ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الإرهاب ليس من المسيحية

مرثا فرنسيس | 2011-07-29 10:23:34

بقلم: مرثا فرنسيس

مافعله النرويجي المتطرف أدمى القلوب وأثار غضب الكل، وهو نرويجي يميني متطرف قام بعمليات إرهابية وتسبب في قتل ثلاث وتسعون شخصاً ًمن الأبرياء وإصابة عددا آخر، ومهما كانت انتماءات هذا الشخص الفكرية والدينية فلا يمكن ان يُقبل مثل هذا السلوك العدواني تجاه أي فئة من البشر، يقول بيرينغ بريفيتش الإرهابي النرويجي إنه صليبي يميني عاشق لاسرائيل ومؤيد للصهيونية، بل إنه صهيوني متحمس! فالمسيحيون لايعبدون الصليب! والحروب الصليبية لم تكن ابدا ً بإسم المسيح أو المسيحية ولكنها كانت استغلالا ً للصليب لتحقيق مآرب شخصية وليس من دليل أو نص من الكتاب المقدس يدعو الى القتل والارهاب بل إن الله في المسيحية يُعلِمنا أن ليس لنا اعداء من البشر! . ليس هناك أي وصية مسيحية تُدعِم قتل المختلف. ولن اسرد آيات المحبة والصلاة للاعداء او الايات التي تدعو للسلام ومباركة الآخر وادارة الخد الآخر ولكني سأتذكر مع القارئ موقف واحد فقط للمسيح عندما أتى اليهود مع جنود الرومان ليقبضوا عليه ويسوقونه للصلب وقام أحد تلاميذه باندفاع محاولة للدفاع عن سيده وتسبب في قطع أذن جندي منهم ولم يقبل المسيح هذا التصرف رغم أن مهمة هذا الجندي مع جنود آخرين -هي القبض عليه ! بل إنه شِجِب هذا التصرف ومد يده وشفى أذن الجندي، وليرجع من يعتبرأن العهد القديم يحُث على القتل والإرهاب ليراجع الوصايا العشر وهي إختصار لكل مايطلبه الله من البشر، وهي تخص العلاقة مع الله والعلاقة مع الآخر، وكل ماهو غير ذلك في العهد القديم يجب دراسته في حيادية وتدقيق للتفرقة بين الوصايا وبين المواقف الخاصة التي تنضمن قصاصا ً ولها أسبابها، أو النبوات. هل هذا الشخص الذي يمكن وصفه بحق انه معتوه-هل هو مسيحيا؟ من اين اتى بهذا التعليم الذي يدفعه لقتل الآخر علما بأن النرويجي بيرنغ بريفتش المتطرف يقول انه يحارب الاسلام والماركسية ويقول انه يعتبر الإسلام والمهاجرين والتعددية الثقافية.خطرا ً على الدول الاوروبية، وهو هنا يوسع دائرة كراهيتة وعدائه لأكثر من المسلمين، والأدهى من ذلك إن هناك قتلى من أبناء وطنه أيضا ًفي هذا الاعتداء الارهابي!

من الظلم أن نعمم حالة فردية ونوصم شعبا بأكمله بسبب فرد واحد؛ فبدلا من القول بان بيريفيك فعل نقول النرويج فعلت! ونتجاهل رد فعل شعب النرويج تجاه ماحدث وهو استياء من الكل ورفض لهذا المنطق الارهابي وباقات الورود والشموع التي ملأت الساحة أمام كنيسة أوسلو ترحماً ً على ضحايا الاعتداءات تؤكد ذلك، وهذا يؤكد أن حالة هذا الارهابي حالة فردية مرفوضة يجب أن تقابل بحسم وشدة، ويجب ألا يكون هناك أي تهاون في صد مثل هذه الأعمال الإرهابية.

أنا أرفض ماقام به هذا الشخص- أرفضه كإنسان وأرفضه كمسيحية وأشجب كل فعل يضر أو يؤذي الآخر مهما كان دافعه، ومهما كان اختلاف هذا الآخر عني، ومسيحيتي بريئة من مثل هذه التصرفات العنيفة اللاانسانية،.حتى لو كان هذا السلوك المفزع يعبر عن فئة معينة وحتى لو كان انتمائها في بطاقات اثبات الشخصية هو انتماء للمسيحية، فهم لا يعبرون إلا عن أنفسهم وعن الكراهية التي بداخلهم، نحن لا نوافقهم ولا نقبل مافعلوه ولا نتنبنى افكارهم القاتلة.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com