بقلم: زكريا رمزي
اذا كنت لا تشعر بوجود القانون وأحسست أنه لا وجود لهيبة الدولة فأفعل كما تشاء ، فلن يحاسبك أحد لأنه لا يوجد قانون ، ولا توجد دولة ، تلاشت معالم النظام فأصبح لا يوجد إلا قانون الضمير ، فإذا كنت لا تشعر بوجوده أيضا فالمجال مفتوح أمامك لكى تفعل ما تشاء وأكثر يمكنك أن تهدم الكنائس بل وتحرقها أيضا وتقطع آذان الناس وتحرض وتقتل وتخطف القاصرات وتقول انهن اسلمن عن قناعة فاى قناعة لطفلة على تغيير دينها وهى لا تعرف تغيير ملابسها . أقول لك إفرض قانونك على الأرض الذى يعزلك عن الإنسانية ويبعدك عن مبادئها فتحيا كما تحيا كائنات أخرى لكنك لا تعرف شىء عن الانسانية ، وعندما تفعل ذلك تأكد أنك تتبنى منطق الجبن ، لأنك لو كنت فى مثل موقف من تفعل معهم ذلك أؤكد لك أنك لن تستطيع أن تنطق ببنت شفتيك وستلوذ بالصمت بل من الممكن أن تتطرق الى تفجير نفسك فى تكتلات من البشر لأنك تكره كل ما هو بشرى ، وأقصد هنا لو كنت تمثل الأقلية العددية لأنك تفعل ذلك من منطلق العزوة والكثرة العددية ، وإذا كنت لا تملك شريعة الضمير أيضا فساند هؤلاء ودافع عن أعمالهم الشيطانية لأنك تريد أن تفعل مثلهم لكنك لا تملك الجرأة فأنت أيضا جبان لا تمتلك الجرأة ، لكنك من خلف الحوائط ومن أمام شاشات الكمبيوتر ومن على صفحات جريدتك الصفراء ومن خلف شاشة فضائيتك المشؤمة تفعل ذلك وتساند أفعالهم وتشجعها وتهاجم من يهاجمها وتعتبر أن مثل هذه الأفعال هى البطولة المطلقة ، وفى كل ذلك لا تستحى عندما تكيل الإتهامات للمظلوميين وتصفهم بالجناة ففى كل اعتداء على الأقباط أولا تبرأ ساحة السلفيين من هذا الهجوم ، وثانيا تفتعل كذبة تتهم بها الاقباط انهم هم السبب فعندما تم الهجوم على كنيسة امبابة قيل ان الاقباط هم الذين اطلقوا النار، ، فأنت تريد ان القبطى يقتل وتنتهك كنيستة ويقف صامتا ، يا لكل هذا العار الذى تجلبه على رأسك يا من تفعل ذلك فالاعلام برىء منك وسيذكرك التاريخ مع الغوغاء والدهماء المتلونين بكل لون . ليست البطولة أن تتباهى بقوتك العددية على مجموعة مسالمة من الناس ، لا لشىء الا لأن عددهم قليل ، فتمارس الوقاحة عليهم بكل ما تملك من الصفاقة والدونية ، وفى نفس الوقت تريد أن تظهر أمام الناس أنك تقوم بدور المتسامح والحامى لهم ولكنك تعرف أنك تنطق بالكذب وتريد أن تقنع نفسك بغير ذلك . إذا كنت قد تخليت عن ضميرك فأخرج وهاجم الكنائس بكل قوة لأنه لا شىء يحكمك الآن ، وزمجر وأهتف وألعن واقسم فانت فيما تفعله تقدم خدمات جليلة لله من وجهة نظرك ، وضع قوانينك التى لا ترضى إلا الشيطان ، واثبت للعالم أنك لا تملك القوة الا على المسالمين واثبت لنا ان الكنائس تثير داخلك شعور بالخوف الدفين لا أدرى من ماذا ؟ لكن الذى أعرفه أنك خائف منها فأنت فى ذلك تنام ملأ جفونك لأنك نفذت خطتك التى أملاها عليك ضميرك الذى يقوده الشيطان ، فلتحرق كل الكنائس التى فى مصر لكى تشعر بانك انتصرت وارضيت غرورك وكبرياؤك ، وليتهم أقباط مصر بكل التهم وهم أبرياء ، لكن إعلم انه يوجد اله مطلع جبار وتذكر من سبقوك فى دربك وهم الآن فى غياهب السجون بعد أن كانوا فى بروج عالية لأنهم تمادوا ولحقهم غضب الله .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com