بقلم: مرثا فرنسيس
تُحرِم القوانين السعودية قيادة المرأة للسيارة، رغم أن ذلك من الضرورات الانسانية ونحن في الألفية الثالثة وتحاول السلطات السعودية وضع حلول لتفادي تلك القوانين غير المنطقية. وهي حلول تخالف الدين بشكل ملفت. للتغلب على القانون الذي يحظر فيه على المرأة قيادة السيارة بنفسها، يكون مسموحا لها ان تستأجر سائقا ليقود لها سيارتها؛ ويكون متواجدا معها في وقت احتياجها للسيارة ، وما ينطوي ذلك على اختراق لخصوصيتها،ونزع لثقتها في نفسها، اضف الى ذلك اضطرارها للخلوة بهذا السائق الأجنبي أوقات طويلة خلال اليوم نهارا او ليلا حسب الحاجة والضرورة، فلماذا يكون عليها دائما الاعتماد على رجل أجنبي حتى في أمور تستطيع بكل بساطة القيام بها بنفسها ؟
تقوم المرأة بالكثير من الأمور الحياتية الأكثر صعوبة من قيادة السيارة! ولا يوجد مبرر منطقي أو ديني لذلك الحظر. فاذا كان هناك رجال مهرة في قيادة السيارة فهناك نساء اكثر مهارة واكثر دقة والتزاما في ذلك. وفي جميع دول العالم تُعطَى رخصة القيادة حسب اجتياز اختبارات معينة في قيادة السيارات، ليس من بينها كون طالب الرخصة امرأة او رجل. كما انه لايوجد مانع ديني يحظر على المرأة هذا الحق؛ فإذا تم اعتباره امراً دينيا فأين مايوثقه او ما يؤكده؟ ولماذا لا يطبق على كل مسلمات العالم؟ وان كان مجرد عادة او ثقافة؛ فماذنب المرأة السعودية حتى تخضع لهذا الوضع المهين وتعاني منه، نحن من نغير عادات مجتمعاتنا حسب رؤيتنا وطبقا لمصالحنا.
ليس للمرأة ان تخضع لعادات وثقافات متوارثة ليس لها سند من منطق أو من دين ونحن اليوم في القرن الحادي والعشرين لايصح ولا يليق ان نعيش بعادات انقرضت ومضى زمانها ومبتدعيها. هل تقبل المرأة السعودية ان تكون تابعة ليس فقط لزوجها ولكن ايضا لظروف السائق الذي تحتاجه لتنجز امور حياتها! ماذا تفعل الأم التي يحتاج ابنها لطبيب في حالة طارئة بينما زوجها في عمله على مسافة بعيدة وليس هناك اي ضمان بالا يصاب السائق بأي ظروف تمنعه من التغيب عن عمله، مرض او ظروف اسرية او حادثة طريق، ليس مايمنع حدوث اي مانع يؤخر هذا الشخص فهل تظل الأم تراقب آلام ابنها وتعرضه لمضاعفات غير متوقعة بسبب تأخر الاسعافات، فقط لأن اُم هذا الطفل المتألم تتبع عادات عقيمة ليس لها مبرر، تمنعها من الاسراع بإبنها الى اقرب طبيب او مستشفى، والسبب ان ليس لها الحق في قيادة سيارتها! هل هو توظيف للدين لارضاء مجتمع ذكوري مازال لايعترف بقيمة المرأة، ويقلل من قيمتها ويجعل منها مجرد تابعة للرجل الذي يأخذ كل الحقوق المطلقة.
امنياتي القلبية للمرأة في كل بلادنا العربية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة؛ بأن تتحرر بالكامل من كل مايكبلها، ويعيق ممارستها للحياة بالكيفية التي تختارها والملائِمة للعصر الثوري الذي نعيش فيه.
محبتي للجميع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com