بقلم: مدحت ناجى نجيب
من هو الآخر ... هو أي شخص غيري، قريب أو غريب نتكامل معاً لنحقق السعادة والفرح والنمو في الحياة ، خلقنا جميعاً الله واحبنا ، وهذا الغير أو الآخر هو شقيق وأخ لي فى الانسانية ، ويجب تقديم كل حب ومحبة له ، والصلاة لآجله وبالتعامل معه بالحسنى بغض النظر عن دينه او لونه أو عرقه ، فالدين لله والوطن للجميع هكذا يقولون ، حتى ان الارض تنبت ثمرها دون التفرقة اذا كانت اليد التى زرعت يد فلاح مسيحى أو مسلم ، هى تعطى الخير للكل بدون سؤال هذه هى طبيعتها ، الذى يفرق هو مقدار الاجتهاد والعمل الجاد والشاق المتواصل ، كما ان الله يشرق شمسه على الابرار والاشرار ، الصالحين والطالحين ، فلم نسمع عن أن الشمس جاءت فى يوم ورفضت الظهور فى منطقة ما لأن هذه المنطقة مليئة بأناس اشرار .
ويجب ألا ينظر شخص ما أى نظرة استعلائية للآخر ولا أى نظرة دونية فهذا أبشع ما يمكن لأن الله متواضع ويحب المتواضع اما الاعزاء والمتكبرون فأنزلهم من على الكراسى ورفع المتضعين . فعلاقة أى إنسان بالمخالف لعقيدته ليست علاقة ترّصد وتربص أو علاقة مؤمن بكافر فيتصيدون الأخطاء لبعضهم ويتنحارون ، فالناس متساوية أمام الله والله هو الديان العادل وليس من سلطة أحد أياً كان أدانة الآخرين لانه قبل ان تحكم على غيرك احكم على نفسك ، فالذى تقول لا تسرق أتسرق ، الذى تقول لا تزنى اتزنى ، لأن السيد المسيح له المجد يعلن على الملأ أنه يحب الكل حتى من يرفضه أو من لا يقبله او من لا يسمع كلامه ، فهو الذى صلي لأجلي رافضيه و صالبيه ، واى انسان ان كان مسلم او مسيحى لابد وأن يكون على منوال وتعاليم دينه ، فالسبب ليس فى الدين انما فى تنفيذ تعاليمه والذى يخضعه البعض لاهوائه وشهواته وينفذ الآيات حسب مصلحته الشخصية.
فيجب على كل إنسان أن لا يدين أحد ولا يبغض المخالف والمغاير لعقيدته . فالحب والمحبة للجميع ،فعندما تقابل شخص ما لاتلح لمعرفة أسمه كاملاً حتى تصل إلى هويته الدينية فهو إنسان أولاً واخيراً ، ويجب تقديم كل حب له مهما كان لأن الله هو الذى خلقه وأحبه ، لأن من يحب لا يستطيع أن يكره، حقا من إمتلآ قلبه بالحب الإلهى يحب كل البشرية حتى على الحيوانات يكون عطوفاً، فلا يكون فى قلبه حقد أو كراهية أو حسد أو خصام مع أحد، فهو يحترم الجميع ويقّدر ويخدم الجميع . ونحن أمامنا السيد المسيح المثال الواقعى فى تعليمه لنا لقبول وتقدير الآخر . ولنعلم أن "من لا يحب أخاه – فى البشرية – الذى أبصره كيف يقدر أن يحب الله الذى لم يبصره ".
ومن أمثلة محبة المسيح للآخر : لقد امتدح وطنية المرأة السامرية عندما قالت له انت يهودى وانا أمراة سامرية ، والسامريين لا يعاملون اليهود .فكان يعاملها باحترام وتقدير ، رغم أنه يعرف كل أخطاءها . كما اعطى مثلاً واضحاً لمعاملة الآخر فى قصة السامرى الصالح الذى صنع وفعل الخير مع اليهودى الذى مر عليه الكاهن واللاوى وجاز مقابله . فأصنع الخير مع الكل دون تفرقة ، أنثر حبك الى السماء ، فإن صعد الى السماء فأنه يمطر محبة ومياه كثيرة لا تستطيع ان تغمرها ، وأن سقط على الارض فأنه يصعد ثمار أخرى الفرح والسلام والخير لكل الناس . وامتدح قائد المئة الأممى ، وقال له لم اجد ايماناً بمقدار هذا فى اسرائيل ، لا يفرق فى المعاملة ، يعطى لكل شخص حقه . كما عندما شفى العشرة البرص ، كلهم جروا فرحين ، ولم يرجع إلا واحد ليسجد له ويمجده وهو غريب الجنس ، فأمتدحه الرب وقال أين التسعة .
كان يجول يصنع خيراً مع الجميع يجول فى وسطهم ، فلا نجده كان يسأل اى انسان قبل يشفيه ، عن انت من الكتبة والفريسين او سامرى او يهودى ....، يتعامل مع الكل ولا يجامل احد على حساب أحد ، لديه أذن تسمع الرأى واخرى تسمع للرأى المخالف ، يصنع الخير مع اليهود الذين سوف يصلبوه ، لقد كانت رسالته رسالة توزيع حبه للجميع دون أدنى تفرقة ، فأسس وطنية الحب فى قلوب البشر .
لذلك أقول لك كلمة فى أذنك : " احترم الآخر اياً كان ...دافع عن حقوقه المشروعة ... احترام إختلاف فكره او عقيدته ...تعامل معه بحب ومودة حتى لو كان الآخر أقلية ضعيفة أحترمه "
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com