ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

أهداف الأديان وهدف الدين البهائي 3-3

راندا الحمامصى | 2011-05-24 19:21:15

بقلم: راندا الحمامصي
نظم العالم:
بالإضافة إلى الهدف الأساسي للدين البهائي وهو اتحاد واتفاق أهل العالم يعلن حضرة بهاءالله بأن المقصود من النصائح في هذا الظهور هو إيجاد النظم العالمي والأمان لأهله وحفظ حقوق البشر. وفي الوِرق السادس من الفردوس الأعلى يتفضل حضرته بقوله الأبهى:
" حَقَّاً أَقُولُ إِنَّ مَا نُزِّلَ مِنْ سَمَآءِ الْمَشِيَّةِ الإِلهِيَّةِ هُوَ السَّبَبُ لِنَظْمِ الْعَالَمِ وَالْعِلَّة لاتِّحَادِ الأُمَمِ وَاتِّفَاقهمْ." ص 85
وفي الوِرق الثاني من الفردوس الأعلى ينصح حضرته عموم رؤساء وزعماء العالم بأن الدين هو أساس إيجاد وحفظ النظم والأمان الواقعي الدائمي في العالم :
" إِنَّ الْقَلَمَ الأَعْلَى فِي هَذَا الْحِينِ يَنْصَحُ مَظَاهِرَ الْقُدْرَةِ وَمَشَارِق الاقْتِدَارِ مِنَ الْمُلُوكِ وَالسَّلاَطِينِ وَالرُّؤَسَآءِ وَالأُمَرَآءِ وَالْعُلَمَاءِ وَالْعُرَفَآءِ وَيُوصِيهِمْ بِالتَّمَسُّكِ بِالدِّينِ. إِذْ هُوَ السَّبَبُ الأَعْظَمُ لِنَظْمِ الْعَالَمِ وَاطْمِئْنَانِ مَنْ فِي الإِمْكَانِ. فَإِنَّ ضَعْفَ أَرْكَانِ الدِّينِ صَارَ سَبَبَاً لِقُوَّةِ الْجُهَّالِ وَجُرْأَتِهِمْ وَجَسَارَتِهِمْ. حَقَّاً أَقُولُ إِنَّ مَا نَقَصَ مِنْ عُلُوِّ مَقَامِ الدِّينِ يَزْدَادُ مِنْ غفْلَةِ الأَشْرَارِ وَيَؤُولُ الأَمْرُ أَخِيرَاً إِلَى الْهَرْجِ وَالْمَرْجِ." ص 81
يتفضل حضرة عبدالبهاء في أحد الألواح والذي يبدأ بخطاب: "يا نظم الآفاق..." بقوله الكريم : "إن النظم ينقسم إلى قسمين، آفاقي وأنفسي، سياسي وإلهي وكلاهما لازمٌ وملزوم. إن النظم السياسي يُنَوِّر الآفاق والنظم الإلهي يبدِّلُ أرض القلوب جنة. إن النظم السياسي ضابط ورادع للأجسام والنظم الإلهي حافظ وحارس ومحيي للأرواح." مترجَم
بالرغم من أن الدين يهتم في المرتبة الأولى بحفظ ونظم الأنفس يعني إصلاح الأخلاق ولكن في النهاية نرى بأن في تأثيره بتقليب بني الإنسان يتم إصلاح المجتمع وبذلك يتحقق نظم الآفاق الذي ذكره حضرة بهاءالله في الكلمات الفردوسية. ولتوضيح هذا النظم وشروطه يتفضل حضرته في مقام آخر بقوله الأحلى: "لم يزل كان مقصود الله جلَّ جلاله من إرسال الرسل وتنزيل الكتب وسن القوانين وتشريع الشرائع هو أمور من جملتها حفظ حقوق النفوس وهذا منوط بظهور الأمانة فيما بين الناس." مترجَم, فاضل مازندرانى،امر وخلق، ج3، ص155
إصلاح العالم وتأمين العلم والمعرفة والرفاهية لأهله:
إن نظم العالم وحفظ حقوق البشر وتأمين احتياجاتهم موكول بإصلاح العالم بصورة كلية ومكافحة الجهل والأمية وترويج التربية والتعليم وكسب العلم وازدياد البصيرة حتى يتحقق الرفاهية الحقيقية. ويعلن حضرة بهاءالله بأن الأمور المذكورة سابقاً من جملة أهداف ومقاصد هذا الظهور الأعظم. فيتفضل بقوله الأبهى:
"لقد قام ( حضرة بهاءالله ) أمام أهل العالم وأمر بما أراد. وكان المقصود إصلاح العالم وراحة الأمم. ولن يظهر هذا الإصلاح والراحة إلا بالاتحاد والاتفاق وهذا لن يحصل إلا بنصائح القلم الأعلى." مترجَم Gleanings ص 183
"إن ما نُزِّل من سماء المشية الإلهية هو السبب والعلة لرقي أهل العالم ونجاة من فيه." مترجَم آيات الهى، ج 2، ص341
" إن إرادة الله من إرسال الرسل يكمن في شيئين. الأول خلاص الناس من ظلمة الجهل ودلالتهم إلى نور العلم والمعرفة والثاني راحتهم ومعرفة الطرق المؤدية إلى ذلك. إن الرسل كالأطباء يقومون بتربية العالم وأهله لكي يعالجوا مرض التجانب والابتعاد بدرياق التقارب والاتحاد." مترجَم Gleanings ص 58-59
"…. حين توَّجه بحر الإرادة الأولية ليزيِّن هياكل الخلق ويهذِّب نفوسهم ليصبحوا مستعدين قرَّر أن يكون القلم الأعلى المترجم الأول وأمره بتبليغ الأوامر والنواهي ولم يكن هناك هدفٌ من هذه الأوامر والنواهي غير حفظ النفوس ورفاهيتها وتربيتها وارتقائها إلى معارج الإيقان الذي هو سبب عمار العالم وأمنه وبقاء الوجود حتى تتزين النفس الإنسانية التي تُعتَبَر من جواهر المعدن الإلهي بالصفات الحسنة المنزَلة من سماء المشية الإلهية." مترجَم, پيام بهائى العدد 221، ص 4
ثم يدعو حضرة بهاءالله أهل البهاء لإجراء تلك الأهداف بقوله العظيم: "يجب على الكل أن يتمسك بأسبابٍ هي سبب إصلاح العالم وعلم ومعرفة الأمم." مترجَم، آيات الهى، ج 2،ص 309
" أقسم بشمس الحقيقة التي أشرقت من أفق العالم بأن حزب الله (الأحباء) لم يكن لديهم مقصود إلا عمار وإصلاح العالم وتهذيب الأمم ولن يكون." مترجَم، آيات الهى، ج 1،76
نلاحظ مما سبق بأن حضرة بهاءالله يولي اهتمامه لمصالح كل الجوامع البشرية ولم يكن هدفه إصلاح وعمار مجتمع أو قوم أو ملة خاصة، أي أن الأمر البهائي أمر عالمي يهتم بجميع طوائف البشر.

