- لقد عمل نظام مبارك و بكل قوه على استخدام كل الطرق التي تخدم مصالحه و سياساته و التي تضمن له البقاء في الحكم الاتوقراطي .... و هذه الطرق هي كثيره جداً , منها اشاعة الفتنه و المشاكل الطائفيه في مصر بشكل صغير نسبياً , لكي يستطيع هذا النظام ايهام الاقباط انه هو الذي يحميهم من بطش المسلمين , و انه لو سقط سوف يقوم المسلمون عليهم ليأكلوهم أكلاً و يمحوهم من الوجود ..... و مثل العمل على ان يقضي الانسان المصري (رب الاسره) كل يومه من اوله لآخره في العمل من اجل الحصول على "لقمة العيش" , حتى لا يتسنى له اي وقت فراغ يفكر فيه في بلده ولا في سياستها ولا في الفساد الذي التهم كل مؤسساتها ...... و مثل العمل على اشغال الطلاب و الشباب بالدراسه الصعبه المعقده كالثانويه العامه مثلاً التي يقضون فيها كل ايامهم من اجل الحصول على مجموع للالتحاق بكلية محترمه , و حتى في الكليه ان ارادوا التفوق عليهم ان يقضوا كل وقتهم في المذاكره و كل اموال اهلهم في الكورسات , مما يلهي الشباب تماماً عن التفكير في بلدهم (و خاصة ان الشباب هم اقوى قوه ثوريه تستطيع التمرد على هذا النظام الفاسد لمبارك) .... و غيره الكثير و الكثير من الطرق التي عمل نظام مبارك على رصفها و تسويتها من اجل ان يسير عليها المصريون في صمت , من اجل ان يحقق نظام مبارك مصالحه من سرقة و نهب اموال بلدنا و السيطره عليها .
- احد اهم هذه الطرق التي استخدمها هذا النظام الفاسد , هو طريق "الجهل" , و القاعده معروفه جدا التي تقول "ان حكم شعب جاهل اسهل و ايسر بكثير من حكم شعب متعلم و مثقف" .... فعمل نظام مبارك على ارساء قاعدة "الجهل" في الشعب المصري ... فاصبح الشعب المصري به نسبة اكثر من40% اميه ... و النسبه المتبقيه (60%) حوالي نصفها او ثلاث اربعها تتمتع ب"الجهل العام" و تسير في حياتها بمبدأ "الفهلوه" ... و حتى النسبه القليله المتبقيه بها جزء كبير يتمتعون ب"الجهل السياسي" .... فيصبح من يفتقد هذه السمه "الجهل السياسي" نسبه قليله جداً في الشعب المصري
- و قد خلق هذا الجهل , حاله من "الفراغ الفكري و العلمي و السياسي" لدى عقول معظم شباب بلدنا ... فكيف يمكن للشاب العادي ان يملأ هذا الفراغ الفكري في عقله اذاً ؟ ... هناك الكثير من الطرق ... و لكن هل هناك طريقه اسهل و ايسر و اكثر راحة (نفسياً) من الدين ؟ ... اقصد التدين الشكلي الظاهري من الخارج ... معظم الشباب (ان لم يكن كلهم) يمتلكون بداخلهم مشاعر "الخوف من جهنم و الطمع في الجنه" ... بوجود هذه المشاعر داخل قلبه , و بوجود هذا الفراغ الفكري داخل عقله ... و مع اضافة بعض العوامل المساعده (مثل رجال دين متشددين او متاجرين بالدين) .... يخرج لنا الناتج و هو شاب يتبع و يؤمن ب"التيار الديني السياسي"
- الموضوع اذاً اشبه بمعادلة كيميائيه
(مشاعر الخوف من جهنم في القلب) + (فراغ فكري في العقل) ===(عامل مساعد : متاجرون بالدين)===>> شاب متدين تدين ظاهري يتبع تيار "الاسلام السياسي"
هذا في الجانب الاسلامي
