* محافظ "الجيزة": المحافظة تحتاج مليار جنيه لتوصيل مياه وصرف صحي سليم، والخدمات التي تقدَّم دون المستوى.
كتب: هاني سمير
"النفوس بحاجة إلى ترميم أكثر من الكنائس، وهذا دور الشيوخ والقساوسة".. هكذا قال القس "شاروبيم"- كاهن كنيسة السيدة العذراء بـ"إمبابة"- خلال تنظيم القافلة الطبية الأولى للمنطقة- أمس الاثنين- عقب الأحداث الطائفية التي شهدتها مؤخرًا.
وأوضح "شاروبيم" أنه كان يتمنى أن يكون اللقاء في ظروف أخرى، بدلًا من أن يكون بسبب الفتنة، مؤكِّدًا أن المحبة يجب أن تكون بالعمل وليس بالكلام، وأن الحلول تبدأ بالتنمية البشرية للفرد منذ صغره، واصفًا القافلة الطبية بأنها نقطة من نقاط التنمية البشرية، والتي تشمل توعية علمية وثقافية وطبية.
وطالب "شاروبيم" بتوحيد الخطاب الديني الإسلامي والمسيحي، مشيرًا إلى أن الخطاب الديني في الأيام التي تلت أحداث الفتنة كان متميزًا، حيث تكلَّم الشيوخ عن المحبة والإخاء، وسعدوا بمقابلة بعض الشيوخ في الكنيسة والمسجد، وهو ما ينعكس إيجابيًا على سلوك النشء، على حد قوله.
من جانبه، قال محافظ "الجيزة" إنه يعرف أن الخدمات التي تقدَّم لأهل "إمبابة" لا ترقى إلى المستوى المطلوب، حيث أن الأموال التي تدخل المحافظة لا تكفي إلى توصيل الخدمات بالمستوى المطلوب، معترفًا بعدم قدرة المحافظة على إصلاح كل شبكات الصرف الصحي. مضيفًا أن تكلفة رفع القمامة من شوارع "الجيزة" تصل إلى 10 مليون جنيه، في حين أن محصلة فواتير المياه من المواطنين 4,5 مليون جنيه في الشهور العادية، داعيًا المواطنين إلى المشاركة في تجهيز مدرسة وقسم شرطة وسجل مدني ومكتب بريد وسنترال.
وردًا على أحد الحضور بأنه لا ينزل إلى الشارع، أكد المحافظ أنه ينزل إلى الشارع ولكن دون حراسة، داعيًا أهالي "إمبابة" إلى المشاركة في تنظيف منطقتهم.
كان المحافظ قد أمر بتخصيص مكتبه بمنطقة "إمبابة" لعمل الجمعيات الأهلية، وتعهَّد بأنه في حالة عدم اكتمال تجهيزات المدرسة، فإنه سوف ينفق عليها من صندوق المحافظة، أما المستشفى فسوف يتم بتجهيزها مع وزير الصحة.
وأشار "هاني عزير" إلى أهمية أن يعمل الجميع بـ"إمبابة" من أجل النهوض بالمنطقة، موضحًا أنهم أحضروا الصندوق الاجتماعي للتنمية لأن لديه مشاريع وإمكانيات كثيرة. مؤكِّدًا أن "إمبابة" ستكون نموذجًا يُحتذى به في تقديم الخدمات لشعبها، وقد أعطى لهم محافظ "الجيزة" مكتبه في "إمبابة" يكون مقرًا للجمعيات الأهلية التي تريد العمل في منطقه "إمبابة"، كما تعهَّد د. "صفي الدين خربوش" بإرسال قافلة لمحو الأمية، وبتجهيز مدرسة وقسم الشرطه لخدمة أهالي المنطقة.
وتحدَّث د. "أحمد الشافعي" نائبًا عن رئيس الصندوق الاجتماعي للتنمية، موضحًا أن الصندوق سوف يقوم بعرض مشروعات متميزة بدراسات جدوى جيدة، وسوف تشمل فئات متعددة من الشرائح التمويلية بتمويل يبدأ من 10 آلاف جنيه حتى 2 مليون جنيه.
وفي النهاية، ألمح الشيخ "بدر محمد بدر"- أحد الرموز الإسلامية بالمنطقة- إلى أن النظام السابق هو الذي تسبَّب في الفتنة الدينية، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من المصابين يصرخون ولا أحد يسمع لهم، لكونهم ممن يعملون باليومية، مطالبًا بأن يتم النظر إلى أهالي ضحايا الفتنة بعين الاعتبار لأن لديهم أسر يعولونها، كما أوكل مشكلة المصابين إلى "هاني عزيز" الذي تعهَّد بتقديم كافة ما يلزم من مساعدات في علاج المصابين.
جدير بالذكر أن القافلة نظمتها جمعية "محبي مصر السلام"، بالتعاون مع الصندوق الاجتماعى للتنمية وجامعة عين شمس وبعض جمعيات المجتمع الأهلي، وشارك فيها د. "على عبد الرحمن" محافظ "الجيزة"، تفعيلًا للتوصية الأولى من مبادرة البيت المصري التي تم إقرارها في اللقاء الأخير بين محافظة الجيزة والجمعيات الأهلية، وبحضور عدد من الشخصيات، منهم "هاني عزيز" أمين عام جمعية محبي مصر السلام، و"هاني سيف النصر" رئيس الصندوق الاجتماعي للتنمية، وعدد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي من أجل محاربة الفتنة الطائفية. كما ضمَّت نخبة من أساتذة طب "عين شمس"، بالإضافة إلى ثلاثة من كبار الأطباء المصريين بـ"المملكة المتحدة" في مختلف التخصصات الطبية.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com