تربية وتهذيب النفوس:

إن الهدف الأصلي والأساسي من التربية في آثار القلم الأعلى إنما هو إظهار وإخراج جواهر الصفات والكمالات المودوعة في معدن وجود الإنسان وقد أكدت تلك الآثار صفة ربوبية الله تعالى وتأثير تربية الأنبياء الذين عرَّفهم الله سبحانه وتعالى بأنهم هم المربون الروحانيون والأخلاقيون للبشر. فلذلك تعتبر تربية النفوس وتهذيبها من الأهداف المهمة لمجيء الرسل .
و يتفضل حضرته في كتاب الإيقان الشريف بقوله العظيم: "إنّ شموس الحقيقة ومرايا الأحديَّة (الرسل) الّتي تظهر في كلِّ عصرٍ وزمان من خيام غيب الهويّة إلى عالم الشهادة لتربية الممكنات، وإبلاغ الفيض إلى كلّ الموجودات – هذه الشموس تظهر بسلطنة قاهرة، وسطوة غالبة" ص 80- 81
ويتفضل في أحد الألواح المباركة بهذا البيان المهيمن: "إن المقصود من الكتب السماوية والآيات الإلهية أن يتربى الخلق على الصدق والعلم والمعرفة حتى يكونوا سبباً لراحة أنفسهم وراحة العباد." مترجَم Gleanings ، ص 134
هذا الهدف يعني التربية الروحانية للنفوس يعتبره حضرة بهاءالله من أصول الأحكام الإلهية والتي هي سبب للحياة الأبدية في العوالم الإلهية. يتفضل حضرته في الإشراق التاسع من لوح الإشراقات بقوله العظيم: "تَرْبِيَة الأُمَمِ وَاطْمِئْنَان الْعِبَادِ وَرَاحَة مَنْ فِي الْبِلاَدِ مَنُوطٌ بِالأُصُولِ وَالأَحْكَامِ الإِلَهِيَّةِ. فَهِيَ السَّبَبُ الأَعْظَمُ لِهَذِهِ الْعَطِيَّةِ الْكُبْرَى تَهَبُ كَأْسَ الْبَقَاءِ وَتُعْطِي الْحَيَاةَ الْخَالِدَةَ وَتَمْنَحُ النِّعْمَةَ السَّرْمَدِيَّةَ..... يَشْهَدُ الْحَقُّ وَذَرَّاتُ الْكَائِنَاتِ بِأَنَّنَا ذَكَرْنَا مَا هُوَ السَّبَبُ لِعُلُوِّ مَنْ عَلَى الأَرْضِ وَرِفْعَتِهِمْ وَتَرْبِيَتِهِمْ وَحِفْظِهِمْ وَتَهْذِيبِهِمْ. ونُزِّلَ ذَلِكَ مِنَ الْقَلَمِ الأَعْلَى فِي الزُّبُرِ وَالأَلْوَاحِ. " ص 28-29
نظراً لأن الخلق بحاجة إلى هذا التأثير والتربية الروحانية فالفيض الإلهي الذي يربيهم يجب أن يكون بواسطة المظهر الإلهي (الرسول) الذي هو المظهر الكلي لأسماء وصفات الله ومن تلك الصفات صفة الربوبية. والمقصود بأن أفراد البشر هم أيضاً بدورهم محل تجلي الصفات والكمالات الإلهية. يتفضل حضرة بهاءالله بقوله العزيز:
" لابد أن يظهر في عالم الملك والملكوت كينونةٌ وحقيقةٌ (أي الرسول) لتكون واسطة فيضٍ للمظهر الكلي لإسم الألوهية والربوبية حتى يتربى جميع الناس في ظل تربية شمس الحقيقة (أي الرسول) ،ليتشرفوا ويفوزوا بالمقام والرتبة التي استودعت في حقائقهم. وهذا هو سبب ظهور الأنبياء والأولياء في جميع العهود والأزمنة بالقوة الربانية والقدرة الصمدانية." مترجَم، حضرة بهاءالله، اشراقات، ص 51-52
