في قداس شارك فيه الآلاف وخيم عليه الحزن نعت النرويج رسميا وشعبيا ضحايا الإعتدائين الدمويين الذين قتلوا على يد نرويجي يرى أن هجماته "وحشية لكنها ضرورية"، رافضا تحمل "المسؤولية الجنائية" عنها. ووالد المتهم يشعر بالصدمة.
تصدر الملك هارالد الخامس وأفراد عائلته ورئيس الوزراء النرويجي ينس شتولتنبيرغ مراسم تشييع جنازات ضحايا الهجوم المزدوج الذي أدى لمقتل 93 شخصا على الأقل، وذلك في كاتدرائية العاصمة النرويجية أوسلو الأحد (24 تموز/يوليو). وخيم حزن عميق على أجواء القداس، فيما غرقت عيون الملك وأفراد عائلته بالدموع على الحادث المؤلم الذي وصفه رئيس الوزراء "بالمأساة الوطنية". وحضر القداس أيضا أعضاء الحكومة النرويجية والبرلمان إلى جانب أعضاء قيادة رابطة الشباب في حزب العمال الحاكم ونقلته شبكات التلفاز داخل وخارج البلاد.
وفيما ارتفعت حصيلة عملية إطلاق النار على مخيم الشباب في جزيرة يوتويا إلى 85 قتيلا وفق معطيات الشرطة، يتوقع أن ترتفع الحصيلة إلى أكثر من مئة لكون الكثير من الضحايا قفزوا إلى مياه البحر بحثا عن طريق للنجاة من الموت، حيث لم يتم معرفة مصير البعض منهم لحد ألآن. كما أن أكثر من 100 شخص تلقوا أو يتلقون العلاج في المستشفيات من إصابات، كما تؤكد الشرطة النرويجية مشيرة إلى أن حالة حوالي تسعة أشخاص خطيرة.
وكان الشاب المتهم الذي تسبب بمجزرة جزيرة الشباب والذي عرفته الشرطة باسم" أتدريس بيهرينغ بريفيك" كان قد قام بتفجير سيارة مفخخة على الأرجح، حسب ما ذكرت وسائل الإعلام النرويجية، في الحي الحكومي وتسبب في مقتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص وذلك قبل انتقاله إلى الجزيرة لارتكاب مذبحة جديدة بين صفوف الشباب.
ونفذت الشرطة النرويجية بعد ظهر الأحد (24 تموز/يوليو) عملية مداهمات مسلحة في شرق العاصمة وصفها خبراء مكافحة الإرهاب "بأنها على صلة بالهجوميين" رغم عدم توفر تفاصيل تخص مغزى العملية الأمنية. من جانبه قال محامي المتهم، جير ليبستاد، في مقابلة مع قناة " إن. آر. كي" النرويجية إن موكله البالغ من العمر 23 عاما قد أعترف بارتكابه " الجريمتين" وأنه أراد بذلك " توجيه ضربة للمجتمع وأساسياته وإلى كيفية إداراتنا للمجتمع". وقال المحامي إن موكله "اقر بالمسؤولية" عن الهجومين، وأضاف "إنه يشعر بأن القيام بهذه الأعمال وحشي، ولكنه يرى أنه ضروري". وأضاف المحامي إنه "بنظر برييفيك ليس هناك ما يستوجب الإدانة في ما فعله". فيما نقلت وكالة فرانس برس عن الشرطة النرويجية أن منفذ الهجمات أقر بفعلته إلا أنه رفض تحمل "المسؤولية الجنائية". وقال سفينونج سبونهايم القائم بأعمال رئيس شرطة أوسلو للصحفيين "لقد أعترف بوقائع كل من التفجير وإطلاق الرصاص غير أنه لم يقر بالذنب الجنائي" مضيفا أن بريفيك تصرف بمفرده. وجاء في اعترافات المتهم أنه نفذ العمليتين الدمويتين بمفرده، فيما تبحث الشرطة عن معاونين له وذلك للتأكد من صحة أقوال المتهم.
والد المتهم يشعر بالصدمة
في غضون ذلك عبر والد المتهم، الذي يعيش في منطقة ريفية في فرنسا، لم تكشف وسائل الإعلام عن هويته، عبر عن صدمته لدى سماعه نبأ المجزرة التي تسبب بها أبنه. وقالت مصادر إعلامية نرويجية إن الوالد لم يكن على صلة مع أبنه على الأقل خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة. وأشار الوالد في حديث مع صحيفة نرويجية إلى أنه قرأ النبأ على موقع الكتروني وشاهد صورة إبنه إلى جانب النبأ وهو يشعر بالصدمة لحد ألان. وأوضح الوالد الذي طلق زوجته بعد ولادة ابنه بقليل، إنه فقد أي اتصال معه منذ 1995 حين كان الفتى في الخامسة عشرة أو السادسة عشرة من العمر.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com