قالت مجلة «نيوزويك» الأمريكية، إن الأمريكيين قضوا سنوات طويلة في بناء علاقات واتصالات مع شخصيات رئيسية في الأجهزة العسكرية والاستخباراتية للبلدان في منطقة الشرق الأوسط بهدف تزويدهم بالمعلومات التفصيلية، مضيفةً أن تلك العلاقات ركزت على مطاردة حفنة من الإرهابيين الذين لم يشاركوا في الموجة العارمة من الثورات الشعبية بالمنطقة.
وقالت المجلة، في تقريرها، الاثنين، والذي حمل عنوان، «اختبار الاستخبارات»، إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية«CIA» اعتمدت على الرئيس السابق حسني مبارك لمدة 30 عاماً كونه «حليفا رئيسياً»، بجانب الشخص المحوري في تلك العلاقة وهو اللواء عمر سليمان، نائب الرئيس السابق، مضيفةً أن تلك الشراكة أصبحت أولوية قصوى عام 1990 عندما واجهت مصر تهديداً خطيرا يتمثل في الإرهاب بقيادة أيمن الظواهري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة.
وأضافت المجلة أنه عندما اندلعت الثورة الشعبية ضد مبارك في يناير الماضي، فوجئ الجميع، ليس فقط «الديكتاتور الثمانيني» نفسه، ولكن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أيضاً، قائلةً إن ذلك ليس خطأ وكالة المخابرات المركزية في أنها «فشلت في رؤية اقتراب العاصفة بشكل كامل»، وقالت إن المصريين حاولوا دائما منع الأمريكيين من التحقيق في قضية المعارضة الشعبية داخل مصر.
وكشفت المجلة أنه خلال تولي الرئيس بيل كلينتون رئاسة الولايات المتحدة، استخدمت وكالة الاستخبارات المركزية انتشارها العالمي لتعقب أعضاء تنظيم القاعدة، ثم إرسالهم إلى مصر للاستجواب، وقد يمتد الأمر إلى التعذيب والإعدام في بعض الحالات، موضحةً أنه من خلال العثور على الجهاديين المصريين في ألبانيا وغيرها، تمكنت وكالة الاستخبارات المركزية من الحصول على معلومات مهمة حول الأعمال الداخلية لتنظيم القاعدة.
وتابعت المجلة أن برنامج «التسليم السري» استمر بالتعاون الوثيق مع عمر سليمان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، إلا أن إدارة الرئيس جورج بوش دفعت تجاه نوع المخابرات الذي تريده، مستطردة أن «ابن الشيخ الليبي»، أحد أعضاء القاعدة المقبوض عليهم، تعرض للتعذيب من قبل المصريين حتى اعترف بوجود روابط تشغيلية بين منظمته وبين الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، على الرغم من عدم وجود تلك الصلات في الحقيقة، حسب المجلة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com