بقلم: ماجد عزت إسرائيل
اليوم 18 يونيو 2011م هو الذكرى العاشرة(عقد من الزمن) على رحيل رائد الموسيقى القبطية ، راغب حبشي مفتاح الذى ولد في 21 ديسمبر 1898م بمدينة القاهرة، من أبوين كريمين شريفين، اشتهروا بالتقوى والصلاح وربياه على الفضيلة والتمسك بآداب الاستقامة والثقافة القبطية.
واشتهرت أسرة آل مفتاح بين الأسر المصرية القبطية بالجمع ما بين الغناء والعلم والعطاء المستمر منذ أيام البابا بطرس الجاولي البطريرك رقم (109) (1809- 1852م)،فاشتهر منهم أقلاديوس الوجية, يوسف مفتاح، وعريان مفتاح (1826-1886) م، وراغب مفتاح الذي أدخله والده المدرسة حتى حصل على درجة البكارلوريا سنة 1918م (الثانوية العامة)، ثم أرسلته الأسرة إلى ألمانيا لدراسة الزراعة بها، وبعد عودته من ألمانيا بدأ اهتمامه بالتاريخ القبطي والموسيقي والألحان القبطية، وفى سبيل المحافظة على سمات اللحن القبطي سافر إلى إنجلترا سنة 1927م ليستعين بخبراء الموسيقى، وفي ثلاثينيات القرن العشرين اختار راغب مفتاح المرتل "ميخائيل جرجس البتانوني" كبير مرتلي الكاتدرائية المرقسية الكبرى (بالأزبكية) وذلك من بين كثير من المرتلين المشهورين في جميع أنحاء البلاد، وبحضور الأستاذ "سميث" الخبير الموسيقى تم تسجيل طقوس وألحان الكنيسة القبطية، كنوتة موسيقية على ورق، فبلغ ما سجله راغب مفتاح ستة عشر مجلدًا.
على أية حال، كان الأستاذ راغب مفتاح يقوم بتسجيل الألحان بأسلوب علمي دقيق، فلو وجد هزة واحدة غير سليمة، يعيد تسجيله من أوله دون كلل ولو مرات عديدة، حتى يستقر في أدق وأروع صورة، ومن أجل ذلك اعتمد على التسجيل بالاستوديو الذي أسسه من قبل بمصر القديمة، ثم استكمله بمعهد الدراسات القبطية على يد صليب بسطروس ومهندس الصوت، وكان يتولى هو بنفسه الإشراف على الجماعة الموسيقية.
وفي 18 يونيو 2001م رحل راغب مفتاح عن عالمنا عن عمر يناهز 102 عامًا،وللأمانة التاريخية يذكر أن صاحبنا تنيح فى الساعة الحادية عشر وخمس وأربعون دقيقة مساءً يوم 16 يونيو 2001م، بمستشفى فكتوريا بمدينة الإسكندرية،وتم نقلة إلى مستشفى الحياة بمدينة القاهرة يوم 17 يونيو 2001 ، وتم تأجيل صلاة الجنازة لليوم التالى وذلك بسبب مظاهرات الأقباط بالكتدرائية المرقسية بالعباسية اعتراضاً على ما نشرته جريدة "الـــــنبأ"عن الراهب المشلوح، وفى صباح يوم 18 يونيو 2001م ترأس قداسة البابا شنودة الثالث البطريرك رقم (117) الصلاة على جثمان الراحل، بحضور لفيف من القيادات الشعبية والتنفذية والمراسلين المحلين والأجانب، وتم دفنة بمدافن الأسرة بمصر الجديدة بالقرب من كلية البنات، وبالتحديد بمقبرة أخيه الأكبر "عزيز مفتاح"،وتم نقل جثمانة إلى مقبرة آخرى عرفت بـ" لوكاندة"وذلك لهدم المقبرة التى دفن بها وأعادة بنائها، وبعد اتمام بنائها؛ تم نقله مرة آخرى إلى مسواه الأخيرة فى يوم الخميس الموافق 25 إبريل 2002م، بحضور لفيف من خورس الشمامسة يتقدمهم المعلم "إبراهيم عياد"، بزفة وتسابيح وإلحان قبطية،وبذلك يكون قد عاصر ثلاثة قرون، كان له في موسيقاها دور بارز ساهم في تطويرها بحيث فاق مجهوده عدة جهود، كانت كفيلة بأن تشغل جوقة من الموسيقيين، عوضه الله في فردوس النعيم عن كل ما بذله.
وواصلت الكفاح بعد رحليه عن عالمنا فى يونيو 2001م، "لوارنس كامل مفتاح"، فأنجزت الكثير خلال العقد الأول، فجمعت ما تركه من وثائق فى سلسلة مقالات باللغة الانجليزية، بهدف الحفاظ على تراثنا القبطي.
وتم أصدار ما يقرب من 21 أسطوانة(سى دى) بجميع الالحان القبطية بالتعاون مع مكتبة الكونجرس الامريكية،وتوزيعها على بعض الكنائس والأديرة القبطية.
وتم تجميع ألبوم صور نادرة تجمع دكتور راغب مفتاح مع آخرين،والتى تعد من بين الوثائق النادرة، حيث تجمع ما بين المكان والزمان والأفراد ولذا تعطى لكاتب التاريخ الكثير من القراءة لها.
وخلال التعاون المصرى السويسرى فى مجال مشروع إحياء الموسيقى المصرية،شارك كاتب هذه السطور بورقة بحثية بالمجلس الأعلى للثقافة عنوانها"إحياء الموسيقى القبطية" وحضرتها لورانس مفتاح بدعوة من القائمين على المشروع. ويتم الآن نشر مذكرات راغب مفتاح على موقع الأقباط المتحدون لكاتب هذه السطور.
والسؤال الذى يطرح نفسه ما الذى قدمه معهد الموسيقى القبطية لراغب مفتاح منذ رحليه حتى يومنا هذا؟
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com