ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

د. "محمد مجاهد" ينتقد التمييز ضد الأقباط والمرأة في لقاء "معًا من أجل مصر" بـ"بني سويف"

جرجس وهيب | 2011-06-25 00:00:00

* الشيخ "أحمد يوسف": دور العبادة محفوظة ومصونة حتى في الحروب، ولا يصح أن تُنتهك حرمة الأديرة والكنائس.

* القمص "يوسف أنور": الدولة المدنية تعطي الأمل في تجاوز مشكلات المجتمع، وتقدِّم نموذجًا جديدًا للسلام الاجتماعي.

* "كمال حبيب": متطرفو العلمانية يتلاعبون بالورقة القبطية، ويستخدمونها كمخلب قط في صراعهم مع الإسلاميين.

* د. "محمد مجاهد": التميز الديني أخطر أنواع التمييز.

 

كتب: جرجس وهيب

نظَّمت جمعية "الصراط المستقيم" مع اللجنة الثقافية بمطرانية السيدة العذراء بـ"بني سويف"، برئاسة القمص "يوسف أنور"، لقاءًا بعنوان "معًا من أجل مصر"، بالقاعة المكشوفة بقصر ثقافة "بني سويف"، حضره المفكر الإسلامي "كمال حبيب"، ود. "محمد منير مجاهد"- منسق جمعية مصريون ضد التمييز- وعدد كبير من المسلمين والأقباط، وبعض رجال الدين الإسلامي والمسيحي. وأداره المهندس "إسماعيل شافعي".

 

المصارحة ضرورة من أجل الإصلاح

في البداية، أوضح الشيخ "أحمد يوسف" أن حل المشاكل الطائفية يتطلب الوصول إلى الأصل والرجوع إلى الماضي، مشيرًا إلى أن الإسلام عندما دخل البلاد المباركة انتشر دون إكراه، ومن بقي فيها على دينه أصبح له حقوق لابد أن نعترف بها لأنها نزلت من عند الله، أما محاولة "اللف والدروان" والقول بأنها بلاد للمسلمين فهذا غير مقبول، كما أن القول بأن هذا البلد لطائفة معينة لأنها الأصل أيضًا غير مقبول، فلابد أن نتعايش. موضحًا أنه من المؤسف أن نرى كنيسة تُحرق رغم ما عرف عن أهل "مصر" من طيبة في القلوب وتسامح في العقيدة!! أو أن يُهان قس، أو تُسلب أموال بسبب الدين أو العقيدة، فالتعرض للآخر من أجل دينه ممنوع شرعيًا، ودور العبادة محفوظة ومصونة ولا يجب أن تُنتهك حرمة الأديرة والكنائس. كما أنه من المؤسف أن يرفع بعض الأقباط في مظاهرتهم علم "مصر" وفوقه صليب أو لافتة مكتوب عليها "الكنيسة أمي"، أو يقول أحد "أين إسرائيل" و"أين أمريكا"؟! معتبرًا أن هذه الأشياء تسيىء إلى قضية المسيحيين العادلة من ناحية عدم التعدي على دور العبادة، وأن المصارحة وإعطاء الحقوق لأصحابها والرجوع إلى الإسلام أشياء ضرورية من أجل الإصلاح.

 ركائز السلام الاجتماعي

وأكّد القمص "يوسف أنور" إنهم يطلبون السلام من الله لأن الكتاب المقدس يقول ""طوبى لصانعي السلام"، موضحًا أن المعنى الروحي لكلمة السلام هو راحة الإنسان داخليًا وخارجيًا، وأن هناك ركائز وأركان وقواعد للسلام الاجتماعي أولها الإدارة السليمة للتعددية، لأننا نعيش في مجتمع من خلفيات متنوعة الثقافات والمستويات، ومنح الكل حرية التعبير، والاحتكام للقانون، والشفافية، والتمكين، والمشاركة.

أعمدة وضمانات السلام الاجتماعي
وأشار "أنور" إلى أن أعمدة السلام التي يُبنى عليها سقف المجتمع، هي الرحمة والمحبة والعدل والانتماء وقبول الآخر، وأن ضمانات السلام الاجتماعي تتمثَّل في توازن المصالح والقوى، وتسوية المنازعات- بالقانون أو بالإتفاق الودي، لافتًا إلى وجود آليات مهمة لتحقيق ثقافة التسامح والحوار والقواسم المشتركة، كما توجد مشكلات قد تقف حائلًا ضد تحقيق السلام؛ مثل التباعد والانعزال والتمييز، وهي مشلات يمكن تخطيها من خلال اللقاءات المشتركة والتعاون في مجالات تنمية المجتمع.