- اما في الجانب المسيحي .. فيختلف فيه الناتج , و يزيد فيه عامل مساعد اخر ... العامل المساعد الاخر هو ما يتعرض له المسيحيون من حوادث طائفيه و اضطهاد كحرق كنائس و قتل اقباط ليلة عيدهم و و و ..... و الناتج لا يكون شاب يتبع تيار مسيحي سياسي .. و لكن لأن المسيحيون اقليه عدديه .. فمن الصعب ان نجد تياراً مسيحياً سياسياً في مصر , و لكننا نجد الناتج مختلف , يتمثل في اشياء مختلفه .... ربما شاب مسيحي يتمتع بالثقافه اليهوديه الذين يرون ان اقاربهم هم اليهود فقط , هكذا شاب مسيحي يتمتع بثقافة ان اخوته هم المسيحيون فقط , و هم اهم عنده من المسلمين ولا يتمتع بثقافة "السامري الصالح" التي علمه اياها المسيح ... و ربما شاب مسيحي يتمنى من داخل قلبه ان يحدث تدخل اجنبي في مصر لكي يحمي الاقباط من بطش المتطرفين (اعترف اني احياناً كنت امر بهذا الشعور) .... و ربما شاب مسيحي كل ما يهمه هو المسيحيون و الكنيسه و فقط اكثر بكثير من بلده .
- كل هذه العوامل بالاضافه الى ارتباط المصري بالدين منذ القديم , (فقد نشأ المصرى القديم على مجتمع زراعى يعتمد فية كل الاعتماد على نهر النيل,ظروف الزراعة والحصاد اعتمدت على نهر النيل فكان المصرى يبذل كل جهد فى عملية الزراعة ثم يأتى الفيضان فيجهز على ماقام بة الفلاح من مجهود...فأيقن المصرى ان مقدوراتة ليست بيدة ولكن بيد النيل فعبد النيل وكان يقدم لة القرابين والجميع يعلم مسألة وفاء النيل وعروس النيل التى كان يرمى المصريين بناتهم للنيل طلبا للوفاء وطلبا للحماية من النيل.. ) ** .... ادت الى ما نراه الآن من مشاكل و انقسامات في مصر , و تساعد السياسه الامريكيه التي تسعى بكل شده الى تقسيم مصر ... و ادت الى استخدام الدين كاداة هامه جداً في يد الانتهازيين الذين يسعون لمصالحهم الشخصيه عن طريق خداع المصريين .. سواء البسطاء الذين كل همهم هو ان يعيشوا "وخلاص" ... و خداع الشباب الذين اجتمعت فيهم عنصار المعادله السابقه (الخوف و الفراغ) .. لتغيير المفاهيم عندهم ... مثل ايهامهم بان "الليبراليه" هي ان امك ماتلبسش حجاب (كما قال الجهبذ شومان) .. و ايهامهم بان "العلمانيه" هي الالحاد و فصل الدين عن الحياه ... و غيره و غيره من تغيير المفاهيم عند الشعب المصري
و خاصة و ان تغيير المفاهيم و خداع البسطاء سياسياً ليس شيئاً جديداً عند الانتهازيين , فقديماً كانت طريقة محاربتهم ل"احمد لطفي السيد" الذي كان في كل مره يكتسح منافسه في ملجس الشعب هي انهم اوهموا الناس انه رجل "ديموقراطي" و العياذ بالله ... و ان الديموقراطيه هي كفر و و و ........ فما حدث قديماً مع مفهوم "الديموقراطيه" .. يحدث الان مع مفهوم "العلمانيه" و "الليبراليه" ... يغيرون المفاهيم عند البسطاء لكي يحصلوا على ما يريدونه من مصالح سياسيه شخصيه
** .... منقوله من مقال لصديقي عبد الوهاب
اخيراً اقول اننا يجب ان نعرف جيدا ان "لكل قاعده شواذ" ....... و الله الموفق و المستعا
ن :)
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com