ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

زرع حصد

د. مينا ملاك عازر | 2011-05-26 00:00:00

بقلم: مينا ملاك
صدقني عزيز القارئ، إنه لا يوجد من يعرف متى سيموت؟ ولا كيف، وصدقني، أنه لا فائدة في أن تنادي ميتاً، فالأموات لا يسمعون، والأغبياء لا يفهمون، والثوار لا يتعلمون، والإخوان لا ييأسون، والسلفيون لا يصمتون، والشرطة لا تسيطر، والجيش ديمقراطي، والشعب تائه، هذا حال بلد ثار أهلها، واسقطوا النظام، فقام عديمي النظام، كارهي الاحترام، وقالوا هي ثورتنا.
منذ أن أُعلِن عن القانون المنظم للحقوق السياسية، وتشكيل الأحزاب، لم يتقدم لتشكيل حزب سوى الإخوان والسلفيون حتى كتابة هذه السطور، هذا لا يعني إلا أنهم الأكثر تنظيماً، وأن القانون الأكثر ملاءمة لهم، والبيئة الأكثر مناسبة لأفكارهم، وأنهم الأكثر ثقة. أيام الثورة كانت أقصى أماني الإخوان الحصول على ثلاثين في المئة في مجلس الشعب ثم تطورت إلى خمسة وثلاثين بالمئة، وحينما قرروا من الترشيح رشحوا خمسين بالمئة! أما السلفيون فلم يروا في الثورة منفعة، ورأوا في منظميها خارجين عن الحاكم، وكفروهم وأهدروا دماؤهم، وقالوا أنهم لا يشتغلون بالسياسة لكن سرعان ما شكلوا حزباً، واقترحوا أن يكون رئيسه القاتل الدموي، أنا لا أتهمه وإنما هي حقيقة، وأظنه لا ينكرها، والحكم عنوان الحقيقة، والثورة عنوانها ميدان التحرير.
وإن أردت حضرتك إحياء الثورة، وإعطائها قبلة الحياة فانزل الميدان، ولكن أرجو أن نتذكر، أن الإخوان والسلفيون قالوا أنهم لن يشاركوا، لعل الإنقاذ يجدي فيؤتي المزيد من الثمار، فيقفزون حينها، ويقولون إحنا بتوع الأوتوبيس، وإحنا إللي نزلنا ساعتها، يجب أن نقول لهم كداب يا خيشة كداب أوي.
زرع الشباب الثورة وحصد المتطرفين ثمارها، زرع النظام القديم الفقر والجهل، وحصد المتطرفون ثماره، في الاستفتاء على التعديلات الدستورية زرع المتطرفون الكره فحصد المصريون الدم. وهذه هي حكاية زرع حصد التي كنا نتعلمها في المدارس، كان المدرس يقول زرع ونردد وراءه، ويقول حصد ونرددها، لكننا لم نكن نعلم من الذي زرع؟ ومن الذي حصد؟ وماذا زرع؟ وماذا حصد؟ لكن الأيام أجابت، لكن صدقوني إن كان هذا هو الواقع الآن، فالحقيقة تقول أن ما يزرعه الإنسان إياه يحصد، مهما طال به الزمن، فمن زرع دم يحصد دم، ومن زرع كره يحصد كره، ومن زرع كذب يحصد كذب، وتذكروا أن التاريخ لا يكذب، وإنما الزعماء والتافهين والمتسلقين يجملونه.
ويبقى لك في ذمتي القليل من الكلمات، لأتم المقالة فسأقول لك، أن مصر بلدك والثورة ثورتك، والاثنين يسرقهما من لا يستحقهما، فقف ملياً، وتذكر أن صمتك لن يفيدك، وأدبك لن يغيرهم، وحلمك لن يصبح حقيقة إلا بالمشاركة، ولن يطلب لك حقك أحد، ولن تأخذ حقك وأنت في بيتك، فافعل شيء قبلما تصبح الثورة في خبر كان. هذه هي الفرصة الأخيرة، فإن اغتنمتها فخيراً لك وللبلد، وإن لم يكن فعلى مصر السلام.
المختصر المفيد خذ حقك

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com