ويتفضل أيضاً: "لقد ظهر الحق جل جلاله لكي يفوز الكل بشرف اللقاء ويتزين بطراز التقديس والتنزيه والأمانة والديانة والعفة وما ينتفع به أنفسهم." مترجَم ، حضرة بهاءالله، لوح سمندر مجموعة الواح عندليب، ص 225
ويتفضل حضرة عبدالبهاء في الرسالة المدنية بقوله الكريم: "إن المقصود من إنزال الشرائع المقدسة السماوية أن يتحقق ماهو سبب السعادة الأخروية والمدنية الدنيوية والتهذيب الأخلاقي." مترجَم، ص55
وفي مقام آخر يوضح حضرته هذا الموضوع بتفصيل أكثر بقوله العزيز: "إن المقصود من التجلي الإلهي وطلوع أنوار الغيب غير المتناهي هو تربية النفوس وتهذيب أخلاق من في الوجود كي تنجُ النفوس المباركة من العالم الظلماني الحيواني وتُبعَث بصفاتٍ هي زينة للحقيقة الإنسانية.....فإن لم تتجلَ هذه الفيوضات الإلهية في الحقائق الإنسانية فإن فيض الظهور ( أي ظهور الرسل) سيبقى بلا ثمر وتجلي شمس الحقيقة (الرسول) سيصبح بلا أثر." مترجَم، منتخبات مكاتيب، ج 1، ص10-11
و حضرة بهاءالله يبيِّن بأن تحمله للبلايا والمشقات الواردة على هيكله المبارك كان لتربية النفوس تربية روحانية. فيتفضل حضرته بقوله الأحلى: "إن تحمل جميع البلايا والرزايا لم يكن إلا ليتزيَّن الناس بطرازالأخلاق الرحمانية والصفات الملكوتية." مترجَم،امر وخلق، ج3،ص155
وفي لوح ابن الذئب يتفضل حضرته: "لقد قمنا في تلك الأرض بمنع الفساد والأعمال غير المرضية وغير الطيبة وأرسلنا الألواح ليلاً ونهاراً إلى جميع الأطراف ولم يكن المقصود إلا تهذيب النفوس وإعلاء الكلمة المباركة." مترجَم، ص 108
لقد ذكر حضرة بهاءالله في لوح ابن الذئب بإن السبب والوسيلة لحصول هذه التربية الروحانية هو خشية الله لأن ثمرة الوجل من الله وأثره هو ظهور الأخلاق والأعمال المرضية في الأفراد. يوجد في الأمر البهائي توازن وتعادل بين أصل خشية الله وأصل الحب وطلب الرضاء كما يتفضل حضرة بهاء الله في الكتاب الأقدس بقوله تعالى : "اعملوا حدودي حباً لجمالي." وفي لوح ابن الذئب يتفضل حضرته في بيان فائدة وأثر خشية الله بقوله العظيم: "يجب على سلاطين الأيام وعلماء الأنام أن يتمسكوا بالدين لأنه هو علة ظهور خشية الله فيما سواه." مترجَم "إنما خشية الله هو السبب الأول لتربية الخلق. طوبى للفائزين. مترجَم ص 20-21
يُعرِّف حضرة عبدالبهاء الدين بأنه السبب في تحسين الأخلاق وتربية وتهذيب البشر فيصفه بقوله الكريم: "ليس الدين عبارة عن العقائد والرسوم..... الدين هو عبارة عن التعاليم الإلهية التي تحيي العالم الإنساني وهي سبب تربية الأفكار العالية وتحسين الأخلاق وترويج مبادئ العزة الأبدية للعالم الإنساني." مترجَم منتخبات مكاتيب، ج1،ص 50


