ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الشعب هو الحل !!

نسيم عبيد عوض | 2011-07-01 14:16:49

بقلم: نسيم عبيد عوض

يقول المثل السوداني.. سرقوا الصندوق يا محمد.. ولكن مفتاحه معايا..!!، هذا هو أساس اللعبة، ولغز الصفقة، التي تمت بين مثلث قيادة دولة مصر، النظام السابق، عمر سليمان، المشير طنطاوى، ان يتم إمتصاص غضب الشعب وترك صندوق لعبة الثورة في يده يلهوا بها لفترة ما، ثم تقسم الكعكة ويضاف شريك رابع هو الإخوان المسلمين، ويخرج السلفيين من سجون أمن الدولة ومعهم شرازم مباحث أمنها، والتى تمثل فى شوارع مصر بالبلطجية، المتدربين على يدى حبيب العادلى، ولذلك إنفضحت الصورة اليوم وبعد مضى خمسة شهور منذ خرج الشعب فى 25 يناير إنفكت خيوط الصفقة وظهرت وبانت مخططات عصابة النظام:

* عاد الشعب الى بيوته صاغرا بآلاف القتلى والمصابين، حتى أنهم تمنوا لو لم يثورا، لأنهم خسروا أهاليهم بلا ثمن، فانهم يقبعون داخل جدران وحوائط الإحباط والقهر، لا يرجون الفرج إلا من الله وحده، لأن القوة الحاكمة فى مصر أقوى وأخبث مما كان متوقعا،تعدهم بأشياء مجهولة، وخروجهم كما حدث فى 28 يونية كلفهم مزيد من القتلى وآلاف من المصابين.
* نفس اللعبة " الفتنة الطائفية" تعمى عيون الشعب، حقا ضحاياها من الأقباط، وهم يصرخون ويولولون ثم يهبطون على غيروعد، فهاهى النار مشتعلة فى كل بيوت الأقباط شمالا وجنوباومن شرقها الى غربها، القتل بالأكوام، االتدمير والسلب والنهب، خطف الفتيات وأسلمتهم وإلهاء الكنيسة والأزهر بها، وغرضه تطبيق النظام الصومالى فى شوارع مصر،حتى تئن وتستكن وتهمد الثورة ويقول الشعب ان الله حق،والمشير على حق، ونوقع ونبصم بالعشرة، إفعلوا فينا كما تشتهون، فقط إعطونا الهدوء والأمان.
*إلهاء الشعب بعدة وزارات كخيال المآته، وعرائس المسرح، رؤساء وزراء مهمشين يفرحون بالإسم ولكن بدون قوة ولا سلطة، ووزراء أتحدى إذا كان أحد يعرفهم ولو بالإسم، هم عواجيز الفرح، ويخدمون العريس وأهل الفرح، ولا أحد يعرف من هم الناس إللى فوق، تعمم وتغييم الأمور، ليجد الناس امر حياتهم فى يد المجهول، فينهمدون ويعودون أدراج قواعدهم سالمين، يجرون أذيال الخيبة والتعاسة، يتمنون الموت ولا يجدونه، وبنشر هذه الثورة القاتمة امام الناس، سيقبلون بأى حل يخلصهم من هذا الكابوس.
* الوزراء كما هم من الصفوة التى تربت وترعرعت وسمنت من خير حكم مبارك، وزبانيته، المحافظون بنفس المسار، لواءات الشرطة، والمحاسيب، وهم وارثون شرعيون لهذه الوظائف،ومعهم كل رؤساء مجالس إدارات كل قطاعات الدولة باقون فى مناصبهم، ينعمون أو ينهبون من خيرات وهبها لهم النظام السابق،ولأنه دفع الثمن، فله الحق بأخذ المقابل، كل المستشارين ووكلاء النيابات والقضاه الذين إستفحلت بطونهم، وإستغلقت عقولم، وإكتسبوا الثروة والعظمة والسلطة والكبرياء ،أنهم هم كما كانوا قبل 25 يناير، ولهم كل الحق باللعب بأفكار الشعب وإتقان التمثيلية، حتى يغفوا الشعب وينام وينعم بالأحلام السعيده،يرضى بقليله شاكرا حامدا لأسياده.
* ستسلم رئاسة الجمهوريه للدكتور محمد البرادعى، كحسب تخطيط ماقبل 25 يناير، وكذلك تعطى أغلبية مقاعد مجلس الشعب والشورى لأعضاء الحزب الوطنى من تحت بساط فردية الترشيح ، وثانيا لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وسيخرج قانون عضوية مجلس الشعب بالأسلوب المنفذ لذلك، فالذى بيده الخيوط ويحرك العرائس، هو من سيخرجها كما يريد، لأنه لا يريد أن ينقلب الشعب عليه ويكشف أمره وإشتراكه فى الغنائم، ولأنهم فاسدون من أخمص القدم الى الرأس، فهم عقدوا الصفقة، ليضمنوا انهم سيعودون الى بيوتهم بغنائمهم،ويغلق الستار والشعب لا يزال محتار فيما يجرى خلفه وحواليه إلا أن تنهد قواه.

