ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

رفقا بنا ايها الجهل

ماجدة سيدهم | 2011-07-04 10:20:48

بقلم / ماجدة سيدهم
أوليت ظهري منذ وقت لكافة التصريحات والمتابعات والمقالات لفرط الرياء والاستخفاف الصاعد والتملق الزاحف من اجل جذب عواطف البسطاء والنيل مِن مَن يخالفون
– أرهفت كالعادة سمعي لبسطاء شعبي- فعندما يصل سم الأفاعي الراقصة على كل الخيوط لتتلاعب متجاهلة لأي ضمير إنساني و تلوث بدورها حليب البسطاء يصبح الأمر غير قابل للمغفرة -هذا ليس اكتشافا أو بمثابة مفاجأة بل وصل الكيل مداه من تحذيرات لأسبقية الدستور على انتخابات الرئاسة إلى أزمة تويتر ساويرس مرورا بأحداث المنيا وما على شاكلتها، تضارب وارتباك داخل أحزاب هزيلة ،تزايد أفعال الفوضى وانحدار القيم ،تحفظ وتحفز مابين ردهات المعابد المختلفة وأزمات حادة لفتيات مابين الطائفتين ، عزوف في الشارع ،غضب بات يمور وشهيد جديد من شباب يناير لا محل له من العزاء ، والكثير جدا من هذا القبيل الفتاك بحساسية الوقت الراهن، بينما مضروب عرض الحائط بكل هموم وأحلام شعب عظيم في صبره ومثابرته، ويل لكم أيها المتسببون في عثرة الصغار سواء كنتم زعماء أو شيوخا أو كهنة
بتفحص بسيط طيلة الأشهر الماضية ما وجدت غيره ذاك الصراع الطائفي متربعا بكل حماقته المعهودة صدر كل الصحف والفضائيات وحتى الثرثرات الجانبية بينما الأكثر أسفا في من يتناول الفتاوى والتفاسير بكل المتاح والممكن
– يندرج أسفله صراعات متضاربة حول إيجاد شكل من الإشكال المعنية لقيام دولة ..إسلامية أم مدنية أم استمرار الوضع كما هو عليه لحين ميسره أم سقوطنا جميعا ..! رفقا بنا أيها الجهل ولا تداهمنا بأظلافك العنيفة مع طلة كل نهار موجع
– اترك لنا مساحة لاستيعاب الخلط والسخرية معا،
دع لنا متسعا لنقاومك ،لننزع لثامك الورع وتقوى خبثك الرصين كي نجهز عليك بلا رجعة – مللنا الضحك الحزين والانصراف في يأس يقيني انه لا فائدة – اخلع عنك عباءة الدين والنصح ونصف الفهم وكل الضجة ،كن جهلا مجردا - كي لا يضفر معك الغباء أيضا فتصير الكارثة كما وضح العيان -لا تستهين بنا فلدينا من القوة والنقاء والفهم والأصالة مانحتكم به عليك بالتخلف والرفض - نرفضك آلاف المرات مع كل إشراق وغروب متكرر.. لم أتعجب يوما إلى ما آلت إليه أحولنا ألان - حتى لو أسمينها بالمرحلة الانتقالية – لم أفاجأ أبدا بهذا الكم من الجهل المتفشي فهو مردود لتراكم ضمن سلسلة طويلة من تجاهل لكافة المشكلات المتفاقمة ، يدرك هذا أيضا سكان الرصيف الذي اقطن..