تهيئة النفوس:
إن الغرض من ظهور المظاهر الإلهية وتشريع الشرائع الربانية هو أن تستعد النفوس وتتهيأ للإستفاضة من التربية الروحانية والحصول على الحياة الروحانية الأبدية. يتفضل حضرة بهاءالله في مطلع لوح البشارات بقوله العظيم:
"شَهِدَ الْحَقُّ وَمَظَاهِرُ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ أَنَّ الْمَقْصُودَ مِنْ ارْتِفَاعِ النِّدَاءِ وَالْكَلِمَةِ الْعُلْيَا أَنْ تَطَهَّرَ آذَانُ الإِمْكَانِ بِكَوْثَرِ الْبَيَانِ عَنِ الْقِصَصِ الْكَاذِبَةِ وَتَسْتَعِدَّ لإِصْغَاءِ الْكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ الْمُبَارَكَةِ الْعُلْيَا الَّتِي ظَهَرَتْ مِنْ خِزَانَةِ عِلْمِ فَاطِرِ السَّمَاءِ وَخَالِقِ الأَسْمَاءِ طُوبَى لِلْمُنْصِفِينَ." ص 37
ويتفضل حضرته في لوح آخر : "يا أحبائي, شوهدت أرض معرفة الرحمن خراب ودمار لذا أرسلنا مزارعاً بالغاً وحكيماً صادقاً كي يقطَعَ الأعراق الفاسدة والنباتات التي لا تسمن بتدابير كاملة ويُربِي تلك الأرض بأمطار الأوامر الإلهية حتى تًصبِح محل إنبات النبات الطيب والأشجار المثمرة." مترجَم، ادعيه حضرت محبوب، ص 316
يُستفاد من البيان المبارك السابق بأن ظهور حضرة بهاءالله كان مقارناً لأيام أدار البشر فيها وجهه عن خالقه وظهرت نفوس صرفت الناس من الإيمان بالله وكلامه ولكي يغيِّر الله هذا الوضع أرسل رسوله ويتفضل حضرة بهاءالله بقوله الأعظم: "إسمع صرير القلم الأعلى المرتفع بين الأرض والسماء بسمع الروح كي تجد حلاوته وتكون بذكر الحبيب غنياً عن العالم ومتحرراً عما فيه." مترجَم، آثار قلم اعلى، ج5، ص 2

