" كل ما تطلبونه بالصلاه مؤمنين تنالونه "
( مت 21 : 22 )
بقلم: د.م. فكرى نجيب أسعد
لقد سبق أن أشرت فى مقال سابق تحت نفس العنوان بأنه يوجد عدد من العوامل قد تؤثر على حصة مصر المائية المقدرة ب 55.5 مليار متر مكعب / سنة التى لا تفى فى الوقت الحالى بإحتياجاتنا المائية فى الإستخدامات المختلفة. أن أجتماع هذه العوامل مع تعاقب إيرادات منخفضة أو شحيحة لنهر النيل، كالإيرادات المنخفضة المتعاقبة التى مرت بها مصر فى الثمانينيات من القرن العشرين والتى هددت بعض المناطق بحوض النيل بالجفاف وأضرت بمصر هو أمر لا يجب أن نتجاهله وأحزر منه هنا، وذلك بالرغم من وجود السد العالى الذى يحجز المياه أمامه فى السنوات التى يتزايد فيها إيرادات عالية لنهر النيل للإستفادة منها فى السنوات ذات الإيرادات المنخفضة أو الشحيحة.
أنه من المحتمل أن يتعاقب إيرادات منخفضة لنهر النيل فى الفترة القادمة، فعلى أعتبار أن الإيراد المتوسط لنهر النيل فى الفترة ( 1996 – 2020 ) يقدر ب 84 مليار متر مكعب / سنة عند أسوان وهو ما يتساوى مع الإيراد المتوسط للنهر فى الفترة ( 1912 – 1995 ) ، فأن الفترة ( 2011 – 2020 ) قد تشهد تعاقب إيرادات منخفضة أو شحيحة لنهر النيل بإعتبار أن الإيراد المتوسط لنهر النيل فى الفترة ( 1996 – 2010 ) يزيد عن 84 مليار متر مكعب / سنة وهى فترة شهدت تعاقب إيرادات عالية لنهر النيل عجز بنك مصر المائى ( بحيرة السد العالى ) من إستيعابها لتحقيق منها إنتفاع كامل .
أن غياب إتفاق دول حوض النيل حول تقاسم عادل ومنصف لمياه حوض النيل أو حول بناء السدود على نهر النيل فى الفترة القادمة، هو أمر قد يقود كافة دول حوض النيل إلى عدم الإستقرار والقلق والتوتر كما قد يهدد مظاهر الحياه والتنمية فى حوض النيل بما يجعل من الكل خاسراَ.
ويحزر الكثير من خبراء المياه على مستوى العالم بصورة متكررة ، بأن الوضع المائى لدول حوض النيل فى موقف حرج وهو ما لا يجب أن نتجاهله فحزر على سبيل المثال وليس الحصر معهد " برو كينجز " بناء على دراسة أعدها من حدوث نزاع حول المياه بين دول حوض النيل فى حالة وجود فشل فى التوصل إلى أتفاق جماعى حول إدارة مياه النيل، وأن وكالة انباء " أدنكرونس " الإيطالية حزرت من حرب مياه فى منطقة حوض النيل.
حول أهمية الصلاه فى صعود مياه النيل أنقل هذه الأحداث :
+ شوهد منسوب مياه النيل ناقص عن منسوبه المعتاد بمقدار ذراعين أى ما يقترب من متر فى عهد البابا خائيل الأول البطريرك ال 46 . فأقام الأباء الأساقفة الأجلاء صلوات وتضرعات حتى يتحن الله ويصعد من مياه النيل . وتوجه البابا للصلاه إلى شاطىء النيل لمدة ثلاث ساعات والشعب يرد علية كرياليسون ( يارب أرحم ) فصعد منسوب مياه النيل بعدها ذراعاَ فعم الفرح البلاد .
مقياس أثرى مدرج لمنسوب المياه بنهر النيل
+ جاء الكثيرون إلى البابا شنودة الأول البطريرك ال 55 يشتكون من قلة المياه التى كادت تهدد حياتهم وحياه مواشيهم إلى الخطر وطلبوا من قداسته أن يطلب من الله أن يمنع عنهم هذا البلاء . فتوسل البابا إلى الله القدير وسرعان ما فتحت السماء طاقتها وهطلت الأمطار وعم الفرح على الجميع فى تمجيد لله .
+ إنخفض منسوب مياه النيل فى عهد البابا بطرس الجاولى البطريك ال 109 فضج الناس، وأمر الحاكم فى ذلك الوقت رؤساء الأديان برفع أصوات الابتهال إلى الله ليرتفع منسوب مياه النيل ، فأقام البابا الصلوات ومعه بعض الأساقفة والكهنة والشعب وعظماء الأمة فصعد مياه النيل بعدها .
أسأل الله أن يصعد من مياه النيل كقدر إحتياجاتنا وأن يبارك فيها كما بارك فى الخمس خبزات وسمكتين وأن ينزع عنا كل قلق من جهة أمور مستقبلية تتعلق بالمياه .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com