لم يمنع « وعد شرف» أو «عظة البابا»، آلافا من الأقباط عن الاستمرار فى اعتصامهم أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون، والذى دخل يومه الخامس، أمس.
عظة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، أمس، انتهت على عكس بدايتها، اذ غادرها عدد كبير من اقباط إمبابة، بعدما قال البابا إن الله «يغفر كل الخطايا فى حالة التوبة، حتى لو كانت للمتهمين فى قتل أبنائه المسيحيين»، ليهتف جانب من الحضور مقاطعا «يارب يارب».
وكان البابا بدأ العظة على وقع هتافات الحضور « بالروح بالدم نفديك يا سيدنا» ليرد عليهم هتافهم، بأنه هو «من يفديهم بدمه وليس عليهم هم أن يفدوه».
ولم تفلح الكلمات الطيبة التى ألقاها البابا فى ثنى الآلاف عن الانضمام إلى مسيرة انطلقت من العباسية، حيث مقر الكاتدرائية المرقسية، إلى ماسبيرو، والانضمام إلى المعتصمين.
ويعتصم أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون، الآلاف من الأقباط يشاركهم عدد من المسلمين، المحتجين على ما شهدته منطقة إمبابة من فتنة طائفية، حصدت نحو 15 قتيلا.
وكان رئيس مجلس الوزراء، عصام شرف، قد التقى وفدا من الأقباط المعتصمين، مساء أمس الأول، ووعدهم بالاستجابة لجانب كبير من مطالبهم، غير ان اللقاء، والوعد لم ينه الاعتصام، وإنما تضاعفت الأعداد فى أعقابه، مما فسره فادى يوسف الناطق الإعلامى باسم ائتلاف شباب ماسبيرو بالقاهرة، بقوله لـ«الشروق»: وعود عصام شرف فى شأن إصدار قانون موحد لدور العبادة، وآخر لتجريم التمييز الطائفى، إيجابية وتأتى فى صف بديهية الدولة المدنية، لكنها لا تتعلق بمطالب الاعتصام الواضحة والمحددة وهى: محاكمة الجناة الحقيقيين فى أحداث قتل الأقباط من الإسكندرية إلى أطفيح وأبو قرقاص وصولا إلى إمبابة، حيث استمر اعتقال الأقباط بل وحوكم بعضهم وصدرت ضدهم أحكام بالسجن ثلاث سنوات دون أن يحاكم مسلم واحد».
وانضم للمعتصمين فى ماسبيرو أعداد كبيرة ممن حضروا عظة البابا، أمس، والذين غادر جانب منهم الكاتدرائية قبل انتهاء البابا من عظته.
وقال البابا شنودة أثناء إجابته على اسئلة من حضروا عظته حول ما إن كان الله يغفر ذنب المتهمين فى قتل أبنائه: «أى إنسان يتوب وتكون توبته حقيقية، الله يغفر له» ليهتف الحضور احتجاجا.
وأضاف البابا «ناس كتير تطلب كلمة عزاء لأولادهم فى إمبابة.. نطلب العزاء: لجميع أفراد أسر الذين قتلوا جميعهم، وحياة الإنسان ليست دائمة مفيش حد هيعيش للأبد، ومن يموت بأسلوب يعتبر فيه كشهيد فحالته هذه أفضل».
إلى هذا أصدرت مطرانية الأقباط الأرثوذكس بالجيزة بيانا أدانت فيه «غياب هيبة الدولة، ومحاولة البعض تغيير أهداف ثورة 25 يناير التى خرج من أجلها المصريون، يسعون إلى نور الديمقراطية والمدنية».
وقالت المطرانية فى بيانها: « صدرت بيانات عن مجلس الوزراء والمجلس الأعلى للقوات المسلحة ووزارة الداخلية والحالة تزداد سوءا»، وناشدت الجهات المسئولة «تفعيل القوانين الصادرة منهم خاصة المتعلقة باحترام دور العبادة لجميع الأديان، وسرعة تقديم الجناة للعدالة».
من جهته، نشر الدكتور جورج حبيب بباوى المعارض الكنسى الشهير وأستاذ اللاهوت، تسجيلا صوتيا للتعليق على أحداث إمبابة رفض فيه التدخل الخارجى فى شئون مصر، «مع التأكيد على حق الأقباط الدينى والمدنى فى التمسك بمبدأ الدفاع الشرعى عن النفس» وقال «من وهب نعمة الحياة ولم يدافع عنها فهو لا يستحقها».
كما أصدر المجلس الملى بالإسكندرية بيانا مماثلا رفض خلاله ما وصفه بـ «تخاذل وتراجع دور الدولة فى حماية الأقباط».
وتعهد القمص متياس نصر المشارك فى اعتصام ماسبيرو بفض الاعتصام «خلال 10 دقائق، فى حالة الإفراج الفورى عن كل المعتقلين الأقباط» الذين تم اعتقالهم، فضلا عن بدء التحقيق مع كل القيادات السلفية الذين قاموا بالتحريض على أحداث إمبابة».
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com