شهد قداس الأربعين لضحايا أقباط أحداث إمبابة غياب رسمى من جانب المسئولين بالمحافظة الجيزة، ولم يحضر لتعزية أى من التنفيذيين أو الأحزاب أو الشعبيين فى أجواء خيمت عليها كلمات التعزية، ورفض العنف والتمسك بالوحدة الوطنية ضد مثيرى الفتنة الطائفية.
ترأس القداس الإلهى الذى أقيم بمطرانية مارجرجس بالجيزة الأنبا ثيؤدسيوس أسقف عام الجيزة والأنبا أثناسيوس أسقف بنى مزار والأنبا أغاثونا أسقف مغاغة والعدوة ولفيف من كهنة الإبراشية وأسر الضحايا وشاركهم جيرانهم المسلمين واتحاد شباب ماسبيرو وأرسل قداسة البابا تعزيته لأسر الضحايا مطالبا أن يعطيهم الله التعزية السماوية.
وقال الأنبا ثيؤدسيوس فى كلمته إنه يقدم تعزيته وتعزية قداسة البابا لأسر الشهداء، وإن هذا التذكار لأربعين الشهداء يدفعنا إلى ضرورة أن نعمل على بناء مصر على قيم المواطنة والاحترام المتبادل والعمل على نهضتها وليس خرابها بأن يتم تعزيز التعايش المشترك ونبذ الكراهية والبلطجة والإرهاب، وأن تؤسس قواعد إنسانية وقانونية على احترام حرية العبادة وحرمة بيوت الله.
وأضاف أننا نتمسك بمصرنا الحبيبة ووحدتنا الوطنية ونفديها بدمائنا مهما اختلفت الأديان والعقائد ، فدماء شهدائنا تصرخ من أرض مصر تطالب بالقصاص من صنع الفتنة الطائفية التى تحاول محو وتشويه الصورة البيضاء لثورة 25 يناير التى تصنع التاريخ الآن بفضل الذين ضحوا بدمائهم حتى نعيش فى أمن وسلام وتعايش مشترك على أرضية المواطنة، ولكن هؤلاء يريدون شرا ببلادنا، ولكن مصر ستظل محفوظة لأنها محطة الأديان وبلد السلام وباركها الله وبارك شعبها "مبارك شعبى مصر" وخص بها زيارة العائلة المقدسة.
واستطرد الأنبا ثيؤدسيوس أن التخلف والتطرف يريد النيل بالوحدة الوطنية ولا يجد طريقا سوى بالأيادى السوداء، وهذه الأيادى نريد قطعها بالقانون لأن كل أيد لا تطفئ فهى تحرق، وتشعل، ونحن نطالب بتطبيق القانون، وعلينا أن نتجاور هذه المحن بالحكمة، وأن كل مصرى عليه الدفاع عن وطنه من أجل بناء وطن ومستقبل بالعلم والآمال والاستقرار والمؤسسات الاجتماعية دون التفريط فى وحدة بلادنا، وهذا لن يتم إلا بصوت واحد يعلو كل مصر هو صوت الحوار الهادف والذى يقبل الآخر ويقدر قيمة العقل.
وطالب الأنبا ثيؤدسيوس أن يعطى الله لبلادنا السلام والأمان والمعاملات الطيبة، وأن يعطى المسئولون أن يفعلوا الديمقراطية والمواطنة والقانون والعدل بين جميع المصريين حتى نرى بلادنا الأفضل تقدما ولا نرى أى تمييز بين أبنائها على أساس الدين أو العرق أو الجنس.
وقال الأنبا أثناسيوس أسقف بنى مزار إن الله هو الذى يعطى الرجاء لحزانى القلوب ويعزى كل نفس، وإن كل شخص يجب أن يتعزى بالمجد الأخير، فالإنسان يولد ويعيش ليعود إلى الأرض عريان خرجت من بطن عريان أعود إلى هناك، والإنسان لا يربح شيئا فى نهايته سوى أعماله الصالحة ونحن لا نتمسك سوى بما تعلمته من قيم الحب والتسامح وعلى الإنسان أن يعمل على جوهر الصلاح، وليس التدين الظاهرى الذى يريد إظهاره للناس فالله يعلم بخفايا القلوب ويجزى كل شخص حسب عمله.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com