة السياسية مهما حدث لهم ، مع الدفاع عن حقهم فى الوجود وقضيتهم لكن لا يركنون إلى قضية ويهملون الأخرى وينضموا الى المستنيرين من المسلمين ليقوا صفوفهم ويعطونهم دفعة لنسير فى الطريق الصحيح ونبنى وطننا مصر فى النور ونحارب اعداء الحياة و النور بالفكر والمنطق . فلنستعد لمعركة الفكر التى بدأت فهل ينتصر اصحاب العقول المستنيرة أم الظلاميون . دعونا لنرى ما هو القادم ، إعتقادى اننى اراهن على المكنون الحضارى للشخصية المصرية التى لا ترضى ان تعيش وتعمل فى كنف من يوجهها الى كيفية شرب رشفة المياة كانما يربون اطفال لن يكبروا وهم لن يهرموا . انها دعوة لمناصرة النور على حساب الظلام

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com