بقلم شريف منصور
ذكرت عدة مرات في مقالاتي ان مصر لم تشهد ولن تشاهد رجل تجارة وصناعة مثل المرحوم المهندس صادق حنا غبور. بعد مرور 23 عام علي رحيل هذا الرجل العظيم مازالت كلاماته ترن في أذني .
قال المهندس صادق حنا غبور عندما تسمع وتري و تشاهد علنا الناس يقولوا لا تتعامل مع فلان لأنه مسيحي أو لا تتعامل مع فلان لأنه مسلم هنا فقط تعرف ان مصر خربت وبلا رجعة . فسألته وهل هذا سيحدث حقا.... قال لا اعتقد انه سيحدث ألان ولكن حتما سيحدث بعد 20 عام من اليوم. فسألته ولماذا بعد 20 عام ؟ قال عندما تنتهي الأجيال التي خلقت مصر الحديثة و الذين شبعوا من ثورة 1919 عندما عرف الشعب أن مصر تأتي أولا و أخيرا. بعد انقلاب 1952 تلوثت مصر تلوث طائفي رهيب و أصبحت المعاملات لا تتم علي أساس النزاهة و الخدمة الأفضل و البضاعة الأفضل و الكفاءات الأفضل. لقد بني العسكر اختيارهم في كل شيء علي أساس تفضيل ديني بحت. وبدون أي خجل غرس في نفوس الأغلبية أن المسيحيين مواطنين درجة ثانية كتب عليهم أن يعيشوا أذلاء في وطنهم او يرحلوا . ومن بقي منهم و يتكلم او يفتح فاه معترضا يستخدموا ضده شتي الوسائل لكي يسكتوه. في عهد جمال كان المصطلح الاختفاء وراء الشمس و في عهد السادات المحاكمات العسكرية و قوانين الطوارئ و عصر مبارك لا يتميز عنهم إلا في أنه جمع بين الأسلوبين بكفاءة منقطعة النظير. وقال لي جملة لا تنسي " قال القانون في أيديهم هو سيف الإرهاب الجديد يقطعون به راس من يعترض في الوقت الذي يرونه بسبب أو بدون سبب لأنهم لن ولم يفشلوا حتى ألان من خلق أسباب لا يستطيع فرد بلا أي حماية أن ينفي أي سبب يختلقونه ضده.
ولهذا يا أبني شركاتنا لا يمكن أن تقوم بعمل أي شيء فيه شبهه او احتمال الخطأ . علي سبيل المثال نحن نحسب نسبة الربح اقل مما هو متاح في القوانين حتى لا يأتي اليوم الذي يتهمنا فيه احد بأننا كسبنا قرشا ليس من حقنا.
نعم هذه هي فلسفة رجل تجارة وصناعة من الطراز الأول في حماية عملة و موظفيه من عبث رجال الحكم الفاسدين. و علي الرغم من كل هذا لم يخلوا الامر من تلفيق قضايا و تلفيق مخالفات تخرج في النهاية ان لا اساس لها من الصحة بعد أن يقضي هذا الرجل اعوام من الكفاح في المحاكم و المحاميين يسهرون الليالي محاولين دحض هذه التهم الملفقة عن اصدق و أمن تاجر عرفته مصر.
بني هذا الرجل صرح عظيم شركات اخوان غبور التي بدورها قدمت للاقتصاد المصري اروع المنتجات التي ساعدت علي تنمية مصر في فترة ما بعد الانفتاح . من جرارات زراعية ورؤؤس جرارات لقلبات صناعية للمحاجر و شركات البترول غير خدمات السياحة و ألفندقه . وهي الشكرة التي ابتدعت البيع بالتقسيط لكل الاجهزة المنزلية المعمرة و السيارات من سيارت الركوب الي اكبر سيارات النقل و القلابات و محطات خلط الخرسانة . ولم يكتفي بالاستيراد بل كان من أول الرواد الذين قاموا بتجميع الأتوبيسات و سيارات النقل في أول طريق مصر الإسكندرية في مدينة قليوب وفتح مجال العمل للمقيمين فيها. لم يعرف معني للطائفية بأي حال من الأحوال لم يعين موظف واحد علي أساس أنه مسيحي بل كان رؤساء الأقسام و المديرين مسلمين و مسيحيين دون أي تمييز عنصري.
بعد 23 سنة من رحيل هذا الرجل العظيم تقوم قوي الخراب بتحقيق ما تنبئ به المرحوم صادق غبور بالحرف. وتقف حكومة مصر متفرجة ويا لسخرية القدر فهي امتداد لانقلاب العسكر العنصري الذي هدم مصر وخرب وحدتها الوطنية لكي يتربع علي عرشها منذ 1952 و الي ألان. عندما تري ملصقات مطبوعة بالالوان الطبيعية تحس المواطنين أن ينصروا الله بمقاطعة شركات مصرية وطنية مملوكة 100% لمصريين و يعمل بها مئات الألوف من المصريين ، يتخيل لك أن اللهم غير ألهنا . وكأن الله عز وجل ضعيف يحتاج لنصرة الرعاع وحاشا ان يكون الله في حاجة لنصرة احد وان لم ينصركم الله لن ينصركم احد. و لكن الله ينصر من يطلب عونه في الحق وليس الضلال.
انعموا برضاء اله ضعيف يحتاج لنصرة وتعلموا بواعز من مرشدكم و معلمكم صاحب التعاليم الوطنية العظيمة طز في مصر وأبو مصر. ولكن سيأتي اليوم الذي يكتسح فيه الحق بأذن الله الذي لا يرضي أن ينصره لصوص وبلطجيه وقتله.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com