ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الساعة السويسري والمفاعل النووي

د. مينا ملاك عازر | 2011-06-19 00:00:00

بقلم: مينا ملاك عازر
لم يكن إعلانًا ما نشرته في مقالتي الماضية، حينما قلت أن الساعة السويسرية لا بتقدم ولا بتأخر، فكيف لي أن أعلن عن ساعة سويسرية في بلد لم ينتج شيء واحد من صناعته الوطنية؟ وكان إنتاجًا مشرفًا في نفس الوقت الذي يقرِّر أن يبني مفاعل نووي لكي ينتج الطاقة النووية، ولأنني لا أعلن عن ساعات سويسرية ولا مفاعلات نووية، فأنا لا أفضل الاقتداء بـ"إيران" ولا مجاراة "سويسرا".


ولمحاكاة الدول هناك طرق كثيرة؛ كأن تصنع ما هي تصنعه وتتفوق عليها، أو تزرع ما هي تزرعه وتتفوق عليها، أو تتعلم ما هي تتعلمه وتتفوق عليها. أما نحن بلد الشمس والهواء، بلد الطاقة النظيفة، لا البترول ولا الفحم ولا النووي نتفوق على الآخرين في إنتاج المفاعلات النووية، وننتج القنابل الشمسية، وفي الوقت التي تبني فيه "إيران" مفاعلات نووية تنتج "سويسرا" ساعات سويسرية، تنتج "مصر" إعلانات دستورية، ويختلف أهلها حول الدستور أولًا أم الدوري أولًا.


ويكتفي المصريون بثماني شهور عدة لكي ينتقلوا من النظام الديكتاتوري للنظام الثيوقراطي، ولكي ينتقلوا من نظام يحكم بدستور معدل لنظام يحكم بلا دستور، ويطلب المجلس العسكري فقط ستة شهور، فيطالبه الجهبز بأن يعلن المشير نفسه رئيسًا، ولا أعرف إن كان هذا مجاملة لكي يصمت المشير عن ما قاله الأستاذ في حق القوات الجوية التي هي جزء من القوات المسلحة؟ أم هي عادته في أن يتملق من بالسلطة؟

ويحكم الحكم بضربة جزاء، فيصمم اللاعبون أنها من خارج المنطقة، ويشير الحارس لهم باستمرار اللعب، ويحرز المهاجم هدف في مرمى بلا حارس، فتكتشف المخابرات جاسوسين في أسبوع واحد، واحد إيراني ياخده الوفد الشعبي ويطلع على "إيران" يوصله لبيت والدته، سالم غانم، والأخير إسرائيلي لا يجد وفد شعبي لكي يطمئن أمه عليه، و"مصر" بين "إسرائيل" و"إيران" محتارة والله، هل تصنع الساعة السويسري أم تبني مفاعل نووي.


ولازلنا في مقالنا، ولم نقرِّر ماذا نفعل؟ هل نقتدي بـ"إيران" ونكون دولة نووية ونهدد بصنع القنبلة النووية؟ أم نقتدي بـ"سويسرا" وننتج الساعة ونسلم الجاسوس الإسرائيلي كما سلمنا سابقه الإيراني؟ لم تقل لي للآن إن كانت ضربة الجزاء من داخل أو من خارج المنطقة، ولكي أسهلها على حضرتك، إن اعتبرت أن منطقتنا عربية، فـ"إسرائيل" من خارجها، و"إيران" كذلك، وإن اعتبرت أن منطقتنا شرق أوسطية، فـ"إيران" داخلها و"إسرائيل" أيضًا، فكر وقل لي بما سيصفر الحكم بضربة جزاء أم ببراءة الجاسوس؟


وما دمنا قد اقتربنا من النهاية، فلا تنسى أن تطلب حكام أجانب إن لم تكن واثق في نزاهة الحكم الوطني، وإن كنت واثقًا به كما أنا أثق، فلا تقلق، فـ"مصر" ساعتها ستبقى لكل المصريين، وليس للإيرانيين ولا الخليجيين ولا الإسرائيليين "والله الموفق والمستعان"..


المختصر المفيد، المساواة في الظلم عدل.

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com