بقلم: عيد فكري
كرة القدم هي الأكثر انتشاراً وشعبية في العالم استطاعت أن تتخطى كل الحدود .. واستطاعت أن تنفذ إلى عمق عواطف كل الجماهير فأعجب بها الكبار والصغار من مختلف الأعمار فعشقها يجري في العروق كمجرى الدم .. كرة القدم صاحبة الحظوة على جميع الألعاب وفي شتى بقاع الارض .. عندما لا يجد الإنسان في شيء ما متعته، فإنه لن يتردد في البحث عن بديل مناسب يشبع جوعه ويروي عطشه، هذا هو حال المصريين مع كرة القدم .. لقد أصبحت الجماهير المصرية مضطرة للبحث عن شيء اسمه كرة القدم، وليس الجري وراء كرة مملوءة بالهواء كما يحدث الان في ملاعبنا فهل انتهى العصر الذي كانت فيه كرة القدم مصدرا للمتعة والابهار . لقد غابت المتعة عن ملاعبنا وخصوصا القطبين الكبيرين الاهلي والزمالك وحتي الاسماعيلي الشهيرة بكرتة الجميلة والممتعة لعلي الأسباب كثيرة في غياب المتعة الكروية عن الملاعب المصرية أهمها غياب النجوم السوبر الذين يستطيعون ان يجبروا المتفرج على متابعتهم, والمتعة الكروية التي تظهر عندما يجتمع اللاعبون المهرة في ملاعبنا بكثرة ولكننا الان نفتقد الى اللاعب الماهر (اللاعب السوبر) وان وجد اللاعب السوبر يتم تدميرة كما يفعل الان مانويل جوزية مع امير سعيود الذي يتألق في مباراة ويبهر المشاهدين حتي ان الجماهير تتمني الا تفارق الكرة قدمة ولكن تجدة قابعا علي دكة البدلاء في المباراة التالية فالنجوم السوبر في الدوري المصري هم من النوادر وأن وجدوا تجدهم علي الدكة أو خارج القائمة وكل ذلك من أجل الثلاث نقاط التي يبحث عنهم المدير الفني بصرف النظر عن الاداء فغياب اللاعب الماهر والفذ من أهم أسباب ظاهرة غياب المتعة الفنية عن الكثير من المباريات، وبما أن المتعة تستلزم مهارة خاصة من اللاعبين، فهذا يعني أن المهارة مفقودة، ومعها تفتقد البطولة للنجم الذي يستطيع صنع الفارق الفني الذي يجبر الجماهير على الالتفاف حول فرقها للاستمتاع بما يقدمه هؤلاء الصفوة من اللاعبين المهاريين .. كرة القدم تغيرت في السنوات الأخيرة وأصبـح الاعتمــاد على الأداء الجماعي وليس الفردي عكس ما كانت في الماضي، حيث كانت الفرق تعتمد على نجومها الكبار في صناعة الفارق، فالمتابع للدوري المصري الان يلاحظ عدم وجود كرة مفتوحة تعتمد على المهارة، نظراً لقلتها في الملاعب، الأمر الذي يولد نوعاً من الملل في نفس المشاهد العادي، في ظل انفتاح العالم ومتابعة الدوريات الاوربية الأخرى التي تتميز كرتها بالسرعة والندية والإثارة والمتعة والمهارة .. هناك جرس أنذار يدق الان في ارجاء عالم الكرة المصرية ولكن لم ينتبة الية احد ومازال يدق وبنفس القوة وربما اكثر لكننا مع الاسف مازلنا نعيش غيبوبة يبدو انها مزمنة لانستفيق منها جعلت من المتعه غائبة عن ملاعبنا ولانجد في اية مباراة شئ يشدنا سوى جري الاعبين بدون دراية وكرة تنتقل هنا وهنك دون معرفة كل هذا يصب في محور واحد وهو تدهور المستويات الفنيه.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com