ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

"سامح فوزي": المسيحيون العرب شاركوا في مشروع النهضة الحديثة في المجالات المختلفة

عماد توماس | 2011-05-23 10:59:07

كتب: عماد توماس
قال "سامح فوزي"، الكاتب الصحفى والباحث، إن المسيحيين العرب طالما كانوا حاضرين دون انقطاع في الثقافة العربية، وأنهم شاركوا في مشروع النهضة الحديثة في المجالات المختلفة. وتطرق إلى وجود مجموعة من الإشكاليات التي تواجه الحضور العربي المسيحي؛ وهي: إشكالية تفكك مشروع الدولة الوطنية؛ مما أدى إلى العودة إلى ما قبل الدولة واستخدام الدين لإحياء العصبيات، وإشكالية تراجع إدارة التنوع على المستوى القومي، وإشكالية محدودية مساحة الالتقاء؛ وعدم توافر فضاء مدني للالتقاء وتشكيل روابط حول قضايا عامة، وأخيرًا، إشكالية ظهور خطاب الأقليات وإخفاق الدولة في إدارة التعددية.

ولفت "فوزي" خلال اختتام فعاليات مؤتمر "تعارف الحضارات"، الذي نظمته مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع مركز الحوار في الأزهر الشريف، ومركز الدراسات الحضارية وحوار الثقافات بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، إلى أن هذه الإشكاليات كان لها تداعيات، مثل شيوع مناخ من عدم التسامح، وتفشي العنف الطائفي، والانكفاء على الذات، وتراجع الدور على مستوى المؤسسات السياسية، وزيادة معدلات الهجرة المسيحية، وشيوع لغة جديدة في التعامل مع القضايا الإسلامية/المسيحية، وظهور رد فعل معاكس في بعض الأحيان، واتخاذ مواقف تعبر عن الخوف والحصار لا الوعي والفهم للواقع.
وأشار إلى أهمية التركيز على فكرة الإسلام الحضاري التي طرحها المؤرخ الدكتور "كمال صليبي"، والتي أكد فيها أن العرب المسيحيين هم الحلف الطبيعي والأساسي للإسلام الحضاري. وأوضح أن تلك الرؤية يمكن أن تتحقق من خلال مؤسسة الأزهر باعتباره كيان جامع لكل التيارات الإسلامية، كما أن المسيحيين يشعرون بانتمائهم لهذا الكيان.

ومن جانبه، تحدث الدكتور "عبد الرحيم بنجادة"، عن نماذج لتعارف الحضارات من الأدب والرحلات والترجمة. وقال إن المثال الأول يتمثل في رحلة "بن عثمان المغربي" الذي دعاه السلطان "محمد بن عبد الله" لزيارة "اسطنبول" في ثمانينيات القرن الثامن عشر، وساهمت كتاباته عن رحلته التي استمرت 10 أشهر في تصحيح بعض انطباعات أهل المغرب عن أهل المشرق. وأضاف أن المثال الثاني هو رحلة أحد الرحالة العثمانيين لباريس عام 1721، وتقديمه لكتاب "جنة الكفار"، الذي قدم فيه دعوة صريحة لتبني النموذج الغربي.
ولفت إلى أن رحلة عبد الرشيد إبراهيم عام 1909 إلى اليابان تعد من أهم الأمثلة على التعارف في الأدب، حيث أنتج إبراهيم كتاب "عالم الإسلام"، وقام بالتعريف بالإسلام في اليابان، والتعريف باليابان في العالم الإسلامي، كما ترجم القرآن الكريم إلى اليابانية، وعاش في اليابان حتى توفي ودفن فيها عام 1944.

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com