بقلم: زكريا رمزي
ليس دفاعا عن المهندس المحترم نجيب ساويروس ولكن دفاعا عن الوطن ووحدته . الوطن الذى صار يتمزق ما بين تيارات لا تملك الا الكلام ونبذ الآخر وتخوينه بل وتكفيره ، الوطن الذى صار وكأنه غنيمة الكل يتصارع ليفوز بأكبر نصيب منها وفى ذلك يدوس على الجميع ويكيل الاتهامات لمعارضيه وينعتهم بكل الاتهامات ويضع نفسه فى مقام الفارس الغيور الذى لا يخطىء ابدا وهذا مبدأ ميكافيللى ( الغاية تبرر الوسيلة) . وكأن لسان حاله يقول أصل الى ما أتمناه وبعد ذلك أطهر نفسى وأطهر الوطن من الألاعيب والحيل التى مارستها ، وكأننا فى مارسون ولعبة من يعلو صوته يكون هو الفائز . إنها مقدمة وصفت بها حالنا على حسب ما يجول فى خاطرى . أما القصة فهى أن نجيب ساويروس وضع على صفحته على تويتر رسما لميكى ماوس وهو ملتحيا وإعتبر حماة الدين أن هذا يعتبر إزدراء بالاسلام وتقدم النافخون فى الأبواق لكى يساهموا فى الصيد الثمين عندما وقع ، فطلبت الوفد مقاطعة شركة موبينيل وتقدم محامى الجماعات الاسلامية ببلاغ للنائب العام ضد ساويروس ووجهت الفضائيات سهامها نحو الرجل لكى تجهز عليه ن مع العلم أن مثل هذه الرسومات ظهرت فى صحيفة الأخبار ولم نسمع عن مثل هذه الحرب الهوجاء ، وكأن المدافعين عن العقيدة لم يسمعوا أو تغاضوا عن سمع مشايخ السلفية وهم يهاجمون المسيحية ويصفونها بالكفر على شاشاتهم وعلى شاشات التليفزيون المصرى ، وإسالوا كل مذيعى التوك شو الذين إستضافوا مشايخ السلفية عن هذا الأمر ، ومرت المواضيع مرور الكرام ، ومن يتطالولون على قداسة البابا ويضعون صوره تحت أقدامهم ، ومن يحرض على حرق وهدم الكنائس ، وهلموا جرا من هذه الأمور التى تثير وتأجج الفتن الطائفية . كل هذا لم يدخل فى بند إزدراء الأديان وكأن إزدراء الأديان خاص بالاسلام فقط . هذا لا يغير من موقفى على عدم الموافقة على مثل ما قام به نجيب ساويروس لكنى أطالب بالمعاملة بالمثل . من يزدرى دين الآخر نقطع لسانه من الجانبين وليس من جانب واحد , ولكننى فكرت فى الموضوع قليلا وإكتشفت أن الموضوع بعيد عن الدين نهائيا وهو مسلسل من مسلسلات الهجوم على التيار الليبرالى فى مصر عن طريق الدين ، وكأن الدين أصبح مأرب لكل من يريد أن ينفذ ويخطط ما يدور فى داخله ، والدليل على ذلك أن الهجوم على ساويروس بدأ قبل هذا الموضوع باسابيع عندما بدأت قنوات فضائية وصحف تكرث الكثير من برامجها وموضوعاتها للهجوم على هذا الرجل لأنه يمثل التيار الليبرالى الأن فى مصر بحزبه الجديد ( المصريين الأحرار ) فى تصور منهم أنه بالقضاء على مثل هذا الرجل سيتم القضاء على الليبرالية نهائيا من مصر ويخلو لهم الجو لينفذوا ما يرغبون وكله باسم الدين والشعب هو الحامى والأمين لمثل هذه الدعوات ، فعندما يتحدث شخص منهم لجماعة من الناس ويقول لهم ساويروس أهان الدين الاسلامى تخيل ماذا سيكون رد فعل هؤلاء العامة . إنها الحرب القادمة بين الفاشية والليبرالية ، وإن كنا نرى صعودا مستطردا للتيارات الإسلامية فى الشارع لكن الوقت مازال فى صالحنا إذا كشفنا مخطط هؤلاء الذى يريدون به إمتلاك مصر . إذا المقصود ليس ساويروس وإنما الليبراليون عموما حتى يخبو صوتهم ولا تعلو لهم كلمة بعد ذلك
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com