بقلم: جرجس وهيب
عندما شاهدت فزع الدكتور "محمد سليم العوا"- المحامي والكاتب الإسلامي المعروف، والمرشَّح المحتمل لرئاسة الجمهورية- عندما ذكرت "منى الشاذلي" في برنامج "العاشرة مساءً" منذ عدة أيام اسم زوجته أثناء الحوار معه، وحالة الغضب التي انتابته، مما دعا البرنامج إلى الخروج بفاصل، تخيَّلت ما سوف يفعله الدكتور "العوا" أو أي مرشَّح إسلامي آخر بعد نجاحه في الانتخابات ووصوله إلى حكم "مصر" بالمرأة.. فإذا كان الدكتور "العوا" يفزع من مجرد ذكر اسم زوجته، فماذا سيفعل بعد ذلك بالمرأة؟!
كما شاهدت "ممدوح إسماعيل"، المحامي الإسلامي المتشدِّد، في أحد البرامج بالتليفزيون المصري أثناء مناقشة القانون الموحَّد لبناء دور العبادة، وحجم التحامل والافتراء الذي أثاره خلال البرنامج، وقلب الأوضاع، وخلط الأوراق ببعضها، وإيهام البسطاء من الإخوة المسلمين بأن المسلمين أصبحوا مضَّطهدين في "مصر" من الأقباط!! وأن الأقباط ناس مفترية متحجرة متجبرة كل همهم القضاء على المسلمين، وأن المسيحيين ليسوا في أي حاجة لأي كنائس بل أن الكنائس تزيد عن حاجتهم ولا تجد من يصلي بها!!.. هذه عيِّنة في غاية البساطة من فكر الإسلاميين.
بالفعل، سيكون وصول الإسلاميين لحكم "مصر" مدمرًا، حيث سيدعم الدكتور "العوا"- أو أي مرشَّح إسلامي آخر سيصل إلى الحكم- رجوع المرأة إلى المنزل، وحرمان المرأة من العمل والخروج أصلًا من المنزل، بل قد يصل إلى الامتناع عن التعامل مع المرأة نهائيًا، مما يؤدي ليس إلى تهميش دور المراة بل نسف دروها تمامًا.
كما سيدعمون إلغاء البنوك، على اعتبار أن التعامل مع البنوك هو ربا وحرام ومخالف للشريعة الإسلامية، مما يعد كارثة بكل المقايس للاقتصاد الوطني، حيث سيؤدي مثل هذا القرار إلى إغلاق البنوك، وحرمان عشرات الآلاف من العاملين بالبنوك من وظائفهم، وحرمان صغار المودعين من فوائد أموالهم التي يتعايشون منها، بالإضافة إلى حرمان الآلاف من المستثمرين والمقترضين من الحصول على قروض لفتح مشروعات جديدة تتيح الآلاف من فرص العمل الجديدة في كافة المجالات.
كما سيصدرون فتوى بتحريم السياحة، على اعتبار أن السياح يتناولون الخمور- وهي حرام شرعًا- مما قد يؤدي إلى كوراث اقتصادية كبرى، وحرمان الاقتصاد المصري من دخل السياحة الذي يعد أحد أهم مصادر الدخل القومي، والذي يقدَّر بمليارات الدولارات. فضلًا عن حرمان عشرات الآلاف من العاملين بالسياحة من وظائفهم، وعشرات الصناعات القائمة على السياحة والتي يعمل بها الآلاف.
من القرارات المتوقَّعة أيضًا لأي رئيس من خلفية إسلامية هي قطع العلاقات الدبلوماسية مع "إسرائيل"، مما يفتح المجال أمام توتُّر العلاقات الدبلوماسية مع عدد كبير من الدول الغربية، وخاصة "الولايات المتحدة الأمريكية". كما يفتح قطع العلاقات مع "إسرائيل" الباب لحرب محتملة متوقَّعة معها في توقيت غير مناسب، حيث أن الاقتصاد المصري الآن في أسوأ حالاته، ويعاني من الركود وهجرة رجال الأعمال من "مصر"، بعد حملة الإتهامات التي وُجِّهت إلى جميع رجال الأعمال، الفاسد والصالح منهم!!
فلو وصل أي من مرشحي التيار الإسلامي لحكم "مصر" سيكون ذلك مقدِّمة خراب كبير لـ"مصر"، وتراجع كبير في مستوى الحريات في "مصر"، وعودة إلى عصور التخلف، وجر "مصر" إلى مواجهات عسكرية غير مستعدة لها، وما خفي كان أعظم..
وفي الختام، أؤكِّد أنني سأدعم مرشَّح من الإخوة المسلمين لم أحدِّده بعد، أرى أنه يؤمن بمدنية الدولة، وبفصل الدين عن السياسة، ويحمل مشروعًا تنويريًا تقدميًا يدفع "مصر" للإمام، يساوي ويعلي من شأن جميع المصريين ولا يقصي أحدًا من المشهد، يرفع شعار الكفاءة هي أساس الاختيار في كافة المجالات وليس أي شىء آخر.
فهل سأجد مرشَّحًا بهذه المواصفات؟!
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com