ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

داود الملك وخطايا البشر

مرثا فرنسيس | 2011-06-28 00:00:00

بقلم:مرثا فرنسيس
كان داود أصغر أخوته، ورغم صغر سِنّه وخشونة عمله كراعي غنم؛ كان له قلب محب لله وببساطة قلب فتى واعد يرعى غنم أبيه، كان يتأمل في أعمال الله فيعزف على قيثارته ويغني لإلهه. اختاره الله ليكون ملكا،ً وكان هذا الرجل في نظر الله مميزاً ليس لامكانياته أو قدراته أو عصمته من الخطأ ولكن لأن له قلباً حنوناً محباً رآه الله الذي يعرف سرائر الناس ويعلم خفايا القلوب. الله الذي لا يمكن خداعه بمظهر تقي أو طقوس شكلية أو كثرة صلوات وعبادات، اُعطىَّ داود ملكاً مدة أربعين عاماً وذكر الكتاب المقدس حياة داود بما تحتويه من ايجابيات وسلبيات؛ فيورد لنا واقعتي خطية الزنا ومؤامرة القتل اللتين اقترفهما داود الملك رغم امانته معظم حياته مع الله. للأسف كان ما فعله داود مناقضا لتلك الامانة: حيث زنا بزوجة أحد قواده أثناء الحرب وخطط لقتل هذا القائد ونجحت خطته. ولأن الله يحب الانسان ويبغض افعاله الخاطئة، يذكر الكتاب المقدس أن مافعله داود قَبُح في عينيِّ الرب، وارسل الله لداود من يخبره أن مافعله كان مشيناً ولا يقبله الله ابداً، وندم داود وبكى وكانت توبته حقيقية وحاسمة فقال لالهه: إليكَ وحدك اخطأت والشر قدام عينيك صنعت، قلباً نقياً اُخلق فيا ياالله وروحاً مستقيماً جدد في داخلي. ولأن داود كان صادقاً في توبته أرسل له الله ثانية من يقول له الرب قد نقل عنك خطيتك لا تموت، وهذا لم يمنع أن تكون هناك نتائج سيئة وتداعيات رديِّة لخطية داود وهذه هي القوانين التي نعيش بها فلكل فعل رد فعل أو تداعيات ولكل عمل ثمن أونتيجة، ولم تُغير خطية داود محبة الله له ليس لأنه يرحب بالخطية ولكن لأنه يحب الانسان ويعرف جيداً القلب الرافض للخطأ وقال عنه الله: وَجَدْتُ دَاوُدَ بْنَ يَسَّى رَجُلاً حَسَبَ قَلْبِي، والسؤال الذي يُطرح باستمرار هو لماذا يذكر كتاب الله خطايا انبيائه؟
اولا: يذكر الكتاب الامور على حقيقتها الصالحة منها والسيئة، الحسنة منها والرديئة. الصواب منها والخطأ. ، لان الواقع والحقيقة إنه ليس هناك انسان واحد بلا خطية فالكمال لله فقط، والانبياء والرسل هم أناس عاديون يقترفون الاخطاء أحياناً كما يسلكون باستقامة وأمانة في اكثر الاحيان، ليس هناك انسان معصوم من الخطأ ومع هذا لا تتغير محبة الله للانسان بسبب اخطائه بل يذكره بكل ود واحترام اذ ليس الهدف هو التشهيربأي انسان مهما كانت مكانته ولكن التأكيد على أن قيمة الانسان في عينيَّ الله لا تتغير عندما يخطئ.
ثانياً: رغم ذكر هذه الخطايا في الكتاب المقدس إلا إنه لا يحُث على ارتكابها أو يشجع على التهاون فيها بل على العكس يبين قبحها في عيني الله ويوضح أيضا نتائجها ويشير إلى مدى الحزن والدموع التي تسببها لمرتكبها مهما كانت اللذة المؤقتة التي قد يحصل عليها. ذكر الكتاب شَّدة الألم الذي تعرض له داود وغيره بسبب الخطية، وهذا يُحسَب للكتاب المقدس ولا يُحسَب عليه، لأن وصف الواقع بصراحة وصدق يضع الانسان في مواجهة حقيقية مع نفسه ومع الله.
ثالثاً: ذِكر خطايا الانبياء أو الرسل وتوبتهم وغفران الله لهم يُعطي الأمل لكل انسان في امكانية الرجوع عن الإثم، والبدء من جديد، ومع أنه تحذير وتنبيه واضح من النتائج المؤلمة للخطية الا انه يعلمنا انه ليس علينا أن نُجرب كل الامور لنعرف نتيجتها بل يمكن أن نكتفي في بعض مانجتاز فيه بخبرات الآخرين، وايضا يجعلنا لا نقدس انسان أو نضعه في مرتبة الله.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com