 الحوار الناجح

وقال "أنور": "إن الحوار الناجح له شروط؛ أهمها الشعور بالحاجة، والخروج من الذات، والاعتراف المتبادل بالآخر، والتركيز على القواسم المشتركة، فنحن جميعًا نؤمن بالله الواحد، والمجتمع المدني والدولة المدنية تعطي الأمل في تجاوز مشكلات المجتمع، وتقدِّم نموذجًا جديدًا للسلام الاجتماعي".

مصر للجميع

وأوضح المفكر الإسلامي "كمال حبيب" أنه يشعر أنه أمام "مصر" جديدة، مشيرًا إلى ما حدث من تلاحم بين المصريين أثناء الثورة، حيث كان الجميع يرفعون علم مصر دون الإشارة لأية أديان أو انتماءات، ولكن بعد سقوط النظام ظهرت الشعارات الخاصة التي هي انتقاص لما أسسته الثورة، فلم تتغيَّر العقول والنفوس، ووجد البعض صعوبة في الانتقال لثقافة العدل والمساواة واحترام كرامة الانسان واحترام العقائد، الأمر الذي يتطلب نضالًا حقيقيًا، وإلى عمل أهلي أكثر من الأحزاب، وإلى إقامة نظام سياسي قوي يستند إلى قوة الجماعة الوطنية. وقال: "مصر ليست ملكًا لأحد بل لنا جميعًا، ومتطرفو العلمانية يتلاعبون بالورقة القبطية ليس حبًا في الأقباط وإنما لتحقيق مآربهم، ويستخدمون تلك الورقة كمخلب قط في صراعهم السياسي مع الإسلاميين". مضيفًا أن العلمانية تآكلت في الغرب ولن يكون لها وجود في المستقبل، وأن "مصر" عربية إسلامية، وأن التوتر الطائفي هو نتيجة لمشاكل اقتصادية واجتماعية، وكان من صنع النظام السابق.

التمييز ضد الأقباط والمرأة

من جانبه، أشاد د. "محمد منير مجاهد"- منسق جمعية مصريون ضد التمييز- بتضحيات شهداء 25 يناير. وقال: "إن المواطنة هي تعبير حديث يعني الانتماء والعضوية الكاملة والمتساوية في المجتمع دون النظر إلى الدين أو الجنس أو اللون"، مشيرًا إلى أن نظام الجزية سابق لظهور الإسلام، وقد ألغاه الخديوي "سعيد" وجعل التجنيد إجباريًا على جميع المصريين، معترضًا على التمييز الموجود في "مصر" ضد المرأة والأقباط، وهو ما يدفع إلى الكراهية وفقدان الوطن لكفاءات كانت من الممكن أن تنقله إلى الأمام مثل د. "مجدي يعقوب" الذي تعرَّض للتمييز الديني، ورغم ذلك عاد إلى "مصر" وافتتح مستشفى لعلاج غير قادرين بالمجان بـ"أسوان"، وأضاف: "التمييز الديني هو أخطر أنواع التمييز، لأن المصريين مسلمين ومسيحيين منتشرين في جميع الطبقات والمهن، وفي كل القرى والمدن، ولو نجح مخطط زرع الفتنة بين المسلمين والأقباط ستنفجر مصر كلها لأنه لا يمكن تقسيم مصر مثل السودان.. وحتى نبني بلدنا لابد من وضع دستور مدني نحاسب به الحاكم".

دولة دينية!!

وفي نهاية اللقاء، أشار د. "محمد مجاهد" إلى أن تخوُّف البعض من الدولة الدينية يرجع إلى أن الحاكم يعتمد في الحكم على رؤيته الدينية، في حين قال القمص "يوسف أنور" بضرورة أن تكون المرجعية في الدولة للدستور، وخالفهم الرأي الشيخ "أحمد يوسف" الذي قال أن "الدولة المدنية تعدي على حق الله"، ورفض "كمال حبيب" والشيخ "أحمد يوسف" تولي قبطي أو امراة حكم "مصر".

وردًا على سؤال حول ضعف مشاركة الأقباط في الندوة، قال القمص "يوسف أنور"، إن ذلك يرجع إلى انشغال الأسر بالامتحانات، بالإضافة إلى أن طبيعة اللقاء جديدة على الأقباط، موضحًا أن الأقباط على استعداد للتحاور مع أي فصيل.

توصيات

هذا وقد أصدر المجتمعون عدة توصيات، تمثَّلت في: العمل على إزالة أي مشكلات قد تظهر في الأفق تعكر صفو العلاقة بين أبناء المجتمع الواحد، والنظر في النزاعات والمشكلات التي تظهر وحلها حلًا جذريًا في إطار الدولة القانونية، وتنظم جمعية "الصراط المستقيم" وجمعية "التنوير" واللجنة الثقافية بمطرانية "بني سويف" دورات تدريبية لتأهيل الشباب لسوق العمل.

لتحميل أجزاء من اللقاء
خطاب القمص يوسف 

اللقاء جزء أول 

اللقاء جزء ثاني

اللقاء جزء ثالث

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com