الراسل :أسامة سمير
أتصل بى صديق عزيز مسلم في أيام أحداث تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية, وقال لي: "أوعى تروح الكنيسة بكرة!" أنا خايف عليك, أنا سمعت أن في تهديدات تانى بتفجير بعض الكنائس بكرة في مصر .
فقلت له: أشكرك يا حبيبى وصديقي على محبتك الغالية، وخوفك عليا وقولت له أحنا المسيحيين منقدرش منروحش الكنيسة لأن إحنا مثل السمك(المسيحي) الذي لا يستطيع أن يعيش خارج المياه (الكنيسة)، وقولت له: أحنا الأقباط مش بنخاف من أي حاجة .
فقال لى: إزاي مش بتخافوا حتى من الموت ؟
فقولت له : الكتاب المقدس عندنا بيحذرنا من الخوف( لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ انجيل متى 25:6) (وأَمَّا الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالرَّجِسُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ، فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي». سفر الرؤيا 8:21 (
يعنى أول ناس هيدخلوا جهنم هم الخوافين. وعندا الشهداء كانوا لا يخافون الموت، بدرجة أن كل المسيحيين حتى الأطفال كانوا يذهبون لساحة الاستشهاد بأنفسهم بكل شجاعة وبدون خوف .
وفى النهاية تمنى لي صديقي المسلم أن أكون بخير، وكذلك أتصل بى كثير من أحبائي المسلمين يحذرونني بأن لا اذهب إلى الكنيسة وذلك لخوفهم عليا.
وفى الغد ذهبت أنا وأسرتي الكنيسة متوقعًا أن يكون عدد المصليين قليل جدًا نتيجة للتهديدات، ولكن كانت المفاجئة أن الكنيسة كانت مملوءة جدًا بدرجة غير عادية وهناك شاهدت ناس لها سنين عديدة لم تذهب إلى الكنيسة وجدتها اليوم في الكنيسة، ولما سألت واحد منهم وقولت له: لماذا جئت اليوم للكنيسة وان لك سنوات لم تأتى, أنت مش خايف من الموت والتهديدات فقال لي :أنا جيت لأن القبطي الحقيقي مش بيخاف، وعند الجد لابد أنه يظهر ويبان.
وكان قداس من أعظم القداسات التي حضرتها، لأن الكل كان يصلى بدموع وبعمق شديد متضرعين إلى الله أن يقف بجانب الكنيسة في هذه الأيام الصعبة.
وفى النهاية أحب أن قول لكم شيئين هما:
أولاً: إن المسيحي لا يخاف من أي شيء حتى الموت والاستشهاد، بل أحيانًا المسيحي يشتهى الاستشهاد, وفى وقت الضيق المسيحي بيتمسك بربنا أكتر وأكتر وبالكنيسة وبيكون في حالة قوية وأكثر إيمانًا وقوى
ثانيًا: لينا أخوات مُسلمين بيحبونا وبنحبهم، ولينا معاهم ود ومحبة حقيقية وبتظهر هذه المحبة في الأوقات الصعبة.
فشكراً لأخوتي المسلمين الذين اتصلوا بى، وعلى حبهم لي وخوفهم عليا فدى هي مصر بأولادها المسيحيين والمسلمين .ربنا يدوم المحبة بيننا .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com