كتبت: ميرفت عياد
رفع جهاز الرقابة على المطبوعات الخارجية المصري الحظر عن رواية "أبناء الجبلاوي التي قام بتأليفها الأديب والصحفي "إبراهيم فرغلي"، بعد تعرضها للمصادرة منذ إصدارها من حوالى عامين تعرضت، ومنعت من دخول "الكويت"، و"السعودية"، و"مصر".
تنقسم الرواية التي تقع في 472 صفحة إلى أربعة أجزاء هي: كبرياء، فصول من سيرة كاتب الكاشف، أبناء الجبلاوي، حكاية بلا بداية ولا نهاية.
مصادرة الأعمال الإبداعية
ومنذ اللحظات الأولى في الرواية، يفاجئنا الكاتب بالحدث الرئيسي الذي تدور حوله، وهو اختفاء كتب الأديب العالمي "نجيب محفوظ" من جميع المكتبات، مما يصيب المواطنين بحالة من التشتت والخوف والقلق الكبير، ومن هنا بدأت الجهات الرسمية والشعبية في البحث عن سر اختفاء كتب أديب نوبل، في محاولة لإعادة إحياء تراثه من جديد، مشيرًا بهذا إلى دور جهاز الرقابة التعسفي في مصادرة الأعمال الابداعية في عصر مبارك.
تطورات اجتماعية ونفسية
وقام المؤلف في رواية "أبناء الجبلاوي" بعمل مزج غريب وجميل في نفس الوقت، بين أحداث روايته وأحداث روايات الأديب الكبير "نجيب محفوظ" لدرجة الاستعانة ببعض الشخصيات الشهيرة في أعمال محفوظ مثل "عاشور الناجي"، "السيد أحمد عبد الجواد"، "الجبلاوي" هذا إلى جانب الاستعانة ببعض المقاطع التي اختيرت بعناية من أعماله الشهيرة، مثل "الحرافيش، و"الثلاثية"، و"أولاد حارتنا"، مظهرًا بهذا العديد من التطورات الاجتماعية والنفسية التي مرت بها شخوص الرواية.
نقد شديد السخرية
ويكتشف القارئ من خلال قراءته لهذه الرواية أن بها نقدًا شديد السخرية، استخدم فيه الكاتب أسلوب الرمز، ليلقي بالضوء على الأوضاع المتردية للمشهد السياسي والثقافي والأدبي في مصر، ويشير المؤلف في إشارة ضمنية إلى أن الجيل المعاصر لم يستطع أن يكمل المسيرة الإبداعية والروائية التي تركها نجيب محفوظ، موضحًا أن فور ضياع كتب محفوظ أصيب المجتمع بداء العمى، كتعبير عن حالة التشتت والتخبط، وغياب الرؤية في الأعمال الإبداعية.
المؤلف في سطور
والجدير بالذكر أن المؤلف "إبراهيم فرغلي" صحفي وقاص وروائي مصري، صدرت له سابقًا مجموعتان قصصيتان هما "باتجاه المآقي" عام 1997، و"أشباح الحواس" عام 2001، كما صدرت له ثلاث روايات هي "كهف الفراشات" عام 1998، و"ابتسامات القديسين" عام 2004، و"جنية في قارورة" عام 2007.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com