تحُّول عالم الوجود:
من جملة أهداف الدين الإلهي ومقاصده إيجاد تحول وتغيير وتبديل في جميع شؤون عالم الوجود لأن الحركة والتجدد هو سبب حياة ونمو ورقي جميع مراتب الوجود. يتفضل حضرة بهاءالله في كتاب الإيقان الشريف بأن هذا التحول هو سبب ظهور و وجود الرسل بقوله الأبهى: "إنَّ المقصود من كلّ ظهور التّغيير والتّبديل في أركان العالم سراً وجهراً، وظاهراً وباطناً. إذ أنّه لو لم يتغيَّر أمورات الأرض بأيّ وجه من الوجوه فإنّ ظهور المظاهر الكليّة يكون لغوًا وباطلاً." ص 203
ويشرح حضرته هذه الحقيقة في أحد ألواحه المباركة بقوله العظيم: "إن العلماء والحكماء إعتبروا العالم كجسم الإنسان يلزمه ما يستره ويحميه وكذلك إنه بحاجة إلى العلم والمعرفة والعدل لحمايته. لذا فدين الله هو سترته ورداؤه. حين يُبلى الرداء يُلبِسه تعالى رداءً جديداً. ففي كل زمن يليق أسلوبٌ جديد. والدين الإلهي يظهر ويبدو دائماً بما يناسب ذلك اليوم والحين." مترجَم،Gleanings، ص59
يتفضل حضرة عبدالبهاء في أحد خطبه ويبيِّن هذا الموضوع بقوله الكريم:
" لاحظوا إنّ جميع الكائنات في حالة حركة لأنّ الحركة دليل على الوجود والسّكون دليل على الموت..... وإن جميع الكائنات في تطوّر ونموّ وليس لها سكون أبداً والدين من جملة هذه الكائنات المعقولة. إن الدين يجب أن يكون متحرّكاً وينمو يوماً فيوماً فإنّ بقى غيرمتحرك يخمد ويذبل لأنّ الفيوضات الإلهيّة مستمرّة. وما دامت الفيوضات الإلهيّة مستمرّة فالدّين يجب أن ينمو ويترعرع." مترجَم، خطب حضرة عبدالبهاء، ج2،ص71-72
وفي المجلد الثاني من المكاتيب يشرح حضرته التبيين السابق بتفصيل أكثر:
"إعلم بأن العالم وكل ما فيه يتغيَّر في كل حين وفي كل نَفَسٍ يبتغي التغيير والتبديل لأن التغيُّر والتبًدُّل من اللوازم الذاتية للإمكان.... لذلك لو كان عالم الكون على حال واحد لكان له نفس اللوازم الضرورية أيضاً ولكن لأن التغيُّر والتبدُّل مقررٌ وثابت فإن روابطه الضرورية تستوجب التحول والانتقال." مترجَم،مكاتيب حضرت عبدالبهاء،ج2،ص 66
وبعد أن يذكر حضرته بعض الأمثلة يتفضل بقوله الأحلى: "إن الحكمة الكلية تقتضي أن تتغيَّر الأحكام بتغيير الأحوال ويتغيَّر العلاج بتبديل الأمراض.... وهذا التغيير والتبديل عين الحكمة." مترجَم، ثم بعد أن يبيِّن حضرته الجوانب الثابتة والمتغيرة للدين يلخِّص التحول الذي يُوجِده ظهور الأديان في عالم الوجود بهذه الطريقة : "إعلم بأن الدين الإلهي ينقسم إلى قسمين. قسم متعلَّق بعالم الماء والطين والقسم الآخر يتعلق بعالم الروح والنفس. إن أساس الدين الروحاني لا يتغير ولا يتبدَل....وهو فضائل العالم الإنساني... وقسم من الدين متعلق بالجسم وهو يتغير ويتبدَّل بمقتضى كل زمان وموسم... وإذا لم يتأسس دين جديد حين ظهور المظاهر الإلهية (الرسل) فإن العالم لن يتجدَّد وهيكله لن يتجلى في قميص جديد." مترجَم، مكاتيب حضرت عبدالبهاء، ج2، ص67-69

