هل تذكرون كنيسة القديسين بالإسكندرية.. أحيانا أشك فى نفسى فأضطر لأن أرجع إلى جوجل لأتأكد فعلا أن هناك كنيسة قد شهدت تفجيرا فى مطلع هذا العام راح ضحيته عشرات القتلى ومئات الجرحى.. أضطر لأن أعود لأتذكر المشهد الدامى وأتشمم رائحة اللحم البشرى المحروق وصور الشهداء والضحايا لأتأكد فعلا أن ما حدث قد حدث.. وأن هذا التفجير واقع عشناه وليس خيالا توهمناه أو شائعات مغرضة الهدف منها النيل من الوطن وبث الفرقة الطائفية بين المصريين.
ماذا جرى فى تحقيقات كنيسة القديسين.. من هى الجهة التى أقدمت على هذه الجريمة.. لا توجد جهات أعلنت عن مسئوليتها.. وتصريحات حبيب العادلى التى أذاعها يوم 24 يناير اتضح أنها فيلم هندى من خيال مريض.. وكل المتهمين الذين تم القبض عليهم وسحلهم ونفخهم وتعليقهم قد أفرجت عنهم النيابة فى النهاية دون أدنى شبهة فى تورطهم فى الحادث.. فهل تم إغلاق ملف هذه الجريمة.. وهل قيدت ضد مجهول.
الأسئلة عند جهات التحقيق.. والصمت الذى يخيم على هذا الملف الدامى يشير إلى أحد احتمالين.. إما أن جهات التحقيق "غلب حمارها" ولا تستطيع التوصل إلى الجناة.. وإما أن مسارات التحقيق سوف تصل إلى مناطق محظورة لا يريد أحد الخوض فيها الآن.. احتمالان لا ثالث لهما.. إما أن جهات التحقيق لا تستطيع.. أو لا تريد.
سوف أستبعد مؤقتا أنها لا تريد.. فهو احتمال قاتم مبذور بالأشواك التى لا يحب أحد أن يحملها أو يتحملها.. وسوف أقنع نفسى بالاحتمال الأول.. (أنها لا تستطيع).. بسبب وجود أولويات أمنية أخرى تشغل جهات التحقيق وتجعلها لا تريد أن تشتت مهامها الجسام بالبحث عن قلة مندسة سفكت دماء المئات ولعبت فى أمن واستقرار البلاد.. ولأنى أقدر حجم مسئوليات جهات التحقيق والشرطة.. أقترح عليهم أن يستعينوا باللجان الشعبية لحل فزورة تفجير القديسين.. أن ينشروا على الملأ الخيوط التى توصلت إليها التحقيقات وتقرير المعمل الجنائى وأسماء الشهود والمشتبه بهم ومعاينة النيابة ويتركوا المواطنين يتقمصون دور المحققين فربما توصلوا إلى نتيجة.. وفى أسوأ الأحوال لن تكون خيبة المواطنين واللجان الشعبية أسوأ من خيبة جهاز أمن الدولة وهو يتعامل مع هذه القضية.
زمان.. وفى روايات المغامرين الخمسة التى كنا نقرأها ونحن أطفال.. كان المفتش سامى إذا أعيته إحدى القضايا العويصة.. يقوم بإرسال ملف القضية إلى المغامرين الخمسة الذين يجتمعون فى حديقة منزل عاطف فيدرسون القضية ويقدمون استنتاجاتهم ويسيرون خلف مسارات الأدلة وفى خلال بضعة أيام كان تختخ ولوزة ومحب ونوسة وعاطف ومعهم الكلب زنجر يتوصلون إلى الحل ويقبضون على الجناة.. ربما يجب على المسئولين فى وزارة الداخلية أن يقوموا بنفس الأمر.. أن يرسلوا ملف قضية كنيسة القديسين إلى المغامرين الخمسة.. وعنوانهم سهل ومعروف: (المعادى.. حديقة منزل عاطف بجوار كازينو الجود شوت).. أو سؤال الشاويش فرقع عن العنوان وهو بالتأكيد سوف يتمكن من الوصول إليهم.
نقلاً عن اليوم السابع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com