بقلم: فكرى نجيب أسعد
أمتد أضطهاد الأمبراطورية الرومانية الوثنية للكنيسة إلى عشرة من الأباطرة الرومان من نيرون ( 54 – 68 ) م حتى دقلديانوس وشريكه مكسيميانوس ( 284 – 311 ) م أى ما يقرب من ثلاثة قرون، مرت بها الكنيسة من نصرة إلى نصرة .
لقد كان القديس البابا بطرس ال 17 هو خاتم شهداء هذا الأضطهاد الرومانى الوثنى، لذلك تلقبه الكنيسة بخاتم الشهداء . وأن ذكرى عيد إستشهاده هذا العام ( 29 هاتور – 8 ديسمبر ) هى ذكرى مرور سبعة عشر قرن على إستشهاده ، وهى أيضاَ ذكرى مرور 17 قرناَ على ختام هذه الحقبة التاريخية من هذا الأضطهاد .. أنها ذكرى عطرة تستحق أن تحتفل بها كنائس العالم لقدسيتها ولمئويتها بإقامة النهضات والندوات الروحية لنتذكر فيها شهدائها لتكريمهم التكريم اللائق ولنقتدى بفضائلهم التى تحملها نهاية سيرتهم العطرة " .. أنظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم " ( عب 13 : 7 ) ولنستخلص منها الدروس الإيمانية والروحية النافعة لحياتنا .
أن أبليس ومساعديه المخدوعين من البشر لم يستطيعوا بقوتهم الشريرة أن يغلبوا الكنيسة فى تلك الحقبة التاريخية ، فالله القوى العامل والساكن فيها الذى لم يعرف الإنهزام والذى من عنده النصرة كان يدافع عنها ضد قوات الشرالروحية. لقد دخلت الكنيسة بعدها حياه جديدة شاركت فيها فى صياغة الحياه العامة داخل الأمبراطورية الرومانية الوثنية، وأقامت العديد من المؤسسات الاجتماعية التى يحتاجها المجتمع كالمستشفيات ودور الإيواء والمدارس وغيرها، بعد أن كان اهتمامها منحصراَ على أبناء الكنيسة خاصة الذين عانوا من الاضطهاد كالمعترفين وأسر الشهداء.
من الدروس الإيمانية التى يمكن إستخلاصها من تلك الحقبة التاريخية، والتى يمكن أن يستفاد بها شعوب العالم بمختلف أديانهم ومذاهبهم ، بأن المبادىء المسيحية التى تسلح بها الشهداء والمعترفين والتى أستمدوها من تعاليم السيد المسيح نفسه والتى حققوا بها إنتصارات إلهية يمكن أن يتسلح بها شعوب العالم فى تحقيق النصرة على قوات الشر ولإرساء مبادىء العدل والسلام لعالم للعمل بها .
أن الحكم بما يقتضيه العقل الواعى والضمير الحى فى العالم بإعتبارهما من التقاسم المشترك للبشرية التى يمكن على أساسها التمييز بين الخطأ والصواب لا يستطيع أن يعارض تلك المبادىء المسيحية ... أنها أقوى من الجيوش الطاغية بكل أسلحتها وتستطيع البشرية أن تحقق بها النصرة عليها لأنها تم تأسيسها على أساس من العدل والحق .. أنها مسنودة بالقوة الإلهية التى لا تعرف الإنهزام فى الحروب وأن كل من تسلح بها حقق النصرة والمجد.كما أن كل من تحدث بها فى إنحراف وفى خداع الآخرين لتحقيق مصالح زائلة كان مصيره فى النهاية الفشل والإنهزام.
ما أحوج لعالمنا الذى أنحرف عنها بأن يتسلح بها لتوحيد وترابط الأسرة البشرية التى نسعى بتوحيدها فى القرية الكونية الصغيرة ولتحقيق الأمن والسلام لشعوب العالم على أساس عادل .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com