تأسيس المدنية الجديدة:
يتفضل حضرة عبدالبهاء في الرسالة المدنية بقوله الأحلى: " إنّ الأديان الإلهيّة هي المؤسّس الحقيقيّ للكمالات المعنويّة والظّاهريّة للإنسان وأنّها مشرق اقتباس مدنيّة البشر ومعارفهم النّافعة العامّة ومصدرها." ص 58

استقرار العدل والإنصاف:
يتفضل حضرة بهاءالله بقوله العظيم: " إن لم يتخلَّص أفق شمس العدل من سحاب الظلم القاتم فإن هذا المقام ( أي الاتحاد والاتفاق ) يبدو صعباً." مترجَم، Gleanings،ص 184
يتفضل حضرة عبدالبهاء بقوله الأحلى : "الحمدلله لقد طلع شمس العدل من أفق البهاء لأن في ألواح حضرة بهاءالله يوجد أساس عدلٍ لم يخطر بقلب أحد من أول الإبداع إلى الآن." مترجَم،حضرت ولى امرالله،ظهور عدل الهى، ص 59

تأمين الحرية الحقيقية:
يتفضل حضرة بهاءالله في لوح الدنيا بقوله العزيز: "لاَ يَخْتَصُّ هَذَا النِّدَآء وَهَذَا الذِّكْر بِمَمْلَكَةٍ أَو مَدِينَةٍ. عَلَى أَهْلِ الْعَالَمِ طُرَّاً أَنْ يَتَمَسَّكُوا بِمَا ظَهَرَ وَنَزَلَ كَيْ يَفُوزُوا بِالْحُريَّةِ الْحَقَّةِ." ص 50

الخاتمة:
بناءً على كل ما جاء سابقاً فإن في نظر الدين البهائي هناك علاقة مشتركة وارتباط وثيق بين الدين والعلم والطبيعة وعليه فإن على الدين أن يوافق العلم والعقل. وكما أن الدين ضروري فهو أيضاً موهبة إلهية. وإنه متحرك ومتحوِّل وفي حالة نمو وتطور دائمين. وله أهداف ومقاصد عالية هي سبب تهذيب وتربية النفوس وإيجاد المحبة والوحدة والرقي الروحاني، ويؤمِّن الرفاهية الاجتماعية وتطور المجتمع الإنساني. والأديان الإلهية في الأساس تعتبر دين واحد. وإن أهداف الدين البهائي تشمل جميع شؤون الحياة وتقود المجتمع البشري نحو الوحدة والصلح والسعادة وتؤسس نظماً بديعاً ومدنية عالمية. (مترجم عن مقال لدكتور ايرج أيمن)

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com