ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

نصر حامد وتكفير لحالة تفكير

ميرفت عياد | 2011-07-05 20:30:41

كتب: ميرفت عياد
"من المخجل أن يوصف بالكفر من يحاول ممارسة الفكر وأن يكون التكفير هو عقاب التفكير.. فالأفكار ﻻ تموت، وإن طالت يد الغدر حياة أصحابها وسمعتهم، وحاولت مس كرامتهم، فإن الفكر أعظم ما كرم الله به الإنسان على مخلوقاته كافة". هكذا قال المفكر الكبير "نصر حامد أبو زيد" الباحث المتخصص في الدراسات الإسلامية، وفقه اللغة العربية الذي نحتفل اليوم بالذكرى الأولى لوفاته.

بدأ "نصر حامد أبو زيد" مشواره الفكري بالحصول على ليسانس اللغة العربية بكلية الآداب بتقدير ممتاز عام 1972، ثم أعقبه الماجستير والدكتوراه، وهذا أهله إلى أن يعمل كمدرس في العديد من الجامعات المصرية والعربية والأجنبية.
بدأت حكاية الدكتور حامد المريرة في منتصف تسعينيات القرن الماضي، عندما أثارت كتاباته الكثير من الجدل، خاصة مع تقديمه بحثًا بعنوان "نقد الخطاب الديني" لكي يحصل بموجبه على ترقية علمية لدرجة أستاذ بالكلية، إلا أنه تم رفض هذا البحث وواجه اتهامات مريرة بالتكفير والردة والإلحاد، واستغل خصومه هذه الفرصة فقاموا بتفريقه عن زوجته فيما يعرف بقضية "الحسبة"، مما دفعه إلى الهجرة.

ورغم ما عاناه هذا المفكر من اتهامات، ظل إنتاجه غزيرًا، حيث قام بتأليف العديد من الكتب؛ منها "فلسفة التأويل"، "مفهوم النص. دراسة في علوم القرآن"، "نقد الخطاب الديني"، "المرأة في خطاب الأزمة"، "الإمام الشافعي وتأسيس الأيدلوجية الوسطية"، "الاتجاه العقلي في التفسير".
وتوج مشوار نضال الدكتور "نصر حامد أبو زيد" العديد من الجوائز، منها جائزة "عبد العزيز الأهواني للعلوم الإنسانية"، جائزة مؤسسة "ابن رشد"، وسام الاستحقاق الثقافي من تونس، جائزة اتحاد الكتاب الأردني.

وفي محاولة لإعادة إحياء فكر الدكتور "نصر حامد أبو زيد" يطالب العديد من المثقفين والمفكرين بإعادة طباعة أعماله بأسعار مناسبة بحيث تكون متاحة للجميع، وأن يتم النقاش حول هذا الأفكار، لمعرفة قيمتها، خاصة أن كثير من مؤيدي أو رافضي فكر الدكتور نصر لم يقرأوا كتبه، ولم يتعرفوا على فكره التقدمي، الذي حاول أن ينشره إلى آخر يوم في عمره، والذي بسببه كرمه الغرب الذي احتضنه في الوقت الذي لفظته أحضان بلاده.

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com