ولكن يعيب هذه الصفقة والمخطط ومثلث الرعب هذا انهم لا يعرفون حقيقة شعب مصر وما حدث له فى 25 يناير ، كيف غيرت فيه دماء شهداؤه، ولن ينسى شباب هذه البلد أبدا الدماء والأشلاء التى رأوها بأعينهم، وإكتشافهم حقيقة العدو الداخلى ومن قلب مصر يريد ضربهم فى مقتل، هذا الشعب الذى خرج إنفتحت عيونه على حقائق لم يكن يعرفها، كانت مخفيه عنه أو كانت عيونة معصومة لمنع رؤيتها، هذا المولود الجديد فى ميدان التحرير وكل ميادين مصر،وبعد مخاض طويل، لايستطيع أحد إعادة الأجنة الى الأرحام ثانية، ولا إعادته الى أيام الظلم والعبودية، فهؤلاء العسكريين القادة الكبار ولسنين طويلة يقبعون فى مكاتبهم الفاخرة، منفصلين تماما عن حقيقة الناس فى شوارع مصر، إعتبروا أنفسهم هم سادة شعب عبيد لهم، وعليهم إصدار الأوامر والشعب عليه التسليم والطاعة بأمرهم، فات على هؤلاء أن شعب مصر ينعم بذكاء خارق، يعرف اللعية ويفهمها جيدا، يصبر ويصبر ولكن إلى حين، وأعظم مافعله بلطجية الحكم السابق والحالى فى الشعب أنهم وهم يقتلونهم ويضريونهم قد إنتزعوا منهم الخوف الى غير رجعة، وأصبحت أجسادهم رخيصة فى سبيل الحصول على حقوقهم، ومحاولة إشاعة الفوضى فى الشوارع والتضحية بشباب الثورة والتهديد بنظام صومالى غبى يقوده أصحاب اللحى والعمائم، لا ولن يخيل على هذا الشعب كل هذا فهو المعروف عنه فطنته وتضحياته على مدى الزمان.

لقد عرف شعب مصر اليوم أنهم ألقوا اليهم بصندوق إسمه الثورة الشعبية ولكنهم أبقوا مفتاحة بيدهم، أنهم قد إنخدعوا وتلاعبت بهم قيادات المجلس العسكرى، فالثورة قد قامت فعلا، ولا أحد قادر على إنكارها، وشعلة الحريه مرفوعة ولن تقدر قوة فى العالم أن تطفئها، سيخرج الشعب الذى يرغب فى التغيير الجذرى وبجحافله الهادرة سيسير من التحرير مرة أخرى الى مصر الجديد أو مدينة نصر، ويقلب ألأوضاع ويقبض على الخونة ويفتك بهم، ويقتنص المفتاح، ويفتح صندوق الثورة الحقيقى، وإنتظروا جميعا الحل قادم، لأن الشعب قادم فى الطريق ولا يهم ان الرحلة أستغرقت خمسة شهور فهم فى الطريق حاشدين وسائرون، و من كل أنحاء مصر هم قادمون إننى أسمع صوتهم كصهيل الخيول وغزير السيول ، ألا تسمعهم ؟ و سيقوم الشعب محطما كل الأسوار وألأقفاص المقيدة و،يهلكها الى الأبد ليعيد لمصر ثورتها الحقيقية، فلننتظر قريبا فالحل فى الطريق، وأسمع صوت هدير شعب مصر الآن قادمين ليحطموا القيود،لأنه هو الحل الوحيد، وعلينا جميعا الإنضمام للصفوف.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com