بقلم / مدحت ناجى نجيب
علمتنى المسيحية ان هناك فرقاً بين الحب والكراهية ، بين البذل والتضحية من اجل المبادىء السامية ، وبين الانتحار الذى يؤذى الآخرين ظناً انه خدمة لله ، لذلك هناك نوعين من البشر ، نوع يحارب بالسيف ويظن انها القوة الواحدة الوحيدة للتفاهم والنقاش وفرض الرأى الآخر ، ونوع اخر تربى على صخرة المسيحية يمتلك درع اخر وهو الصليب يلتزم الصمت به ليدافع هو عنه ، فعليك ان تختار بين الاثنين :
• أصحاب السيف يستمتعون بالتدمير والخراب والانتحار طمعاً فى العالم ، أما اصحاب الصليب رأوا معلمهم على رابية الجلجثة محمول ومرفوع على الصليب لاجل خلاص البشرية ، ومن الصليب اخذ تلاميذه مبادىء الحب والسلام ووزعوها على كل البشرية لينتشر الايمان المسيحى .
• أصحاب السيف يدمرون العالم ويسفكون الدماء البريئة والذكية دون أدنى احساس ، فلا يفرقون بين دماء الاطفال والشيوخ والشباب والمرضى، هدفهم بث الخوف والرعب فى القلوب الآمنة .أما صاحب الصليب واتباعه جاءوا ليحملوا رسالته وهى " رسالة السامرى الصالح " تضميد جراحات الغير وتقوية ضعفاتهم دون تمييز فى لون أو عرق أو دين ".
• أصحاب السيوف يعبرون على جماجم البشر ويبنون قصورهم على ذبائح البشر ، أما اصحاب الصليب بنوا مملكتهم على اركان السلام والمحبة . فبنى لهم الله بيوت فى السماء.
• صورة السيف ترى من خلالها الاجسام الممزقة والمشوهة ، ترى جماهير النساء التى ترملن ، وجماهير الاطفال الذين تيموا " أما صورة الصليب ترى فيها الجماهير الفقيرة من الذين شفاهم وعزاهم صاحب الصليب المسيح " .
لذلك نجد ان صورة المسيح وتعاليمه قد انطبقت على الرسل والتلاميذ ، فجالوا مبشرين بكلمة الكرازة ، ونراهم حاملين الصليب بكل افتخار ، فكان أهم ما يمتازون به هو :
- التلاميذ لم يكونوا ضمن اى تنظيم عصابى او اجرامى ولا قاموا بأى غزوة عسكرية ولم يكونوا سافكى دماء بشر . بل كان سلاحهم الذين حملوه للعالم كله " الكرازة بالانجيل للخلاص " ، فقال لهم السيد المسيح له المجد " اذهبوا الى العالم اجمع اكرزوا بالانجيل للخليقة كلها " يالروعة تعاليم المسيحية اوصاهم بشفاء الامراض واقامة الموتى وليس بإماتة الأحياء والقضاء عليهم وقتلهم وابادتهم ، طالبهم بأن يقدموا الشفاء لكل الناس بدون مقابل مادى ، فلم ينهبوا اى مدينة او قرية دخلوها ، لأنه علمهم قائلاً " مجاناً اخذتم مجانا أعطوا "
- رسل وتلاميذ السيد المسيح حملوا للعالم كله رسالة السلام والحب ، فلا نجدهم دخلوا معارك او اعتدوا على انفس او نهبوا بيوت او اغتصبوا نسائه او اسروا ولو نفس واحده، بل على العكس صنعوا المعجزات باسم يسوع الناصرى ، فكانوا يعطون دون ان يأخذوا ، ومع ذلك ضُربوا ولم يضربوا ، اُعتدى عليهم ولم يعتدوا ، وها هو القديس بولس الرسول يقول " خمس مرات من اليهود جلدت اربعين جلدة إلا واحدة – ثلاث مرات ضربت بالعصى . رجمت ، ثلاث مرات انكسرت بى السفينة "، وليس القديس بولس الرسول وحده الذى تعرض للآلآم بل كل الرسل ، لقد قدموا اغلى ما عندهم تحت الصليب ، انهم قدموا تقدمة " دم " فاستحقوا ان يطلق عليهم لقب " شهداء الصليب " وليس " شهداء السيف " ، شهداء مجنى عليه وليسوا جناة .
- لقد عملوا على تنفيذ رسالة المسيح لكل البشرية وهى " على قدر طاقتكم سالموا جميع الناس " ، وبالتالى نجد ان التلاميذ لم يدخلوا فى اى خصومة او حرب مع اى قوم ولا مع اى فئة من الناس ولا حتى مع اليهود والوثنيين الذين يختلفون معهم ، بل انهم عملوا على الصلاة من اجل الغير ومن اجل ان يعم الخير والاستقرار ، فلا ينتقمون لأنفسهم بل صلوا من اجل معذبيهم ، اسمع ما يقوله الوحى الالهى " ان جاع عدوك فأطعمه وإن عطش فأسقه لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير " .
- تلاميذ المسيح لم يعرفوا السيف ، بل كان منهم من غير المتعلمين ومنهم من الفلاسفة والخطباء ، لكنهم خرجوا من مدرسة المسيح بشهادة عالية وغالية مختومة بالحب بيد عميدها المسيح يسوع ربنا ، فأسسوا الكنيسة المسيحية ، رفعوا صلبان المجد دون قتال أو عنف ، فلا نجد صورة لتلميذ او رسول من تلاميذ المسيح يركب جوادا ويحمل سيف ، بل حملوا رسال واحدة فقط هى رسالة الحب والسلام للجميع .فهل أنت كابن وتلميذ للمسيح تمتاز بهذه العلامات التى تشهد عن المسيح أم لا ؟
المرجع : ا. ملاك لوقا ( بالعقل كده ..، حاول تفهم ..)
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com