عزيزي القارئ أتظن أن مصر تلخصت أطرافها في حدود بضعة أمتار وأوجز شعبها في من أطلقوا على أنفسهم النخب أو المتحدثون بحال أفكارهم ورؤاهم وميولهم ..!مصر ليست بضعة كراسي أو منابر أو منتجعات أو سباق لندوات ، ليست مجرد تصفيقا أو إشادة أو اقتراحات أو مشادات ومناشدات ليقتصر الوضع على لغو الكلام ، مصر ليست البعض، مصر تعني الكل ،مشمول التاريخ على امتداد خريطة الوادي وكيان سكناه وتراثه ، لن يغير الشعوب التوجه السياسي الحاذق أو النظام الأمني الفريد أو الاقتصادي الرائد ،ما يصنع الشعوب ويقودها إلى قمة الحضارة هو الفكر الإنساني والقيم الأخلاقية والاجتماعية الرفيعة التي تصنع من المرء إنسانا واعيا ومجتمعا حرا متقدما
– ربما نحتاج جيلا بأكمله لتحقيق ما نزفت من اجله الدماء ،جيلا يؤمن بالإنسان ويثق في رموزه ومثقفيه وقادته
– هذا الجيل هو نحن وليس عنه بديلا.
السادة المحتشدون والمتحفزون ورؤساء الأحزاب والمرشحون لرئاسة بلد قوامه شعب ضخم الأصالة والمعاناة، شعب لا يفهم لغة التنازع على المناصب أو التحزب مع أو ضد
- لكنه يجيد فن الفلاحة والسهر مع أول الحصاد، فشلت معه كل محاولات التشويه ، شعب لا يعرف من العبادة غير طقوس الري وكسر الخبز والاتكاء إلى شجرات الصحبة وموال الناي ، شعب باكره ُاللحاق بقوت يومه والتحايل مع أحلام الصغار وأيضا القناعة بما تجود به السماء
- فلا تزايدوا بقضايا خاسرة والثرثرة بمفردات مطاطة تتقاذفونها فيما بينكم ..ليخفض كل منكم يده قليلا عن تلويحات وإشارات ورصدكم لجعبة الوعود الوردية
- وليأخذ جميعكم مكانه- على سبيل التجربة - منذ فجر النهار لتحصلوا على حصتكم مثلنا من الخبز وامتهان الكرامة ، قفوا على نوافذ التذاكر بالمشفيات العامة والوحدات الصحية النائية وتعثروا لمرة واحدة في أكوام القمامة بين أسِرة الإهمال والمراحيض الفجة والأمراض التي لا تعرف الشفاء ، خذوا دوركم في طابور المعاشات وازدراء الأرامل والعجائز وعوز الفقراء ، تجولوا بين عطن ردهات المحاكم والمجالس الحسبية والمرافق العامة – اختبروا قدراتكم في فهم مناهج عقيمة مرورا بفصول خالية من التهوية والآدمية ،انزلقوا مثلنا هناك حيث الطعام الرخيص والملابس الرخيصة ،نحن نبتاع مخلفاتكم وبقاياكم

وبأقساط نجادل أسعارها - ثم تطالبوننا فيما بعد بالتأييد، اختبروا مذلة الشباب في مرور أوراق وهم الوظائف أو الترخيص لمشروع ما
– انتعلوا مثلنا شوارع وأزقة تختبئ تحت ركام ضمائر ما عرفت يوما طعم الشقاء وما سمعت عنا وما ورد بمخيلتها أننا هنا مصريون أيضا - نحن نعرفكم جيدا لكن هل تعرفوننا انتم ..؟
– تزاحموا كيفما نحن لتجدوا لكم مكانا في عربات تكاد تتمزق لفرط التكدس ثم عودوا طاولاتكم وخططوا كيف و بأي شرع تـُنظم الطوابير وتـُرفع الإهانة والعجز عن عيون الأباء لتوفير ابسط الأشياء الحياتية ، الغفلة والجهل هما من اكبر الكبائر -و بينما ينتظر الكثير فجر جديد أترقب بدوري الغروب على كل قبيح .. كم صارعنا أعواما طويلة وفاشلة جدا من اجل التفوق الديني بينما طرديا تصاعدت معدلات الجريمة والتفكك الأسرى وانحدار الفنون والتعصب والتباعد والكذب والفراغ الاجتماعي والروحي ولفرط الإعياء نعود مجددا نصارع بكل تشدد لمزيد من الأبنية لأداء شعائر الموت قبل أواننا

- بينما كلما تابعت المجريات المتخبطة أتساءل ..هل ثمة علاقة بين رعاة الدين والسطحية .. *إلى كل من يهمه الأمر - رغيف الخبز الذي يناصف الروث على الأرصفة لا يحتاج لصلوات وتكبيرات وقرابين، لا يحتاج لمؤتمرات فارهة وجلسات واحتفاليات منمقة لاحترام كرامته ، يحتاج أن لا نغمسه في صحون من هم - هل من يفهمني هنا ..؟
– كفانا جهلا -من نتصارع ونتخاصم ونتصالح من اجله ليس أكثر من وهم بأذهاننا وكأن فجأة اكتشفنا جرم عظيم انه هنا يقطن التنوع الممنوع ويتواءم الاختلاف المرفوض - يوما سندرك حتما أن الجمال والحب والضحك والعمل والتلاحم والصداقة والمشاطرة والقوة والنور كل هذه وأكثر هي الإله الرائع والمنزه عن شوائب موروثنا المضطرب .. الم يحن الوقت بعد للصمت قليلا والإنصات لصوت العقل والفهم ..! لن ينته بعد ..

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com