بقلم: سحر غريب
عندما تصادفني في الطريق لا تحاول أن تستخف دمك وتعاكسني بدافع العشم! فقد أصبح عندي الآن سلاح أسود ولن أتردد، نعم لن اتردد لحظة واحدة في استخدامه، إن سلاحي الفتاك الجديد قاهر اللصوص، هو تلك العلبة الصغيرة التي يعلوها بخاخ وترش رذاذ يسبب العمي المؤقت.
نعم لقد جاء اليوم الذي تمسك تلك المرأة الرقيقة- التي هي مجازًا أنا طبعًا- سلاحًا، ورغم أن زوجي كان يفضل المسدس كسلاح لنا، إلا أنني رفضت وبشدة، وانتهي بنا المطاف بشومة في السيارة وبخاخ في يدي، فقد خفت أن يدخل السلاح الآلي بيتي فيصبح علينا لا معنا، أو أن أستسهل يومًا ما وأستخدمه بدلًا من الشبشب أبو وردة في تأديب الصغار!
وقد وافقت مجبرة علي استخدام السلاح كحل أخير، بعد لأن كادت سيارة سوداء فيها شابين تصدمني أمام بيتي وتحاول سرقة حقيبتي، ولولا أنني كنت ساعتها لا أحمل حقيبة في يدي، لكنت الآن ضحية جريمة سرقة مُكتملة الأركان، ولكن الله ستر ورغبتي في التسلح ذادت أسوة بصديقتي التي تحمل في حقيبتها مسدس وبخاخ وصاعق، وتبحث دائمًا عن الجديد لتقتنيه.
ولأن جرائم سرقة الحقائب لم تكن الأولي في منطقتي، فقد توجهت يومًا الي مأمور قسم منطقتي، وطلبت منه الحل لهذه المشكلة الكبيرة، وكان رده بأنه قليل الحيلة يا ولداه، مكتف اليدين، فمنطقتي هي أقرب الأحياء لأحد المناطق الشعبية في المنطقة كلها، رغم أن السارقين دائمًا مايركبون سيارات فارهة وليس توك توك، اسم الله علي مقام سعادته، لم أفهم منه هل هذه نصيحة بتغيير محل الإقامة، أم هي دعوة لخبط رأسي في الحيط، أم أمر منه لي بالاستسلام التام والموت الزؤام، وأهم ما في الموضوع أن يرتاح السيد الظابط، ولا يحمل الهم، فالشعب قال كلمته ومسك سلاحه، وأصبح طبيعي انك تمشي وفي يدك مطواة أو رشاش أو بخاخ أو صاعق ناموس وجاموس.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com