بقلم: فكرى نجيب أسعد
أن الشيطان هو مخلوق حقيقى وليس فكرة من صنع الإنسان، وقد استخدمه الرب أداه لنصرة أولاده عليه بصنع الخير مع الذين أرتكبوا شرور وصاروا مسكناَ له. وإليك عذيذى القارىء أمثلة لمعجزات إلهية لإخراج شياطين أجراها الرب على يد القديس العظيم أنبا ابرآم صديق الفقراء تخللها طرائف يتلذذون منها الحضور :
+ قال القمص فيلبس المقارى بأريحا، حدث أمامى نحو عام 1906 م أن القديس أنبا أبرآم كان يخرج شيطاناَ من إنسان وأثناء الصلاه بكى الشيطان، وقال له مخادعاَ أعف عنى واتركنى، أنا أسمى جرجس وأبن المعمودية وعمرى سبعة أيام .. ولما لم يعبأ به القديس وأستمر فى صلاته . قال له الشيطان لولا صليب النار الذى بيدك لفتكت بك كما فتكت بنا .. ثم صرخ الإنسان صرخة قوية وخرج الشيطان منه.
+ قال الأستاذ منصور جرجس بالمعاش : لا أنس مريضاَ أسمه سعد من أخميم، كان الروح الشرير الذي عليه من نوع مكابر، ولما بدأ القديس بالصلاه عليه ارتعد الشيطان وقال : لا أنت ولا عشرة زيك يطلعونى . قال القديس : الرب ينتهرك أخرج منه ... قال الروح الشرير أنا عارف أنت لسة عايش ليه ؟ فضحك الأسقف وقال : وأنا قاعد على قلبك لحد ما تهمله ، أنت أسمك إيه ؟ قال الروح النجس أسمى الأسقف أبرآم، فأجابه الرب يزجرك، أنتم ياشياطين فيكم أساقفة وبهذا الأسلوب كان الحاضرون يضحكون وهم يصرخون كيرياليسون .. كيرياليسون تلك الكلمات التى كان يتمجد الرب بها ليس بإخرج شياطين فقط بل بنقل جبال أيضاَ. ثم قال القديس هاتوا الصليب . فصرخ الروح النجس ... النار ... النار ، سأخرج .. ثم بعد محاولات خرج وشفى المريض .
+ يحكى المعلم فرج فانوس، كان مرة القديس أنبا أبرآم بيصلى لواحد عليه شيطان، وبعدين الشيطان حب ينكت مع الأنبا أبرآم، قال له الشيطان إذا كنت عاوزنى أخرج أسمح لي أن أدخل فى واحد من الأفندية القاعدين ؟ فلما سمع ذلك الأفندية جريوا، فضحك الشيطان وقال له : شوف قومتهم لك إزاى ؟ قال له الأنبا أبرآم : ياملعون البعيد . قال له الشيطان بس أبعد الصلب عنى. قال له الأنبا أبرآم أنا هاحرقك به . ثم بعد محاولات خرج الشيطان .
أن أخراج الشياطين من البشر على يد القديسين هى أحد أنواع الصراعات بين الخير والشر أنها ليست صراعات بين البشر الذين خلقوا من أجل أهداف صالحة تعود بالخير على البشرية والتى نمجد الله العلى عليها ، بل هى فى حقيقتها صراعات بين الله صانع الخيرات وإبليس الشرير. أنها صراعات دائمة لا يستطيع أحد أن يفلت منها، لذا يجب أن نستعد لها فى كل وقت، فالذى لا يعمل بالوصايا الإلهية فى القيام بأعمال البر والمحبة وصنع الخير مستعيناَ بالقوة الإلهية التى يمنحها له روح الرب سيأخذه إبليس أسيراَ ويجعله مسكناَ له ويجنده معه فى صنع الشر . فلنتنبه حتى لا نضيع الوقت هباء فى محاربة الناس الذين أغواهم إبليس فى أعمال ظلمة شريرة أوالذين أيضاَ أنغلبوا من ذواتهم بإرادتهم الحرة بالحيدان عن صنع الخير وصنع الشر بأن صراعنا ليس مع البشر بل مع إبليس، الذى لا يجب أن نجعل له مكاناَ بين البشر، وأن نحرص على أن لا نفتح على أنفسنا أبواباَ يدخل منها، وأن نتسلح ضده بأسلحة البر والخير السمائية لتحقيق بها الغلبة على شر إبليس ومساعديه .
أن معجزات الشفاء وأخراج الشياطين التى يجريها الرب على يد القديس أنبا أبرآم لم تنتهى بإنتقال القديس، بل هى ممتدة فإلهنا إله أحياء وليس إله أموات، فالنحرص على طلب صلواته من أجلنا أمام عرش النعمة الإلهية التى تقتدر كثيراَ فى فعلها.
بركة صلوات القديس العظيم أنبا أبرآم فالتكن معنا جميعاَ آمين .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com